ابتزاز إيراني للعراق: العطش أو الرجوع لاتفاقية الجزائر
كشف مستشار سابق في وزارة الموارد المائية، أسباب رفض طهران الجلوس مع بغداد إلى طاولة المفاوضات بشأن أزمة المياه.
وتعتبر أزمة المياه من أخطر الأزمات التي تهدد أمن العراق، خاصة أنها تضرب بشدة مساحات شاسعة من البلاد، وتهدد بموجات جفاف خطيرة وغير مسبوقة.
وقال ظافر عبدالله، إن "الجانب الإيراني يحاول الضغط على العراق للرجوع إلى اتفاقية الجزائر الموقعة بين البلدين في سبعينيات القرن المنصرم عبر استخدام ورقة المياه".
وأضاف عبدالله خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "طهران ترفض الجلوس مع بغداد بشأن أزمة المياه الراهنة بعد تجفيفها العديد من الأنهار داخل العراق جراء قطع امتداداتها في الأراضي الإيرانية شرط الرجوع إلى الاتفاقية الملغاة".
- اجتماع "مهم" مع دول الجوار لإنقاذ العراق من العطش
- إيران توقف تدفق المياه إلى العراق.. والتصحر يغزو الأراضي الخضراء
ووقع العراق وإيران في الـ6 من مارس/آذار من العام 1975، اتفاقية الجزائر التي تضمنت مجموعة من البنود والفقرات من أهمها تقاسم شط العرب بين الدولتين، إضافة إلى أنها احتوت أيضا على بروتوكولات لتنظيم عملية توزيع المياه القادمة من الأراضي الإيرانية باتجاه الأراضي العراقية.
وألغى رئيس النظام السابق هذه الاتفاقية في العام 1980 الأمر الذي تسبب في إشعال حرب الخليج الأولى التي امتدت إلى 8 سنوات.
وكانت إيران عمدت إلى تجفيف أكثـر من أربعين نهرا كبيرا ومتوسطا وصغيرا في العراق خلال سياسات اتبعتها منذ نحو عقدين واشتدت وطأتها في الأعوام الخمس الأخيرة، ما دفع ببغداد مؤخراً للتلويح بتدويل القضية.
وكان وزير الموارد المائية العراقي، كشف في مطلع الشهر الحالي، عن بدء التحرك الرسمي للشروع بإجراءات تدويل قضية المياه عبر تقديم شكاوى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وضرب العراق مؤخراً موجة جفاف غير مسبوقة طالت آلاف الدوانم من المساحات الزراعية في شرق وجنوب العراق فضلاً عن ارتفاع نسب اللسان المحلي في شط العرب جراء قطع روافد رئيسة وهما نهر الكرخا والكارون.
وأعلنت وزارة الموارد المائية في وقت سابق أن إيران "قطعت المياه بشكل تام عن العراق"، مؤكدة أن "الإطلاقات المائية من إيران بلغت صفرا"، فيما أشارت إلى "اتخاذ حلول لتخفيف ضرر شح المياه في محافظة ديالى" شرقي العراق.
ودعت الحكومة العراقية الجانب الإيراني قبل نحو ثلاث أشهر التفاوض بشأن أزمة المياه، إلا أن الأخير طلب تأجيل النقاش بذلك الأمر بذريعة انشغال طهران بالانتخابات الرئاسية ومباحثات الملف النووي.
ويعاني العراق منذ سنوات من انخفاض متواصل في الإيرادات المائية عبر نهري دجلة والفرات، وفاقم أزمة شح المياه كذلك، تدني كميات الأمطار الساقطة في البلاد على مدى السنوات الماضية.
وخلال هذا العام، انخفضت معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات بنحو 50% عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، ليتسبب انخفاض مليار لتر مكعب واحد من المياه بخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، بحسب إحصائيات شبه رسمية.
ويخسر العراق في ذات الوقت آلاف المليارات المكعبة سنوياً بسبب ما يمكن تسميته "الحرب المائية التركية الإيرانية" عليه.