شكري والصفدي في العراق.. رسائل للداخل والخارج
من جديد، يؤكد التحالف العربي الثلاثي الذي يجمع مصر والأردن والعراق، ثبات المواقف والدفع بتطوير العلاقات والتحول نحو أفق أوسع.
وجاءت زيارة وزيري الخارجية الأردني والمصري إلى العاصمة بغداد لتأكيد عمق الانتماء ووحدة المصير المشترك بين الأشقاء العرب، وخصوصاً في ظل التحديات الكبيرة التي تعصف بالمنطقة والعالم بأسره.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، اليوم، وصول وزيري الخارجية المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي إلى بغداد.
وأشار إلى أن الوزيرين وصلا إلى بغداد في زيارة رسمية، مبيناً أن "وزير الخارجية فؤاد حسين كان في استقبال الوزيرين لدى وصولها المطار".
الصحاف وفي تصريح مقتضب لـ"العين الإخبارية"، أشار إلى أن "الزيارة تأتي في إطار التنسيق المشترك بين القاهرة وبغداد وعمان، وتتضمن مباحثات على المستوى الثنائي والثلاثي".
ويعود مشروع التقارب بين مصر والأردن والعراق إلى مارس/آذار 2019، عندما عُقد اللقاء الأول بين قادة الدول الثلاثة في القاهرة بمشاركة الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الحكومة العراقية آنذاك عادل عبد المهدي.
وفي أغسطس/آب 2020، استضافت العاصمة الأردنية عمان، اللقاء الثاني، الذي أكد خلاله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، التحرك نحو مشروع اندماج اقتصادي، والتلميح بتشكيل محور عربي بين الدول الثلاثة.
ووجد اجتماع المملكة الأردنية، ترحيباً من قبل الولايات المتحدة بعد أن أصدرت خارجيتها بياناً أعربت فيه عن دعم واشنطن لتوجهات التعاون بين القاهرة وبغداد وعمان.
وجاء انعقاد القمة الثالثة في يونيو/حزيران 2021 في العاصمة بغداد، وانتهت بالتحول من التأطير النظري لمشاريع التعاون والتقارب إلى أوراق عمل على واقع الميدان في مجالات عدة من بينها الربط الكهربائي والزراعة والأمن الغذائي.
وشهدت بغداد منذ وصول مصطفى الكاظمي إلى القصر الحكومي في مايو/أيار 2020، ميلاً كبيراً نحو العودة إلى الحاضنة العربية والفضاء الدولي ومحاولة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية.
وتكللت جهود الكاظمي عبر سلسلة من الزيارات التي رمت إلى العودة ببغداد للمحيط العربي والخليجي على وجه الخصوص، بالنجاح وسط مؤشرات على الاستمرار والتكامل.
تنسيق مهم
من جانبه، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي، إحسان الشمري في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "زيارة وزيري خارجية مصر والأردن، تأتي في إطار رغبة الدول الثلاث باستكمال العمل الذي بدأ فيما يرتبط بالتفاهمات والتعاون المنبثقة عن سلسلة قمم جرت في العواصم الثلاث".
وتابع الشمري "كما تأتي في إطار وضع الآليات لتطبيق مذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها، فضلاً عن كونها مؤشرا على رغبة الأطراف الثلاث على العمل بنسق واحد وخصوصا في ظل وجود استدارة من قبل واشنطن، مما يدعو لتنسيق المواقف".
المحلل السياسي، إحسان عبدالله، يؤكد بدوره، أن تلك الزيارة جاءت بتوقيت مقصود لحمل رسائل عربية عبر الأردن ومصر، تعكس رغبة الأشقاء في مواصلة وإكمال المسار الذي جرى وضعه في حقبة الكاظمي.
وتابع عبدالله لـ"العين الإخبارية"، أن "الصراعات الدائرة في العراق بشأن أزمة تشكيل الحكومة، علق عليها الكثير من المناوئين لسياسات الكاظمي، الأمل في إنهاء هذه السياسات، لكن جاءت زيارة الأشقاء العرب كرسالة تؤكد أن ما تحقق جرى وفق بناء صلد وليس على أرض رملية متحركة لا ثبات فيها".
وأثار النهج الحكومي لحكومة الكاظمي حفيظة قوى وفصائل مسلحة مقربة من طهران حذرت من التقارب العراقي العربي الذي جاء بعد تعثر دام أكثر من عقدين، خوفاً من أن يهدد مصالح إيران في العراق.