نسرين العراقية تزاحم الرجال: دعوة لقتل الروتين
نسرين ترعى والديها المصابان بمرض ارتفاع ضغط الدم وداء السكري وتحتاج إلى 417 دولارا شهريا لعلاجهما، إضافة إلى 250 دولارا لإيجار المنزل
في شمال العراق، استطاعت نسرين محمد، التي تعيش في مدينة السليمانية، تغيير نظرة المجتمع إلى المرأة من خلال عملها سائقة سيارة أجرة.
واكتشفت نسرين، وهي غير متزوجة وتعول والديها، أنَّ راتبها كموظفة مدنيّة لا يكفي لتلبية احتياجات أُسرتها فقررت أن تغامر في هذا المجال الذي يهيمن عليه الذكور.
وتقول نسرين (35 عاماً) التي بدأت عملها منذ شهرين تقريبا: "قررت العمل سائقة سيارة أجرة لمواجهة مشكلة الديون التي تراكمت علينا، وإضافة لذلك عليّ أن أتحمل نفقات أبي وأمي وهما في حاجة لزيارة الطبيب بانتظام ولعلاج شهري، كما أننا نسكن بالإيجار، وكل ذلك يحتاج إلى مال".
وتابعت: "لم أكن أتوقَّع استجابة الناس بهذا الشكل، الآن بفضل الله تعالى، الرجال والنساء يرغبون في ركوب سيارتي، والكل يدعمني".
واستطاعت نسرين شراء سيارة، كلفتها نحو 15 ألف دولار، وقالت إنَّها فخورة بمكافحة مصاعبها الماليّة.
وقالت: "فخورة بأنني تمكَّنت من محاربة كل المصاعب الماليّة ومشاكل الحياة دون طلب مساعدة أي شخص".
وناشدت نسرين كل النساء بالعمل في هذه المهنة التي وصفتها بأنها مناسبة للمرأة: "أناشد النساء أن يعملن في مثل هذا العمل الملائم بدلاً من انتظار الحصول على وظيفة حكوميّة والعمل أمام جهاز كمبيوتر، لأنه يمكننا العمل جنباً إلى جنب مع الرجال".
وأوضحت نسرين أنَّ السيارة توفر حالياً دخلاً هي في حاجة ماسة له، موضحة أنها تعمل نحو 8 ساعات يومياً، وتكسب ما بين 30 إلى 50 ألف دينار عراقي (من 25 إلى 42 دولاراً) يومياً.
وتعمل نسرين سائقة سيارة أجرة بعد انتهاء فترة عملها كموظفة مدنيّة منتصف النهار، ويُقدَّر راتبها كموظفة حكومية بنحو 460 ألف دينار عراقي (نحو 383 دولاراً).
وتنفق نسرين على والديها، وهما مصابان بمرض ارتفاع ضغط الدم وداء السكري، من 300 ألف دينار عراقي (نحو 250 دولاراً) إلى 500 ألف دينار عراقي (نحو 417 دولاراً) شهرياً للعلاج، وإضافة لذلك تدفع نحو 300 ألف دينار عراقي (250 دولاراً) إيجاراً شهرياً للمنزل الذي يقيمون فيه.
وأشاد راكب يدعى محمد علي بنسرين لعملها سائقة سيارة أجرة، وقال: "لم أسمع عن امرأة تقود سيارة أُجرة حتى في أمريكا أو أوروبا، فمعلوم أن هذا عمل يهيمن عليه الرجال، لذلك أشجعها بقوة، فهي لم تخف العمل في مجال نقل الركاب سواء رجال أو نساء من مكان لآخر، فهنا في كردستان تلعب النساء دوراً كبيراً في تقدم البلاد، ولذلك أطلب من كل النساء اللائي بلا عمل أن يعملن مثل هذه المرأة البطلة".