الموت المدفون بتراب العراق.. 40 عاماً من الألغام الحية
تمثل الألغام الحية التي خلفتها حروب العراق ضمن أهم التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد في ظل زيادة متصاعدة في أعداد الضحايا.
ووفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة فإن 100 طفل قُتلوا أو أصيبوا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2021 جراء انفجار ألغام ومتفجرات من مخلفات الحروب في العراق.
وبحسب وزارة البيئة العراقية، فقد تم تطهير 52% من المساحات الملوثة بالألغام والمخلفات الحربية فيما تبقى 48% من المساحة الإجمالية الملوثة، والتي تجري الأعمال على تطهيرها، والتي تبلغ 2529 كيلومترا مربعا.
وتعود أغلب المتفجرات الحية إلى الحرب العراقية الإيرانية في مطلع ثمانينات القرن الماضي، فضلاً عن سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق في العراق بين عامي 2014 و2017.
ويؤكد مسؤول بيئي في محافظة واسط، وجود مساحة شاسعة تصل لنحو 130 كم ضمن الشريط الحدودي تضم ألغاماً غير منفلقة.
ويقول مدير بيئة المحافظة صباح عباس، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن "منطقة الشريط الحدودي بين العراق وإيران ضمن المحافظة والبالغة أكثر من 130 كيلو مترا ملوثة بالألغام بشكل كامل، ولا تزال هذه الألغام موجودة إلى الآن".
وأضاف عباس أن "وجود هذه الألغام حرم مساحات كبيرة في منطقة زرباطية الحدودية من استثمارها في القطاع السياحي" ، داعيا الجهات المعنية إلى "اتخاذ الإجراءات المناسبة لإزالة هذه الألغام وفق خطة متكاملة".
وتعرضت ناحية زرباطية الحدودية أو "ناحية الذهب"، في محافظة واسط، التي تتبع ادارياً لقضاء بدرة أو "به يره" إلى الخراب والدمار خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) وكانت مسرحاً للقتال ودمرت بساتينها وهدمت منازلها وهجرها العديد من سكانها.
واشتهرت زرباطية التي تقدر مساحتها بنحو 320 ألف دونم، بوجود الغزلان البرية فيها، والتي تسرح في المناطق الحدودية، لكن أعدادها انحسرت بشكل كبير في السنوات الاخيرة، وباتت مناظرها شحيحة جداً في زرباطية.
وكانت وزارة البيئة العراقية، كشفت، أمس الجمعة، عن المساحات الحدودية التي تم تطهريها من ألغام الحروب.
وقال مدير قسم التخطيط والمعلومات بدائرة شؤون الألغام، أحمد عبد الرزاق الجاسم، في بيان، إن "نسبة التلوث الكلي المسجل في قاعدة البيانات بلغ تقريبا 6007 كيلومترات مربعة حيث يتم تقسيم التلوث إلى ثلاثة أنواع حسب الحالة".
ويستدرك بالقول: "التلوث المفتوح الذي يعتبر خطرا والمغلق الذي تم تنظيف وتطهير المكان، والعمل مازال جاريا حيث تمت ازالة ما يقارب3241 كيلومترا مربعا".
ويضيف في تصريح تابعته "العين الإخبارية"، أن "القسم الثالث الجاري العمل فيه، حيث تم إعطاء أوامر عمل إلى المنظمات والشركات العاملة تقريبا 236 كيلومترا مربعا"، لافتا إلى أن "نسبة الخطر المتبقي لكل أنواع التلوث في العراق تقريبا تمثل 2529 كيلومترا مربعا أي ما يقارب 52 %، نتيجة تعاون الجهود الوطنية والدولية".
وبين أن "الخطر يقسم إلى عدة أنواع ليس فقط ألغاما بل حقول ألغام وذخائر عنقودية وأراضي مواجهات ومخلفات حربية والعبوات الناسفة التى ظهرت بعد عام 2014 بشكل واسع بعد دخول عصابات داعش الإرهابية إلى المحافظات المحررة".
وكانت قوات الأمن في البصرة، جنوبي العراق، دخلت مساء الأربعاء الماضي، حالة الإنذار القصوى إثر اختفاء حاوية تحتوي على 100 قنبلة عنقودية تم جمعها من قبل فرق إزالة الألغام بالمحافظة، وفق مصدر أمني.
وتعتبر الألغام والقنابل غير المنفجرة إحدى أكبر التحديات التي تواجه السلطات العراقية لإعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة، خصوصاً في نينوى وكركوك والأنبار، إلى جانب الألغام المنتشرة في محافظات الجنوب، والتي تعود إلى "حرب الخليج الأولى" بين العراق وإيران.
ووفقا لمرصد الألغام الأرضية (Landmine Monitor)، فإن العراق من أكثر دول العالم تلوثاً من حيث مساحة المنطقة الملغومة، بالإضافة إلى التلوث بالذخائر العنقودية ومخلفات حربية أخرى.