للمرة الأولى.. انتهاكات "الحشد الشعبي" أمام البرلمان العراقي
أربيل تقدمت بتقرير للأمم المتحدة أظهر عمليات مصادرة وحرق لمنازل الأكراد في طوزخورماتو، وسط تقارير تحدثت عن مسؤولية مليشيا الحشد.
في قرار هو الأول من نوعه، وافق مجلس النواب (البرلمان) العراقي بأغلبية الأصوات على تشكيل لجنة مختصة بمتابعة انتهاكات اُرتكبت في مدينة بشمالي العاصمة بغداد، اُتهمت مليشيا الحشد الشعبي بتنفيذها.
وتحدثت تقارير محلية ودولية عن تسجيل انتهاكات ارتكبتها فصائل الحشد الشعبي في قضاء طوزخورماتو منذ 16 أكتوبر/تشرين أول 2017 عندما توجهت ضمن القوات الحكومية للسيطرة على القضاء والعديد من البلدات والمدن والحقول النفطية لفرض السلطة عليها، إثر أزمة بين الحكومة المركزية وكردستان، بعد أن مرر الإقليم مشروع استقلاله في استفتاء رفضت بغداد نتائجه.
- 3 ملايين عراقي يخشون العودة لديارهم خوفا من بطش "الحشد الشعبي"
- الحشد الشعبي ينتشر على حدود العراق مع سوريا
وأعلن البرلمان العراقي أنه اعتمد "قرارا نيابيا بتشكيل لجنة تحقيقية تضم لجان الأمن والدفاع والقانونية وحقوق الإنسان والمهجرين والثقافة والإعلام في المجلس، بشأن أحداث طوزخورماتو (مدينة 190 كلم شمال بغداد) وضمان عودة سكانها النازحين إليها بشكل عاجل ورصد الانتهاكات ومحاسبة المسيئين".
وقدمت السلطات الكردية تقريرا موثقا بالصور وتسجيلات الفيديو من طوزخورماتو للأمم المتحدة وجهات دولية أخرى أظهرت عمليات مصادرة لنحو 3 آلاف منزل للأكراد، وعمليات حرق طالت 2400 منزل آخر، وتفجير 50 منزلا.
ووفق التقرير فإن جميع المنازل المستهدفة تعود لأبناء القومية الكردية، وذلك ردا على مشاركتهم بالاستفتاء الذي نظمه الإقليم في 25 سبتمبر/أيلول 2017.
وأدت "انتهاكات مليشيا الحشد الشعبي في طوزخورماتو إلى نزوح 31 ألف أسرة كردية تضم نحو 100 ألف فرد عن القضاء ويقيمون خارجها ويخشون العودة إليها خوفا من عمليات الملاحقة من المليشيات المذهبية"، حسب تقرير سلطات إقليم كردستان.
وقال النائب العراقي ريبوار طه، وهو أحد أعضاء اللجنة، إن طلب تشكيل لجنة تحقيق في أحداث طوزخورماتو تم تقديمه منذ فترة للبرلمان، وبعد ضغوط تم إقراره.
وأضاف في تصريح صحفي: "عمل اللجنة التحقيقية سيكون ميدانيا، سيزور أعضاؤها المنطقة لمعرفة ما حصل فيها، ثم إعداد تقرير مفصل وعرضه على البرلمان، وفي ضوئه سيجري اعتماد توصيات للحكومة لاتباعها فيما يخص مشكلة المدينة".
وكشف النائب عن "حدوث عمليات إبادة وقتل جماعي في تلك المنطقة وبالتالي فسيكون هناك مجرمو حرب".
ورحّب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نجيرفان البارزاني، بتشكيل لجنة التحقيق، وقال في مؤتمر صحفي عقده الإثنين، إن "التحقيق في أحداث طوزخورماتو ومحاسبة المتورطين خطوة مهمة".
وأشار الى أن المليشيات تدعم إجراء تغيير ديموغرافي للمناطق المتنازع عليها "نأمل في أن تضع بغداد حدا لمسألة التعريب والمشاكل".
ويدعم الأكراد حاليا فكرة نشر قوة أمريكية في طوزخورماتو وكركوك وبقية المناطق المتنازع عليها لوضع حد "لانتهاكات المليشيات".
ويعد قضاء طوزخورماتو من المناطق المختلطة سكانيا وكانت قبل "انتهاكات المليشيات" يسكنها 220 ألف نسمة، نصفهم من الأكراد والنصف الآخر من التركمان والعرب.
aXA6IDE4LjExNi44NS4yMDQg جزيرة ام اند امز