من داعش إلى الحشد.. 6 أزمات واجهت العراق خلال 2017
العام الحالي عاش العراق أزمات سياسية ومجتمعية متتالية.
14 من يونيو/ حزيران 2014.. يعد هذا التاريخ فارقا في تاريخ العراق، حيث وقعت الموصل تحت سطو "داعش" الإرهابي، وعاشت المدينة وغيرها من المدن معاناة كبرى ألقت بظلالها على العراقيين على مدار السنوات الـ 3 الماضية.
"بوابة العين" الإخبارية ترصد 6 أزمات واجهت العراق خلال عام 2017.
الحرب على داعش
تحدّ كبير واجه الجيش العراقي والقوات المساندة له أثناء الحرب ضد داعش، خاصة وأن عناصر التنظيم تمسكت لآخر لحظة بالمدن التي فرض سيطرته عليها.
وتمثلت صعوبة الحرب على التنظيم الإرهابي في ضيق الأزقة والجيوب في الموصل، إضافة إلى حرص الجيش العراقي على حياة المدنيين، وهو ما دفع القوات إلى تأجيل موعد انطلاق المعارك لشهور عديدة، وفي الـ 17 من أكتوبر/تشرين الأول 2016 أعلنت بغداد انطلاق المرحلة الأولى من معركة الموصل.
ورغم الصعاب التي أحاطت بالمعركة، إلا أن الجيش العراقي المدعوم من التحالف الدولي نجح في تحرير الموصل وإطلاق معارك أخرى في مدن تلعفر والريحانة والحويجة وعانة والقائم، بجانب تطهير الحدود الغربية للعراق طوال العام الحالي.
وربما كانت الخطة الاستراتيجية المحددة والدفعة المعنوية للمقاتلين العراقيين كلمة السر وراء حسم المعارك لصالح العراق. إضافة إلى خسائر التنظيم المتتالية بداية من فقدان 90% من مقاتليه ونحو 1400 سيارة مفخخة وأكثر من 2000 قطعة سلاح متنوعة و26 نفقا.
ورغم فشل مشروع داعش العراق، إلا أن محاولات فلول التنظيم البائسة للعودة مجددًا تظل خطرا قائما يهدد العراقيين.
أزمة كردستان
أزمة جديدة تفاقمت بين بغداد والأكراد عقب إعلان نتيجة استفتاء استقلال كردستان عن العراق في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأعلنت القوات العراقية فرض سيطرتها على منشآت نفطية وأمنية مهمة في كركوك بعد أيام قليلة من انطلاق عملية عسكرية ضد الأكراد تحت شعار "حفظ أمن المدينة".
توقيت الصراع السياسي العسكري بين الأكراد وحكومة بغداد حمل العراق المزيد من التحديات، خاصة وأن التناحر الداخلي بين الطرفين أثر سلبًا على خطوات إعادة الإعمار ومحو آثار داعش من المدن.
ولكن موافقة البرلمان على تنحي مسعود بارزاني من رئاسة الإقليم ساهمت في احتواء الأزمة السياسية رغم اشتداد المعارك بين بغداد وكردستان خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ نظرًا لأهمية الإقليم الاقتصادية للعراق.
إعادة الإعمار
100 مليار دولار.. كانت كلفة إعادة إعمار العراق بعد دحر الإرهاب وفقًا لتقارير دولية خاصة أن حجم الدمار والخراب الذي لحق بالمباني والمدارس والمؤسسات الحكومية تجاوز كل التقديرات.
ودُمرت مئات المنازل وعشرات المساجد والكنائس وأكثر من 400 مدرسة و15 معهدًا وكلية إضافة لجامعة الموصل التاريخية على يد داعش، ولم تنجُ المناطق الأثرية في سنجار وتكريت والفلوجة والموصل وتلعفر من يد الإرهاب، وتكبد العراق خسائر فادحة في البنية التحتية لعشرات المدن.
ومع احتدام المعارك وشراسة الحرب، تضاعف الخراب الذي لحق بالمنازل والشوارع الصغيرة، خاصة وأن التحالف ركز في المراحل الأخيرة للحرب على استهداف معاقل داعش بالطائرات.
عودة المدنيين
إعادة النازحين واللاجئين إلى منازلهم من جديد أمر بالغ الصعوبة يواجه الحكومة العراقية؛ لما تتطلبه هذه الخطوة من إصلاح كل المباني والمؤسسات والخدمات وتشغيل محطات الكهرباء والمياه، إضافة لتأمين طرق العودة؛ تحسبًا لأي محاولات داعشية تستهدف المدنيين.
الحفاظ على التركيبة السكانية وطبيعة الديموجرافية السياسية في الموصل وتلعفر والحويجة وسنجار يُلزم المسؤولين العراقيين بتوقيت محدد لإعادة جميع السكان إلى مناطقهم الأصلية.
وعاد نحو أكثر من مليوني نازح إلى ديارهم وتحديدًا بمحافظتي نينوي والأنبار، ولكن لا تزال المعاناة قائمة لعدم توافر منازل أو مأوي صالح للمعيشة لنحو ثلث العائدين منهم.
الحشد الشعبي
يظل الحشد الشعبي الموالي لإيران خطرا يهدد أمن العراق، ودار جدل كبير حول مشاركته بالمعارك ضد داعش؛ خوفًا من انفراده بالساحة وفرض سيطرته على المدن المحررة.
وطوال الحرب ضد الإرهاب، ارتكب الحشد عدة جرائم باسم تطهير المدن من عناصر داعش، وخرجت عدة تقارير دولية تؤكد أن الممارسات تمت بحق عراقيين سنة ليسوا على صلة بداعش، موضحة أن هذا الاستهداف قائم على حسابات طائفية.
ومن حين لآخر يلوح في البرلمان الحديث بشأن اعتراف الحكومة بالحشد كجيش رسمي بالعراق.
قانون الأحوال الشخصية
ألقت المصالح السياسية بظلالها على قانون الأحوال الشخصية، حيث طرح بعض النواب المنتمين لأحزاب دينية مقترحا لتعديل قانون الأحوال الشخصية، مطالبين بتغييرات تتعارض مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وربما كان الرفض السياسي والشعبي للمقترح هو حائط صائد لحماية المجتمع العراقي من التفكيك وترسيخ مبدأ الطائفية بين أبنائه.