3 أسباب وراء تراجع العنف بالعراق
تقرير البعثة الأممية أشار إلى أن شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين الأقل دموية بالعراق منذ 5 سنوات.
231 قتيلا و508 جرحى.. كانت حصيلة الضحايا العراقيين لأعمال العنف خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2017.
أشار تقرير البعثة الأممية في العراق، إلى أن شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين الفترة الأقل دموية بالعراق منذ 5 سنوات.
وأعلنت الأمم المتحدة في التقرير نفسه أن العنف نتج عن العمليات الإرهابية والنزاع المسلح، موضحة أن نحو 117 مدنيا عراقيا قتلوا فيما أصيب نحو 264 جريح خلال أكتوبر/تشرين الأول 2017، وسقوط نحو 114 قتلا و244 جريحا آخرين في الشهر الماضي.
واعتبر نعمان المنذر، الباحث العراقي، أن نتيجة التقرير تطور طبيعي لنتائج العمليات العسكرية ضد الإرهاب، مشيرا إلى أن العراق يحتل المرتبة الـ8 على مستوى المنطقة في أعمال العنف.
أسباب تراجع العنف
وفي تصريحاته مع "بوابة العين" الإخبارية، أرجع المنذر تراجع عدد ضحايا العنف إلى 3 أسباب، مؤكدا أنه العراقيين يصرون على إعادة إعمار بلادهم بعد طرد بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي من الصحراء الكبرى على الحدود الغربية مع سوريا.
وتابع بقوله: "السبب الرئيسي والأهم والأكثر تأثيرًا في نتيجة ضحايا العنف هو تفوق القوات العراقية في حربها على الإرهاب" موضحًا أن انحسار داعش وفقدانه لعناصره ومعاقله الرئيسية في غضون عام أدى لتراجع عدد القتلى والجرحى من المدنيين العراقيين.
تراجع المواجهات الطائفية بين أبناء المجتمع العراقي كان السبب الثاني وراء تراجع عدد الضحايا المدنيين، وفسر نعمان المنذر هذا السبب قائلًا: "طبيعة الخطاب التحريضي الطائفي لم ولن تفلح مرة ثانية في تأجيج الصراعات بين العراقيين".
ورغم وصول عدد القتلى في العراق منذ بداية العام الحالي نحو 3229 شخصا، بعد وقوع تفجيرين في محافظتي بغداد وصلاح الدين الشهر الماضي، إلا أن وتيرة العنف بدأت في الانحسار. ونوه الباحث العراقي إلى أن السبب الثالث يتركز في نجاح الحكومة العراقية في إدارتها للمرحلة بداية من الحرب على الإرهاب ووصولًا لتفادي الصراعات الداخلية رغم أزمة كردستان الأخيرة مع الحكومة المركزية.
مرحلة ما بعد داعش
وعقب نجاح القوات العراقية في طرد داعش من مدينة الموصل في الـ10 من يوليو/تموز الماضي، دارت التوقعات الدولية حول أن العراق سيواجه مخاطر عديدة في مرحلة إعادة الإعمار.
ومع اقتراب هزيمة داعش الكاملة بالعراق، وتأكيد التقرير الأممي على تراجع ضحايا العنف المدنيين، تصبح ملامح مستقبل العراق أكثر وضوحًا.
ورأى المنذر أن العراق يريد أن يصبح "رجل إطفاء الحريق بالمنطقة"، مرجحًا أن العراق لن يسعى للدخول في تحالفات مع دول المنطقة وسوف يكتفي بدوره الداخلي في إعادة البناء والإعمار.
وفي الوقت نفسه، أكد أن التحديات لا تزال قائمًا أمام العراقيين، ملمحًا إلى أن الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر عقدها في منتصف مايو/أيار المقبل هو اختبار حقيقي لصلابة وقوة العراق في تحمل الأزمات.