حظر تجوال وغلق طرق وقطع الإنترنت في ثالث أيام احتجاجات العراق
عدد القتلى ارتفع إلى 13 شخصا بينهم شرطي في العاصمة ومدن جنوبية عدة، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح.
تطورات جديدة شهدتها الساعات الأولى لثالث أيام مظاهرات العراق؛ احتجاجا على الفساد الحكومي وأعداد البطالة المرتفعة، بالإضافة إلى النقص في الخدمات الأساسية وتدخلات إيران.
والخميس، قطعت السلطات العراقية، خدمات الإنترنت في جميع أنحاء البلاد، بعد تعطل مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر وأنستقرام وواتساب" أمس باستثناء إقليم كردستان.
وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن مصادر بالشرطة ومصادر طبية ارتفاع عدد القتلى إلى 13 شخصا بينهم شرطي في العاصمة ومدن جنوبية عدة، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح.
كما قامت قوات الأمن العراقية بغلق الطرق المؤدية للعاصمة بغداد، في الوقت الذي لا تسمح فيه بدخول المدنيين إلى المنطقة الخضراء باستثناء الأشخاص الذين يحملون وثائق مناسبة.
من جهته أمر وزير الدفاع العراقي بفرض حظر تجوال طارئ ابتداء من الساعة الخامسة صباح الخميس بالتوقيت المحلي، حتى إشعار آخر، باستثناء المسافرين من وإلى مطار بغداد الدولي بالإضافة إلى سيارات الإسعاف والفرق الطبية.
وأفادت مصادر الشرطة بأن حظر التجول فُرض في 3 مدن بجنوب العراق، ورغم ذلك تجدد إطلاق الرصاص الحي، إذ فتحت قوات مكافحة الإرهاب النار على محتجين حاولوا اقتحام مطار بغداد، وانتشرت في مدينة الناصرية بالجنوب بعدما "فقدت" الشرطة "السيطرة"، بحسب رويترز.
كما أطلقت قوات مكافحة الشغب العراقية الرصاص في الهواء، لتفريق عشرات المتظاهرين الذين أشعلوا إطارات في ساحة التحرير بوسط العاصمة.
وصدت القوات الأمنية المحتجين باتجاه شوارع فرعية متاخمة لمكان التجمع الأساسي، إذ يبدو أن الحكومة التي شكّلت قبل عام تقريباً، اتخذت خيار الحزم في مواجهة أول امتحان شعبي لها.
في المقابل نددت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق باستخدام القوات الأمنية العنف لتفريق المتظاهرين السلميين في بغداد والمحافظات الأخرى.
المنطقة الخضراء
ويسعى المحتجون للتوجه إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة التي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للتظاهرات في المدينة، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية حيث ضربت القوات الأمنية طوقاً مشدداً منذ الثلاثاء.
وقررت السلطات العراقية مساء الأربعاء، إغلاق المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم المقار الحكومية والسفارة الأمريكية بعد إعادة افتتاحها في يونيو/ حزيران، منعاً لوصول المتظاهرين.
وعادة يتخذ المتظاهرون من المنطقة الخضراء وجهة لهم لرمزيتها السياسية، خصوصاً أنها شهدت عام 2016 اقتحاماً نفّذه أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
ومنذ الثلاثاء شهدت مدن بغداد والناصرية والنجف والكوت والديوانية والبصرة وديالى وكركوك وبابل مظاهرات شعبية واسعة.
وتضمنت مطالب الأربعاء "إسقاط النظام" في أبرز تعبير عن الغضب العام من حكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي التي تولت السلطة منذ عام.
كما رفع متظاهرون في بغداد والمحافظات الجنوبية شعارات تطالب إيران ومليشياتها بالخروج من العراق، مرددين هتافات: "إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة".
وفي محاولة لتهدئة المحتجين الغاضبين أصدر عبدالمهدي الثلاثاء بيانا تعهد فيه بتوفير فرص عمل للخريجين، وأصدر تعليماته لوزارة النفط وهيئات حكومية أخرى بتخصيص حصة للعمالة المحلية في العقود القادمة مع الشركات الأجنبية نسبتها 50 % من قوة العمل.
وربما يمثل عدم الاستقرار المحلي والتوتر في المنطقة آخر مسمار في نعش حكومة عبدالمهدي الائتلافية الهشة والتي أدت اليمين كحل وسط بين الفصائل المتنافسة بعد انتخابات غير حاسمة.
ويعاني العراق الذي أنهكته الحروب، انقطاعا مزمنا للتيار الكهربائي ومياه الشرب منذ سنوات، ويحتل المرتبة 12 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية.
وتشير تقارير رسمية إلى أنه منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، اختفى نحو 450 مليار دولار من الأموال العامة، أي أربعة أضعاف ميزانية الدولة، وأكثر من ضعف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.