ضابط عراقي يقول إن عددا من المتظاهرين دخلوا إلى مباني محافظات ميسان وذي قار وبابل وأضرموا النيران فيها
ندد متظاهرون عراقيون، الأربعاء، بتدخل إيران عبر مليشياتها في شؤون البلاد وسيادتها، مطالبين بوضع حد لتدخلات النظام الإيراني وسياساته التخريبية في بلادهم.
وشهدت مدن بغداد والناصرية والنجف والكوت والديوانية والبصرة وذي قار مظاهرات شعبية واسعة، طالب من خلالها المتظاهرون بالإصلاح والخدمات الرئيسية وطرد إيران ومليشياتها من العراق، فيما أعلنت السلطات سقوط قتيلين ومئات المصابين بالاحتجاجات.
ورفع المتظاهرون في بغداد والمحافظات الجنوبية شعارات تطالب إيران ومليشياتها بالخروج من العراق، مرددين هتافات: "إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة".
وقال ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية العراقية لـ"العين الإخبارية" -فضل عدم ذكر اسمه- إن"عددا من المتظاهرين دخلوا إلى مباني محافظات ميسان وذي قار وبابل وأضرموا النيران فيها".
ومن جانبها، ربطت صحيفة "كيهان" المعارضة بين سقوط قتلى في صفوف المحتجين العراقيين ووجود قاسم سليماني المدرج دوليا على لوائح الإرهاب في العراق، كمحاولة لاحتواء الاحتجاجات وعدم تمددها في البلاد.
واتهمت الصحيفة، الناطقة بالفارسية في تقرير لها الأربعاء، عناصر مليشيا الحشد الشعبي الموالية لنظام طهران بالاشتراك مع قوات الأمن العراقية في تفريق المتظاهرين بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات وسيارات مكافحة الشغب، فضلا عن إطلاق الرصاص ببعض الشوارع.
وأشارت"كيهان"، التي تصدر من لندن، إلى أنه مع امتداد المظاهرات إلى مناطق عراقية ذات كثافة سكانية شيعية بجنوب البلاد زار سليماني قائد فيلق القدس الذراع الخارجية لمليشيا الحرس الثوري الإيراني مدنا عراقية، خشية تفشي الاحتجاجات بها، حيث تحتفظ طهران بنفوذ لها عبر مليشياتها المسلحة.
وسلطت الصحيفة اللندنية الضوء على هجوم وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" ضد المظاهرات العراقية، حيث زعمت وقوف جهات مجهولة وراءها، إضافة إلى مشاركة تيارات ترفض النفوذ الإيراني داخل البلاد مثل التيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي.
وأضافت "كيهان" أن وكالة إيرنا تعمدت تشويه المظاهرات العراقية، بدعوى أن المحتجين يرفعون شعارات مشبوهة، وهو الأمر الذي دفع تيارات سياسية موالية لطهران إلى الامتناع عن المشاركة بها.
وقبل أيام من اندلاع المظاهرات التي سبقتها دعوات بين نشطاء عراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، زعم قيس الخزعلي، قائد مليشيا "عصائب أهل الحق" المدرجة على لوائح الإرهاب دوليا، أن أيادي خارجية تقف وراء تأجيجها لخدمة مصالح دول أجنبية، بحسب التقرير.
وكانت الأمم المتحدة حثت، الأربعاء، على التهدئة وضبط النفس في العراق، عقب المظاهرات التي اندلعت في عدد من المدن العراقية، أمس الثلاثاء.
كما طالب الرئيس العراقي برهم صالح أيضا بمزيد من ضبط النفس واحترام القانون، إثر احتجاجات واسعة في عدة مدن عراقية، مؤكدا أن التظاهر السلمي حق دستوري مكفول للمواطنين.
aXA6IDE4LjIyMS4xMDIuMCA= جزيرة ام اند امز