4 عقود من السرية.. كيف دمر أول رائد فضاء إسرائيلي مفاعل صدام النووي؟
أربعة عقود كانت كافية لترفع إسرائيل طابع السرية عن استهدافها لمفاعل "أوزيراك" العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين.
أرشيف الجيش الإسرائيلي نشر، أمس الثلاثاء، مجموعة وثائق تتعلق بتفجير المفاعل النووي بعد 40 عامًا، من الحادثة، ومقطع فيديو للطيار الذي نفذ العملية، سٌجل قبل عقدين من الزمن.
وتضمنت الوثائق رسومات للموقع، فيما يسرد الطيار ومقاتل ورائد الفضاء الإسرائيلي إيلان رامون في مقطع فيديو يعود لعام 2001، دوافعه وحافزه للعملية.
صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلت عن بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية أن الوثائق النادرة نشرت في إطار مشروع رقمنة لأرشيف الجيش، لإتاحة آلاف الساعات من مقاطع الفيديو للأجيال القادمة.
وفي 7 يونيو/حزيران عام 1981، قطعت 8 طائرات إسرائيلية مسافة 2000 ميل إلى العراق، ودمرت مفاعل صدام النووي، في بغداد، الذي يطلق عليه أيضا مفاعل تموز، وتمكنت من العودة بنجاح.
وبعد أقل من يوم، أقرت حكومة رئيس الوزراء آنذاك مناحيم بيجن أن القوات الجوية الإسرائيلية تقف وراء الهجوم، في محاولة لمنع الدولة المعادية من الحصول على أسلحة نووية.
الوثائق التي رفعت عنها السرية تضمنت رسوما تقريبية لموقع "أوزيراك"، الذي خشيت إسرائيل أن صدام حسين سيستخدمه في برنامج الأسلحة النووية، بما في ذلك مخطط لما ستبدو عليه المنشأة، من مقعد الطائرة المقاتلة.
ورفع الأرشيف السرية أيضًا عن تقرير يخص الهجوم تم تنقيحه جزئيًا، يتضمن أمرا مكتوبا من قائد الأركان حينها لتنفيذ الهجوم، وقرار الحكومة للتخطيط للعملية عام 1980، والمداولات التي جرت بشأن الموعد النهائي للهجوم.
وأشارت مذكرة من قائد الجيش رافائيل إيتان إلى قائد سلاح الجو ديفيد إيفري إلى تأجيل العملية أسبوعا بعدما كانت مقررة يوم 31 مايو/أيار؛ بسبب اجتماع القمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في شرم الشيخ في 4 يونيو/حزيران.
كما تضمنت الوثائق مقطع فيديو بالعبرية من رامون، قالت وزارة الدفاع إنه تم العثور عليه مؤخرًا خلال المشروع نحو رقمنة اللقطات الأرشيفية.
ورامون، الذي تم ضمه للمهمة باللحظة الأخيرة بسبب درايته بالموضوع، أصبح أول رائد فضاء إسرائيلي، ولقى حتفه خلال كارثة مكوك فضاء كولومبيا عام 2003، ويعتبر في إسرائيل بطلًا قوميًا، وسميت مدارس ومؤسسات على اسمه.
وخلال الفيديو، الذي يكشف عنه لأول مرة أيضا، يتحدث رامون عن تجارب والدته في "الهولوكوست" هيأته للمهمة الخطيرة؛ فلم يعتقد أن الطائرات الإسرائيلية سيكون لديها الوقود الكافي لرحلة العودة، وتجهز الجيش لاحتمالية إسقاط الطيارين أو حصارهم في العراق.
ويمكن سماع رامون بالفيديو وهو يقول: "والدتي ناجية من محرقة الهولوكوست، كانت في (معسكر) أوشفيتز، وبالكاد نجت من الأمر. قبل الشروع في عملية العراق، كان واضحًا بالنسبة لي أن هناك احتمال كبير للبقاء هناك."
وأضاف أنه في أحد الأيام صاح عليه أحد الأشخاص خلال الزحام المروري، فبدأ يتساءل لماذا يخاطر بحياته من أجل أناس يعاملونه بشكل سيء على الطريق.
ويسترسل الطيار الإسرائيلي: "لكنني تذكرت أصْلي، والدتي، أوشفيتز، وما عانت منه الأمة اليهودية، وقلت: لا يمكن تكرار الأمر، وإن احتجت للبقاء هناك، سأبقى، وهذا ما ساعدني للمضي قدمًا في المهمة."
aXA6IDE4LjIyMC4yMDYuMTQxIA== جزيرة ام اند امز