سياسة
الجارديان: أكراد العراق يعرضون الأرض مقابل الاستقلال
الجارديان تقول إن القادة الأكراد يرون في المناطق التي انتزعتها البيشمركة من داعش بالموصل ورقة رابحة لمساومة بغداد على استقلالهم.
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن القادة الأكراد في كردستان العراق يرون في المناطق التي انتزعتها قوات البيشمركة من داعش في الموصل ورقة رابحة لمساومة بغداد على استقلالهم.ففي الوقت الذي تحقق فيه القوات العراقية تقدما ملموسا غرب مدينة الموصل، تتجه الأنظار إلى ما سيكون عليه الشكل الجديد للشمال العراقي عند انسحاب داعش منه، فيرى وزراء في حكومة كردستان بأنها فرصة لتحقيق الطموح الأزلي للأكراد في بناء دولتهم المستقلة في شمال العراق.
وأضافت الصحيفة، أنه بالرغم من أن التحالف بين القوات العراقية والبيشمركة كان على وشك سحق داعش في الموصل، إلا أن رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة كردستان العراق فلاح مصطفى قال: "إن الوقت حان لتمضي كردستان لوحدها".
وأضاف فلاح مصطفى: "إن من الضروري أن يوضع حق الأكراد في تقرير مصيرهم على طاولة الحوار، وعلينا إنهاء العلاقة غير الصحية بيننا وبين بغداد، فكردستان ليست متكاملة مع بغداد، وليست مستقلة عنها أيضا، ينبغي علينا الجلوس على طاولة الحوار، وطرح مستقبل العلاقة بين بغداد وإربيل، وبحث موضوع الاستقلال، وطرح معادلة جديدة للعلاقة بيننا، فالوضع الحالي ثبت فشله".
ومن ناحية أخرى هناك قناعة لدى الأمريكان بحق الأكراد بحكم أنفسهم، وهو ما كان محور الحديث الذي جرى بين رئيس كردستان العراق ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، والذي وصفته الصحيفة بالحوار الجدي حول الاستقلال الكردي، وعبر فلاح مصطفى عن تفاؤله قائلا: "إن الاتصالات التي جرت مع الحكومة الأمريكية، قبل وبعد الانتخابات، تبعث على الطمأنينة، إنه الوقت المناسب لهذه الخطوة، إننا متفائلون".
وجاءت هذه التصريحات وسط نداءات، لإيجاد حكم ذاتي مشابه، للأقليات الإيزيدية في سنجار وسهل نينوى حيث تعيش أقليات مسيحية، على الحدود المتاخمة لكردستان.
واعتبرت الصحيفة أن الورقة الرابحة بيد الأكراد، هي الأراضي التي سيطرت عليها البيشمركة من داعش بما فيها بعشيقة وسنجار ومناطق كبيرة من كركوك وشمال ديالى والتي زادت من مناطق سيطرتهم بنحو 40%.
وتقول مصادر عسكرية في البيشمركة إن هذه المناطق قد دفع الأكراد ثمنها من دمائهم، ففي آخر معركة، قتل الدواعش 31 مقاتلا من البيشمركة، وفي آخر أسبوع سقط نحو 1600 قتيل، ووصل عدد الجرحى في الحرب الدائرة منذ 30 شهرا 9787 جريحا، عدا عن الفاتورة الباهظة التي دفعها الاقتصاد الكردستاني المتهالك خلال هذه الحملة.
وقال كريم سنجاري وزير الداخلية ووزير البيشمركة بالوكالة: "لقد كلفتنا الحرب كثيرا، فالعائلات المشردة بحاجة للرعاية والجرى بحاجة للعلاج".
وأشارت الصحيفة إلى قضية أخرى ستبرز قريبا، وهي تقاسم الغنائم، فعلى الرغم من قبول البيشمركة عدم الدخول إلى الموصل، إلا أنه عهد إليها تأمين المناطق المحيطة لشمال المدينة قبل أن تتم القوات العراقية مهمتها.
وعند سؤاله عن أدوات الضغط التي يملكها الأكراد في محادثات الاستقلال، أجاب فلاح مصطفى: "بالطبع تعتبر الأراضي إحدى الوسائل المأخوذة بعين الاعتبار، كما سنبحث باقي الأمور الاقتصادية والمجال الجوي وإدارة المناطق والنفط، نحن نريد أن بنبدأ المحادثات بودية، مدركين ضرورة الإبقاء على علاقات استراتيجية مع بغداد"، وأضاف مصطفى: "لا أعتقد بأن الانفصال عن بغداد سيكون قريبا، إن التعامل مع الحكومة المركزية في بغداد فشل، فعلى الرغم من وجود أكثر من 5.5 مليون مواطن في الشمال معظمهم من الأكراد، إلا أن بغداد لا تبد أي اهتمام لحقوقهم، فهي تريد أن نبقى خاضعين للأمر الواقع، وهذا أمر مرفوض".
وأضاف: "في حال رفضت بغداد مطلبنا، سنلجأ إلى إجراء استفتاء شعبي على قرار الانفصال، لإضفاء الشرعية على القرار"، وفي استفتاء سابق أيد 99% من سكان الإقليم خيار الانفصال عن بغداد.
وقال سنجاري: "على مدى عامين من الصراع مع داعش، لم تقدم لنا بغداد سوى بعض الذخيرة، لم تدفع أي تكاليف أخرى ولا حتى رواتب"، كما حذر سنجاري قائلا: "إن هزم داعش لن يكون أمرا يسيرا، إذا ما نظرنا إلى البدايات، حيث استقبله العراقيون السنة استقبال المحررين من الميليشيات الشيعية، فداعش فكر يسكن العقول وليس مجرد ميليشيات على الأرض، فعند انتهاء نشاط القاعدة في العراق ظهر داعش، وعندما ينتهي داعش قد يظهر غيره".
على بعد أقل من 100كم من مكتب سنجاري، حيث تحتدم المعارك في الموصل، تحقق القوات العراقية تقدما ملحوظا، إلا أن سنجاري حذر من أن وتيرة التقدم ستتراجع مع دخول القوات إلى متاهات المدينة القديمة، حيث سيتخذ القتال شكل حرب العصابات، وسيكون على القوات مطاردة الدواعش من بيت لبيت، مما قد يضطرهم لاستخدام نحو 750.00 مدني يعيشون في الموصل دروعا بشرية.
وعلى الرغم من كردستان تشهد عودة النازحين من أراضيها إلى مدنهم، إلا أنها لا تزال تستضيف نحو 1.8 مليون نازح ولاجئ سوري، حيث تعلو نداءات الاستغاثة في المستشفيات، ووصف سنجاري زيارته لإحدى المستشفيات: "إن كل سرير في المستشفى يستلقي عليه أربعة أطفال، ثلاثة من النازحين ومواطن كردستاني واحد، هذا هو شكل الضغط الذي يتعرض له قطاع الخدمات الطبية في كردستان العراق". aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز