مليشيا إيرانية تتوعد مصالح واشنطن بالعراق.. و"الناتو" يتأهب
يدخل العراق حالة من الترقب الحذر خشية تصعيد المليشيات الإيرانية هجماتها ضد مصالح واشنطن، عقب استهداف أمريكا مقارها في سوريا قبل يومين.
وكانت القوات الأمريكية نفذت ضربات جوية عند الحدود السورية العراقية، استهدفت من خلالها مليشيات مسلحة بينها عناصر يتبعون لفصائل ما يسمى "كتائب حزب الله" المدعومة من إيران، مما أسفر عن مقتل 22 عنصراً.
ويأتي الرد الأمريكي الأول من نوعه خلال حكم الرئيس جو بادين، بعد أيام على استهداف متكرر ضد مصالح الولايات المتحدة في العراق، كان أشدها هجمات الصواريخ على قاعدة حرير العسكرية بمحافظة أربيل عند إقليم كردستان.
وسارعت المليشيا الإيرانية في العراق، بالتهديد عبر استهداف مقار وقواعد التحالف الدولي والولايات المتحدة بهجمات أشد حدة وأكثر فتكاً.
فيما يتحرك وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين نحو العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة هي الثانية من نوعها خلال أقل من شهر، يسعى من خلالها تحييد نيران المليشيات عن الأراضي العراقية بحسب محللين ومراقبين للشأن السياسي.
ويرى الخبير الأمني العراقي أحمد الشريفي أن تحرك بغداد الأخير نحو ساسة طهران عبر زيارة حسين، تأتي لانتزاع التعهدات من النظام الإيراني بعدم فتح الصراع على مصراعيه بالعراق مع الولايات المتحدة عبر تحريك مليشياتها انتقاماً لقتلاها في سوريا.
ويقول الشريفي لـ"العين الإخبارية" إن "حكومة بغداد تحاول تجنب مرحلة مماثلة عاشتها بعيد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس بغارة أمريكية عند مطار بغداد الدولي".
وتابع الضابط المتقاعد العراقي أن "بغداد تخشى التصعيد من قبل المليشيات المسلحة التي تتبع إيران ضد السفارة الأمريكية وقواعد التحالف الدولي، على غرار ما وقع مطلع العام الماضي واستمر في تصاعد مضطرد".
وعقب تنفيذ الهجوم على مبان المليشيات في سوريا الذي استخدمت فيه القنابل الذكية، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، إن الضربات الجوية يجب أن تنظر إليها إيران على "أنها تحذير"، مشدداً بالقول في إشارة إلى أن طهران "لن تفلت من العقاب".
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جون كيربي أكد أن الضربات تم تنفيذها بواسطة طائرتي إف 15 إي، أسقطتا 7 ذخائر دقيقة التوجيه على منشآت في شرق سوريا تستخدمها مجموعات مسلّحة، يُعتقد أنّها وراء سلسلة هجمات صاروخيّة على القوّات الأمريكيّة في العراق".
من جانبه، يؤكد المحلل السياسي العراقي أمير الساعدي أن العملية الأمريكية استندت فعلاً إلى معلومات قدمها الجانب العراقي.
وأشار إلى أن التحقيقات التي كشف عنها رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ساعدت على تسهيل مهمة البنتاجون في اختيار مكان الاستهداف الأنسب، مستدركاً بالقول إن "الولايات المتحدة تتعامل مع العراق كوحدة واحدة وليس كمركز اتحادي وإقليم".
وبشأن توقيت الضربة الأمريكية، لفت الساعدي خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أنها تحمل رسائل عدة، من بينها أن إدارة بايدن لن تتوان في استخدام الردع الحاد لحماية مصالحها في المنطقة، وكذلك تحذير قيادات طهران في الكف عن مواصلة تهديد المصالح الأمريكية.
وكانت الولايات المتحدة وجّهت برفع درجات الحيطة والحذر لقواتها في العراق، خشية وقوع هجمات انتقامية من قبل الفصائل المسلحة، وهو ما يحذر من تداعيات ذلك الأمر في حال وقوعه.
الخبير العراقي بالشؤون الأمنية الإقليمية سعد الألوسي يؤكد أنه بإعلان حلف الناتو رفع أعداد مقاتليه في العراق إلى 8 أضعاف، قد دخلت البلاد معادلة دولية إقليمية تختلف عما كانت عليها أبان التحالف الدولي.
وأوضح الألوسي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "دخول الناتو بديلاً عن التحالف الدولي يأتي في إطار تنفيذ مهام عسكرية رادعة ضد أهداف إيرانية في العراق، إذا ما أصرت إيران على تصعيد هجماتها عبر تحريك أذرعها المسلحة في المنطقة الإقليمية".
وفي هذا الصدد، يرى الشريفي أنه خلال الأسابيع الماضية، كلفت البنتاجون 60 طياراً أمريكياً في مهام محصورة بين العراق والكويت بالتحليق بطائرات "سي ورك سي فورتي سفن، لتأدية مهام خاصة من بينها عمليات إنزال جوي".
ويستطرد بالقول إن "القوة الجوية ستكون حاضرة خلال الأيام القادمة كجزء من قوات الناتو لتنفيذ مهام ضد مباني المليشيات في العراق، في حال واصلت إيران الهجمات ضد مصالح الولايات المتحدة".