مبعوث ترامب للعراق.. «كلداني» توسط لإطلاق سراح باحثة إسرائيلية روسية

قرار جديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعيد العراق إلى دائرة الاهتمام الأمريكي.
فقد قرر ترامب تعيين رجل الأعمال الأمريكي من أصل عراقي مارك سافايا مبعوثاً خاصاً له إلى العراق، فيما يراه مراقبون إشارة واضحة إلى عودة العراق إلى الأجندة السياسية الأمريكية خلال المرحلة المقبلة.
سافايا، البالغ من العمر نحو أربعين عاماً، يُعد من أبرز رجال الأعمال الكلدان في ولاية ميشيغان، إذ يرأس شركتي "ليف آند بد و"فيوتشر غرو سولوشنز" المتخصصتين في زراعة القنب الطبي والترفيهي.
ولعب سافايا دوراً بارزاً في دعم حملة ترامب الانتخابية عام 2024 عبر تنظيم فعاليات داخل المجتمعين العربي والكلداني، ما عزز حضور ترامب بين تلك الجاليات في الولاية الحاسمة.
وقالت مصادر عراقية مطلعة لـ"العين الإخبارية"، إن "تعيين سافايا مبعوثاً خاصاً للرئيس ترامب في العراق هو تكريم مباشر من ترامب بعد نجاحه في التوسط بصفقة إطلاق سراح الباحثة الإسرائيلية – الروسية إليزابيث تسوركوف، التي كانت مختطفة في العراق".
وأضافت أن "القرار الأمريكي الأخير يعكس استمرار واشنطن في التعامل مع العراق كملف مزدوج بين الأمن والاستقرار الإقليمي، إذ تسعى من جهة إلى الحفاظ على نفوذها العسكري والسياسي، ومن جهة أخرى إلى الضغط على الحكومة العراقية لضبط الفصائل المسلحة وتقليص النفوذ الإيراني".
ووجه سافايا الشكر لترامب في منشور عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، متعهداً بالعمل على تعزيز الشراكة بين بغداد وواشنطن.
قرار مفاجئ
وفي بغداد، أثار القرار مزيجاً من الدهشة والحذر؛ فبينما كانت الأوساط السياسية تتوقع تعيين سفير أمريكي جديد ينهي الغموض في العلاقات الثنائية، جاء قرار ترامب بتعيين مبعوث خاص لشؤون العراق ليعكس، وفق مراقبين، وجود "ملف خاص" يتجاوز السياق الدبلوماسي التقليدي.
وقالت بشرى صالح الزويني الوزيرة السابقة وأستاذة كلية القانون والعلوم السياسية في الجامعة العراقية لـ"العين الإخبارية"، إن "اختيار رجل أعمال بعيد عن الدبلوماسية قد يكون إشارة إلى توجه أمريكي جديد قائم على الاقتصاد والقطاع الخاص بدل النفوذ العسكري المباشر".
ورأت الزويني "أن سافايا، المتحدث باللغة العربية واللهجة العراقية بطلاقة، قد يشكل فرصة للتواصل الهادئ مع واشنطن، خاصة أنه زار بغداد عدة مرات ولا يملك مصالح اقتصادية مباشرة فيها، ما يُكسبه صفة "المبعوث السهل" مقارنة بوجوه أمريكية أكثر تشدداً".
فيما اعتبر آخرون أن الخطوة تنطوي على تقليل من شأن العراق، كون المبعوث الجديد لا يمتلك خلفية سياسية أو خبرة في العلاقات الدولية.
الدبلوماسية الشعبية
من جانبه، قال الباحث في الشؤون السياسية "محسن عدنان البخاتري" لـ"العين الإخبارية"، إن "سافايا يمثل، في نظر الإعلام الأمريكي، نموذجاً غير تقليدي لـ"الدبلوماسية الشعبية"، إذ جمع بين ريادة الأعمال، والانخراط السياسي، والهوية العراقية الكلدانية، ويُتوقع أن تكون مهمته جسراً بين البيت الأبيض والمجتمعين السياسي والاقتصادي في بغداد".
وأضاف "أن تعيين سافايا يأتي في سياق استراتيجية ترامب الجديدة لإعادة ترتيب أولويات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، عبر اعتماد مبعوثين من أصول محلية لفهم البيئات المعقدة وإدارة الملفات بعيداً عن القنوات التقليدية".
وأشار البخاتري إلى أن السياسة الأمريكية تجاه بغداد ما زالت قائمة على مبدأ "الاحتواء الناعم"، أي موازنة العلاقات دون الانخراط في مواجهة مباشرة، مع إبقاء أدوات الضغط الاقتصادية والعسكرية جاهزة لأي تصعيد محتمل.