أسبوع العراق.. إيران تقصف كردستان وحظر المليشيات "محلك سر"
إيران واصلت تدخلاتها بالعراق ما بين مليشيات تتوسع بين مفاصل الدولة رغم قرار حظرها، وعدوان مدفعي استهدف القرى والبلدات في كردستان.
واصلت إيران خلال الأسبوع الماضي تدخلاتها في العراق، ما بين مليشيات تتوسع بين مفاصل الدولة، رغم قرار حظرها، وعدوان مدفعي استهدف القرى والبلدات في إقليم كردستان موقعا أضرارا مادية وبشرية.
فيما لا تزال القوات الأمنية العراقية المسنودة جوا من طيران التحالف الدولي تواصل ملاحقة فلول تنظيم داعش في الموصل والأنبار (شمال) للحد من نشاطات التنظيم التي ازدادت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية.
ورغم مرور ١٠ أيام على صدور قرار رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بإغلاق جميع مقرات الحشد الشعبي داخل المدن وخارجها، وربطها رسمياً بالقائد العام للقوات المسلحة، وإنهاء جميع تسميات المليشيات المنضوية في الحشد واستبدالها وتسميتها بعسكرية (فرقة، لواء، فوج.. إلخ) إلا أن التطبيق لا يزال "محلك سر".
فالمليشيات تواصل تنفيذ المشروع الإيراني في العراق ولم تتوقف عن عملياتها في ديالى ومناطق حزام بغداد والموصل، وواصلت مكاتبها الاقتصادية فرض الإتاوات على مواطني الموصل والأنبار وصلاح الدين، وهي مستمرة باعتقال ناشطي البصرة ومتظاهريها.
وكشف مسؤول أمني عراقي في بغداد لـ"العين الإخبارية" عن أن مليشيات عصائب أهل الحق التي يتزعمها الإرهابي قيس الخزعلي نقلت العديد من الصواريخ التي تسلّمتها من مليشيا الحرس الثوري الإيراني إلى مباني الدوائر الحكومية الواقعة في أطراف بغداد وأطراف مدينة الصدر.
سجون الموصل
واحتلت أزمة سجون الموصل وخطورتها على الأمن في العراق هي الأخرى جانبا من أحداث الأسبوع وسط تحذيرات جاءت على لسان خبراء سياسيين رأت أن هناك مخططاً إيرانياً يهدف لإعادة نشر الفوضى في العراق لإلهاء العالم عما تقوم به.
وشددت المحللة السياسية العراقية شذى العبيدي، على أن إهمال الحكومة العراقية لسجون الموصل وجمع هذا العدد الكبير من إرهابيي داعش فيها، متعمد تقف خلفه إيران ومليشياتها.
وأضافت العبيدي لـ"العين الإخبارية": "ما يحدث في سجون الموصل يكشف عن مخطط لمليشيات الحشد الشعبي والأحزاب التابعة لإيران في العراق، لإعادة سيناريو هروب السجناء من سجن أبوغريب عام ٢٠١٣".
وأوضحت أن هؤلاء الهاربين شاركوا ضمن صفوف تنظيم داعش في السيطرة على الموصل والمدن الأخرى، مضيفة أن الهدف من إعادة هذا السيناريو هو نشر الإرهاب في العراق.
وأشارت إلى أن الهدف من ذلك هو زعزعة استقرار العراق، لإشغال الرأي العام العالمي والولايات المتحدة الأمريكية بالعراق، وإبعاد الأنظار عن النظام الإيراني ومشاريعه الإرهابية في المنطقة.
قصف بلدات بكردستان
في غضون ذلك، قتل شخص وأصيب اثنان آخران، الأربعاء الماضي، في قصف مدفعي للحرس الثوري الإيراني استهدف قرى وبلدات حدودية تابعة لناحية سيدكان شمال شرق مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق.
وقال مدير ناحية سيدكان، إحسان جلبي، لـ"العين الإخبارية": إن "المدفعية الإيرانية شنت قصفا مكثفا على قرى تلان وداسنيان وديري التابعة لناحية سيدكان، وأصابت إحدى القذائف عائلة من سكان المنطقة، وأسفرت عن مقتل إحدى فتياتها وإصابة اثنين من أبنائها".
وألحق القصف الإيراني المستمر للقرى الحدودية من كردستان العراق أضرارا كبيرة بالحقول الزراعية ومنازل سكان المنطقة.
بينما اضطرت بعض العائلات إلى النزوح باتجاه المدن البعيدة عن الحدود لتفادي القصف المكرر، بينما التزمت الحكومة العراقية الصمت ولم تصدر أي بيان إدانة للقصف الإيراني على المدن الحدودية.
وتشن القوات الإيرانية بين حين وآخر هجمات على المناطق الحدودية داخل إقليم كرستان بداعي وجود مسلحي الأحزاب الكردية الإيرانية في تلك المناطق.
حكومة إقليم كردستان
وتزامنا مع هذه الأحداث، صادق برلمان إقليم كردستان العراق، الأربعاء الماضي، على حكومة الإقليم الجديدة برئاسة مسرور بارزاني، المكونة من ٢٢ وزيرا.
وقال بارزاني في كلمة عقب مصادقة البرلمان على حكومته وأدائه اليمين القانونية: "منذ ترشيحنا من قبل الحزب الديمقراطي لمنصب رئيس الوزراء، عملنا من أجل تشكيل حكومة شاملة مع جميع الأحزاب والأطراف الكردستانية".
وشدد بارزاني على أن المواطن سيكون محور وزارته، ولن يتساهل مع الفاسدين، موضحاً أنه سيزور بغداد قريباً لبحث آلية التعاون لتعزيز شراكة مستقرة وبناءة مع الحكومة المركزية.
هجوم انتحاري
وأعلنت قيادة عمليات بغداد الأسبوع الماضي، إحباط هجوم انتحاري.
وأوضحت عمليات بغداد، في بيان لها، أن "قوة مشتركة من استخبارات لواء المشاة ٢٤ في الجيش العراق وجهاز المخابرات اعتقلت انتحاريا كان يرتدي حزاماً ناسفاً في منطقة أبي غريب غرب بغداد".
وأكدت أن الإرهابي المعتقل كان يخطط لتنفيذ هجوم انتحاري في المنطقة.
عملية عسكرية
وأطلق الجيش العراقي، الأحد الماضي، المرحلة الأولى من عملية "إرادة النصر" الواسعة لتطهير المناطق الواقعة بين محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار امتدادا إلى الحدود العراقية السورية.
وأضاف الجيش، في بيان له، أن "قوات كبيرة ضمن قيادة عمليات الجزيرة ونينوى وصلاح الدين تشارك في العملية العسكرية بدعم جوي من القوة الجوية وطيران التحالف الدولي".
وكان الجيش العراقي قد أعلن القضاء على داعش بعد معركته الأخيرة لتحرير مدينة الموصل آخر معاقل التنظيم الإرهابي بالبلاد يوليو/تموز 2017.
وبعد مرور نحو عامين على إعلان هزيمة التنظيم الإرهابي في العراق ما زالت عناصره تشكل تهديدا على المحافظات الشمالية.
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA= جزيرة ام اند امز