اكتشاف قلعة ملوك أرض البحر بالعراق
فريق من علماء الآثار العراقيين والبريطانيين استطاعوا تحديد أول مستوطنة معروفة بنيت تحت حكم ملوك أرض البحر.
استطاع فريق من علماء الآثار العراقيين والبريطانيين تحديد أول مستوطنة معروفة بنيت تحت حكم ملوك أرض البحر الغامض، والذين حكموا جنوب العراق خلال العصر البرونزي لمدة 3 قرون تقريبا "1730- 1440 ق.م" في موقع "تل خيبر" بالقرب من مدينة "الناصرية"، ومدينة "أور" الأثرية.
لا يوجد الكثير من المعلومات عن هذا السلالة الحاكمة لملوك أرض البحر، ولكن من المعروف أنهم سيطروا على أراضي المستنقعات حول رأس الخليج العربي، بما في ذلك عدد من المدن القديمة في جنوب بلاد بابل، وقد أزعجوا ملوك بابل كثيرا، ودخلوا معهم في صراعات.
جدير بالذكر أن مملكة أرض البحر "سيلاند" من الممالك المستقلة التي ازدهرت في الأهوار العراقية، وكانت تقاوم السيطرة الخارجية حيث كانت تُعَد مملكة مستقلة بعيدة المنال للسيطرة عليها بسهولة.
قبل هذه التنقيبات لم يكن مكان هذه المملكة معروفا بالضبط، والتي كانت قائمة في الألفية الثانية قبل الميلاد، ولكن التنقيبات الحديثة التي أجريت من قبل جامعة "مانشستر" ومجلس الدولة للآثار والتراث العراقي في موقع "تل خيبر" بالقرب من مدينة "الناصرية" ومدينة "أور" الأثرية، وقد تم تحديدها بشكل شبه مؤكد؛ حيث أظهرت التنقيبات التي تبعد نحو 19 كلم من الجنوب الشرقي لمدينة أور القديمة اكتشاف مبنى محصن بشكل كبير ويحتوي على أبراج، وآثار المبنى ليس لها مثيل في المنطقة، وقد يكون قصر الملك "لإياداراغالاما" الملك الثامن لمملكة أرض البحر "سيلاند" الذي حكم نحو 1500 قبل الميلاد.
وقد تم العثور على عدد من النصوص المسمارية التي دونت باللغة الأكدية، والتي يقوم بدراستها الأستاذ "إليانور روبسون" من كلية لندن الجامعية التي ستفتح نافذة على الحياة اليومية لمبنى تل خيبر ودولة أرض البحر "سيلاند" غالبية النصوص زراعية اقتصادية حول الحبوب وتخزين ونقل البضائع، وأسماء المزارعين والعمال.
وجد في المبنى في موقع "تل خيبر" غرف استقبال وغرف نوم ومناطق للطهي وجناح إداري وغرف تخزين، وكلها كانت محصنة بشكل كبير، وعلى ما يبدو أن هذا المبنى كان محصنا للدفاع عند الهجوم عليه، وهو يشبه مجمع ثكنات محصن يحتوي على أبراج؛ أي أنها بنيت لكي تتحمل الهجوم.
كما يحتوي المبنى على مدخل واحد فقط، وقد كشفت النصوص عن وجود ألواح تحتوي على قائمة لمجموعتين من 10 من القوات الملكية و حصصهم الغذائية، وبهذا يظهر أن مبنى تل خيبر يشبه حصنا من القرون الوسطى، وهي غير مألوفة في بلاد النهرين؛ حيث إنه في وقت السلام كانت تزرع الأراضي وترسل الواردات إلى الملك وفي وقت الهجوم كانت تجمع المؤن وتدافع عن نفسها.