الجيش العراقي يتوغل غرب الموصل وداعش يهدد المدنيين
مئات المدنيين يفرون فيما تطالبهم الحكومة بالتزام منازلهم
عبر ألف عراقي مدني، السبت، الخطوط الأمامية للمعارك الدائرة في غرب الموصل إلى الجنوب، في أكبر نزوح منذ بدء القتال.
ويأتي هذا بعد أن تقدمت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة داخل مزيد من المناطق في غرب الموصل عقب سيطرتها على المطار، وزحزحة تنظيم داعش الإرهابي.
وفر نحو ألف مدني أغلبهم من النساء والأطفال من مناطق في جنوب غرب الموصل السبت وأقلتهم شاحنات عسكرية إلى مخيمات تقع إلى الجنوب.
ووفق الأمم المتحدة فإن ما يصل إلى 400 ألف مدني قد ينزحون بسبب الهجوم الجديد وسط نقص في الغذاء والوقود.
وحذرت وكالات إغاثة أمس الجمعة من أن المرحلة الأخطر في الهجوم على وشك أن تبدأ.
وقال بعض الفارين من حي المأمون، إنهم أصلا من حمام العليل جنوبي الموصل، لكنهم أجبروا على الانتقال قبل 4 أشهر مع تقهقر داعش إلى داخل الموصل.
وبالمثل قال أحد المدنيين ويدعى محمود نواف، إن داعش "بدأ في قصفنا بشكل عشوائي؛ مما دفعنا للاختباء في دورات المياه. وعندما جاءت قوات الأمن ونادت علينا بدأنا في الفرار إليها".
وتحث الحكومة السكان على البقاء في منازلهم قدر المستطاع كما فعلت في شرق الموصل؛ مما أدى لفرار عدد أقل من المتوقع.
وقال أبو نابة (37 عاماً) إنه فوجئ من سرعة طرد الإرهابيين. وأضاف "كنا نسمع أصواتهم في الخارج وبعد 15 دقيقة كانوا قد رحلوا".
وعلى الصعيد الميداني، تقدمت القوات في عدة أحياء جنوبية بها مبان ويقطنها سكان أكثر.
ويأتي الهجوم الجديد بعد أن أنهت القوات الحكومية وحلفاؤها تطهير شرق الموصل من داعش الشهر الماضي محاصرين عناصرها في الشطر الغربي من المدينة التي يقسمها نهر دجلة لقسمين.
ويتوقع قادة عسكريون أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها، ويرجع ذلك جزئيا إلى صعوبة حركة الدبابات والعربات المدرعة عبر الأزقة الضيقة التي تنتشر بالأحياء القديمة الغربية.
لكن القوات العراقية حققت حتى الآن تقدماً سريعاً على عدة جبهات بالسيطرة على مطار المدينة الواقعة شمال العراق يوم الخميس؛ إذ تعتزم القوات استخدامه كمنطقة دعم، وتمكنها من اختراق ساتر ترابي طوله 3 أمتار وخندق أقامهما داعش.
والقوات المتقدمة تبعد حالياً أقل من 3 كم عن المسجد الواقع في الموصل القديمة الذي قيل إن زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، أعلن من على منبره ما يصفها بدولة "خلافة" في 2014 تضم أجزاء من العراق وسوريا؛ ما جعل المدينة محط الأنظار، مثار التساؤلات حول أسباب اختياره لها بشكل خاص.
وقال العميد هشام عبد الكاظم، إن قوات الشرطة الاتحادية ووحدة قوات خاصة في وزارة الداخلية تعرف باسم الرد السريع استعادت السيطرة بالكامل على هاوي الجوسق إلى الشمال مباشرة من المطار، وبدأت في تطهير المنازل في حي الطيران.
وأضاف أن داعش تقاوم من خلال قناصة وزرع قنابل على الطرق.
وبشكل منفصل قال الفريق عبد الوهاب الساعدي، وهو قيادي كبير، إن قوات مكافحة الإرهاب تتقدم على جبهتين نحو حي وادي حجر وحي المأمون.
وقال من على تل يشرف على المعركة، إن عمليات التطهير جارية، وإن القوات دخلت تلك المناطق، ودمرت سيارة ملغومة لداعش صباح اليوم السبت قبل بلوغها هدفها.
وتشارك في المعركة قوات قوامها نحو 100 ألف جندي من القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي الشيعي المدعومة من إيران ومقاتلين من عشائر سنية.
ويدعم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة العملية بدعم جوي، إضافة إلى إرشاد وتدريب على الأرض.
ويتزايد وجود المستشارين الغربيين قرب الخطوط الأمامية للقتال للمساعدة في تنسيق الضربات الجوية وتقديم المشورة للقوات العراقية مع تقدم المعركة.