الفنان علي جابر: الاضطرابات السياسية أعطت زخما للكوميديا العراقية (حوار)
حفر اسمه في قلوب العراقيين بأدوار كوميدية تهدف لزرع الفرح والابتسامة على مدى أكثر من 30 عاما.
في محافظة الديوانية وسط العراق ولد الفنان علي جابر عام 1964، كانت بدايته في الوسط الفني منتصف سبعينيات القرن الماضي في فرقة النشاط الفني والمنظمات الشبابية في المدارس، وكان الفن بالنسبة إليه مجرد هواية، لتجسيد الأدوار والمشاكسة في تقليد الآخرين.
إلا أن انطلاقته الحقيقية في ذلك العالم كانت بالمسرحية الشهيرة "الخيط والعصفور"، التي أدى فيها دوراً ثانوياً دون أن ينكشف وجهه.
عن هذه التجربة يقول علي جابر لـ"العين الإخبارية": "المسرحية ضمت كبار الفنانين العراقيين أمثال خليل الرفاعي ومحمد حسين عبدالرحيم وأمل طه وغيرهم، وكنت غير مقتنع بهذا الدور الصغير الذي لا يناسب طموحي آنذاك، لأنني أشعر بداخلي مقدرة وإمكانات كبيرة وعندما قبلت بذلك اخترت أن أكون منقباً دون أن يكون وجهي مكشوفا أمام الجمهور".
استطاع علي جابر خلال العقد الأخير من تشكيل ثنائيات ناجحة في عالم الكوميديا مع نجوم آخرين، منهم الراحل وليد حسن، و إياد راضي وآلاء حسين، أخرجت أعمالا فنية حازت إعجاباً وقبولاً من قبل المشاهد العراقي والعربي بينها "تمارة وعزوز"، و"حامض حلو".
يقول علي جابر، إن "الكوميديا صنوف وأنواع وكل منها ينتمي إلى مدارس عالمية مختلفة ولكن أصعبها كوميديا الموقف التي تمثل نهجي في هذا العالم الذي اخترته منذ نحو 4 عقود".
ولفت جابر إلى أن البعض يرى أن "الكوميدياً هدفها إضحاك الآخرين فقط وبأي طريقة أو وسيلة وحقيقة، وهذا يجافي الواقع ويبتعد عن الغرض من ذلك الفن النبيل، حيث إنها إذا ما تخلت عن أغراضها ومهامها ستكون إسفافاُ ولا تبتعد عن التهريج".
مستقبل الكوميديا في العراق
وبشأن مستقبل الكوميديا في العراق، يؤكد الفنان علي جابر أن "هنالك أسماء مهمة تعمل على استشعار قضايا المجتمع وتنقلها بطريقة ساخرة لاذعة وبما تدخل على المشاهد شيئاً من الضحك والسرور ولكن هنالك جوانب تتعلق بطيعة النص ومستوى التسويق والإنتاج وجميعها هي من تحدد نجاح العمل من عدمه".
ويتابع بالقول: "تعرض عليّ نصوص وشخصيات لتجسيدها ولكن في الأغلب اعتذر عن تأديتها فبعضها لا يتناسب مع شخصيتي الفنية وربما بعيدة عن المساحة الكوميدية التي ولدت فيها، إضافة إلى أن قسما منها يخلو من القيمة الاجتماعية الهادفة".
ويعطف بالقول: "رغم صعوبة الحصول على نص جيد، إلا أن تقلبات السياسة وطبيعة الأوضاع التي يشهدها العراق منذ عقدين قد وفرت لنا في مجال الكوميدياً مضامين دسمة ومهمة".
وخلال تلك المسيرة قدم الفنان علي جابر العشرات من الأعمال على مستوى الخشبة والتلفزيون من بينها مسلسلات اتسمت بالأدوار الجادة، وهي "مناوي باشا"، و"مرافئ الحنين"، و"الفرار إلى النهر"، و"سليمة مراد".
وفي الأعمال الكوميدية، تتضمن قائمة الفنان علي جابر الكثير من الإنتاجات المهمة والناجحة بينها، "جريش ومريش"، و"سيت كوم"، و"قيس وليلى"، و"زرق ورق".