الفنان محمد هاشم: "بنات صالح" أرجع الثقة في الدراما العراقية (حوار)
أبرع في الدراما وكسب ود المشاهد العراقي عبر أداء شخصيات ظلت في الذاكرة، ومسيرة فنية امتدّت لأكثر من ربع قرن.
محمد هاشم، فنان عراقي من بغداد، بدأ مسيرته الفنية في منتصف تسعينيات القرن الماضي وسرعان ما اشتهر، وهو ينتقل ما بين شخصية وأخرى تلامس اهتمام الشارع، بينها الشاب الطيب والرجل المثابر والأب المظلوم.
ومع أنه قدم العديد من الأعمال بينها "السياب"، إلا أن انطلاقته الحقيقية كانت في مسلسل عراقي كبير جاء بعنوان "مناوي باشا"، عام 2000، من تأليف علي صبري، بعد أن رشحه المخرج فارس طعمة التميمي، لأداء دور أحد "أشقياء زمانه"، وقد أبرع في تجسيد تلك الشخصية بامتياز واحترافية كبيرة.
وتوالت بعدها العديد من المسلسلات الدرامية الأخرى من بينها "الحواسم"، و"أولاد الحجي"، و"أعماق الأزقة"، و"التيتي" وآخرها "بنات صالح"، الذي عرض في الدورة البرامجية لموسم رمضان الماضي، وقد حقق نجاحاً باهراً ولاقى مشاهدات كبيرة على المستوى المحلي والإقليمي.
عن تلك المسيرة الفنية تحدث الفنان محمد هاشم لـ"العين الإخبارية"، مستعرضاً بعض المحطات والظروف التي تحيط بالمشهد الدرامي وانعكاساتها على شاشة الدراما والمضامين التي تعرض من خلالها.
الفن رسالة إنسانية عظيمة.. هل وصلت رسائل محمد هاشم؟
ليس رسالة فحسب وإنما مهنة عظيمة وكبيرة لما لها من دور كبير في بث الوعي وصناعة الثقافة وتعميم معاني الجمال في المجتمع لذا فإن رسالتي لا تزال قائمة وتظهر من خلال اختياراتي للنصوص والشخصيات وحتى السلبية منها، وأنا حريص جداً على أن يكون من ورائها خطاب تحذيري وتأشير على خطورة هكذا شخصيات وممارسات بغرض لفت انتباه المشاهد.
هل توقعت أن تكون يوماً فناناً؟
الشهرة والأضواء لا تعني لي الكثير، أنا أحب التمثيل والفن منذ نعومة أظافري وقد بدأت الاهتمام في ذلك الجانب وأنا في أواخر المرحلة الابتدائية ومع تقادم السنوات وزيادة الوعي أدركت أن الشغف ليس كافياً في ذلك الطريق، ولا بد من التسلح علمياً وأكاديمياً ولذا فضلت أن أدخل معهد فنون الجميلة حتى أخلق حالة من التكامل ما بين الميدان والنظرية.
من أين كانت البداية؟
أشعر أنّي ما زلت عند البدايات رغم الكثير من الأعمال الفنية على مستوى الدراما والمسرح فأنا أتعلم واكتسب المزيد من الخبرات والدراية في ذلك العالم الواسع مع كل تجربة ومشروع جديد ولكن أستطيع القول إن الولادة الحقيقية جاءت منذ دخولي معهد الفنون.
من قدم الدعم والمساندة حتى اشتد "عود" هاشم فنياً؟
الداعم الكبير لي هو الجمهور والعائلة ولم أجد أي دعم من أي فنان باستثناء الفنان الكبير الصديق محسن العلي والمبدع غانم حميد.
هل تظل "بنات صالح" متسيدة في ذاكرة المشاهد العراقي على بقية الأعمال الأخرى؟
نعم وأفخر بذلك وقد حملني المسلسل مسؤولية كبيرة وخصوصا أن بعض الإشادات التي تلقيتها من الجمهور تعزز ذلك، من بينها "أنكم أعدتم الثقة إلى الدراما العراقية".
هل تأثر الفن العراقي بالظروف السياسية المضطربة التي عاشتها البلاد ما بعد 2003؟
نعم تأثر كثيراً وخصوصاً في خضم الأحداث والتغيرات السريعة التي حدث في البلد فضلاً عن التطور التقني ودخول الفضائيات التي أسهمت في تردي الإنتاج بحكم أجنداتها وأصبح التركيز على الكم دون النظر إلى النوع.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA=
جزيرة ام اند امز