الفنان العراقي مازن مصطفى: لا نذكر الحقيقة في مسرحنا خوفا من التصفية (حوار)
فنان عراقي وُلد في أقاصي الجنوب عند مدينة البصرة عام 1962، شكّل حضوره الدرامي في منتصف تسعينيات القرن الماضي من خلال مسلسل "الغرباء"، نقطة تحول في مسيرته الفنية، ما أكسبه حب الاقتراب أكثر من الشاشة.
مازن محمد مصطفى، ممثل أجاد الانتقال ما بين الخشبة والتلفاز، فكان ما بين الاثنين مبدعًا متألقًا، خاصةً وهو يحاور الجمهور عبر شخصية اتسمت بواقعية المنطق وإنسانية المشهد، والقدرة على الوصول إلى الوجد بأقصر الطرق وأسرعها.
بدأت حكايته مع التمثيل منذ سنين المراهقة في السبعينيات من القرن الماضي، بأداء أدوار مسرحية من بينها "كرنفال الأشباح"، و"كوميديا قديمة"، و"سور الصين"، إلى جانب مشاركاته ضمن الفرقة الوطنية للتمثيل، فظهر في أكثر من 12 مسرحية أبرزها "الشرارة"، و"جزرة وسطية"، و"زمن المطحنة".
ورغم أنه يُصنف ضمن جيل ما بعد الرواد، إلا أن حضوره المميز ووسع ثقافته دفع بسيرته ومسيرته أن تمثل امتدادًا لذلك الزمن الجميل من كبار الفنانين.
وللغور في سبر المشوار وتسليط الضوء على ما وصل إليه الفن العراقي، أجرت "العين الإخبارية"، هذا الحوار مع الفنان مازن محمد مصطفى.
من آخر المحطات وليس أخيرها، هل تشعر بالندم على دخول الوسط الفني؟
ليس ندمًا أو شعورًا بالخطأ، ولكن هنالك تباين واختلاف كبير بين الفنان العربي من حيث التقدير والمكانة والأجر، وما بين الفنان العراقي الذي دائمًا ما يفتقد لأبسط الأشياء، التي تتماشى مع عطائه وتصنيفه الفني والاجتماعي.
على مستوى الدراما والتلفزيون بدأ ظهورك بالتراجع خلال العامين الأخيرين، هل هي استراحة مقاتل أم ابتعاد لأسباب أخرى؟
ليس تراجعًا أو ابتعادًا بقدر أن أغلب النصوص والعروض التي تقدم في مجملها العام بعيدة عن أداء شخصيتي، وفي بعضها قد تكون غير مكتملة المعالجة الفنية والقصصية للسرد الدرامي.
فنان الأمس واليوم.. هل بات ثمة اختلاف بين تلك الأجيال؟
حقيقة، ثمة فروقات يعود أغلبها لطبيعة الظرف المعاش وتقنيات العصر، فسابقًا كان الفنان شغوفًا بالقراءة الورقية وسبر جوانب المعرفة الأكاديمية والفنية، فضلًا عن طرق الوصول إلى المشاهد كانت أكثر صرامة وأدق تفصيلًا، وهو ما يميز ذلك الجيل عن البقية ممن جاءوا في عصر الحداثة والفضاء السيبراني، والذين غالبًا ما تكوّن ثقافتهم من ذلك العالم وبواباته الإلكترونية.
كيف ترى المشهد الدرامي اليوم في العراق؟
هنالك أعمال كثيرة ووفيرة تؤشر لحالة من التعافي المحذور، على ألا تكون القضايا متشابهة والمضامين واحدة والأحداث ذاتها في كل عمل، وهو ما يؤخذ على الطابع العام للدراما باستنساخ الحكايا والأماكن والضحايا.
هل استطاع مسرح العراق الجاد من الوصول إلى الجمهور العام؟
رغم أن المسرح الجاد في العراق يمثل مدرسة متقدمة وسباقة على مستوى التجارب العربية، إلا أنه ما زال يعني بالطبقة النخبوية دون الوصول إلى بقية التصنيفات الاجتماعية الأخرى، جراء الرمزية العالية التي يحملها ذلك النوع من العرض المسرحي، ما يدفع بضرورة إعادة صياغة المشهد بما يهيئ ويجذب الفقير والمتعلم والبسيط.
هل تركت التحولات السياسية في العراق ما بعد 2003 آثارها على مستوى الأداء والعرض والمعالجة الفنية سواء في المسرح أو التلفاز؟
قطعًا، ذلك الصراع وعدم الاستقرار وطبيعة النظام الديمقراطي الهجين الذي حكم البلاد تداعى في أغلب مفاصل الدولة وقطاعاتها، من بينها الفن والأدب وغيره.
فعلى سبيل المثال، هنالك بعض المعالجات الدرامية للكثير من القضايا والأحداث، كموضوعات المخدرات ومجاميع القتل والجماعات المسلحة، غالبًا ما تعرض دون نطق حقيقة الجهات التي تقف وراءها خشية الملاحقة أو حتى التصفية الجسدية.
aXA6IDMuMTUuMTQzLjE4IA==
جزيرة ام اند امز