الجارديان: متاهة من الأنفاق والتحصينات تنتظر القوات العراقية في الموصل
تقدم القوات العراقية في أشد مناطق داعش تحصينا وخطورة بمدينة الموصل أدى لتصاعد وتيرة فرار المدنيين
بعد نحو 3 أسابيع على بدء المرحلة الأخيرة من معركة الموصل، بدأت القوات العراقية تدخل إلى أشد المناطق تحصينا وخطورة في المدينة التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، ما أدى لتصاعد وتيرة فرار المدنيين.
وفي تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني، اليوم الإثنين، قالت إنه خلال نهاية هذا الأسبوع احتدمت المعارك في المدينة، التي تمثل آخر معاقل داعش بالمدن العراقية، محذرة من وجود متاهة من الأنفاق والتحصينات تنتظر القوات العراقية في الموصل.
وفي السياق، قال اللواء حيدر المطوري قائد قوة المغاوير (القوات الخاصة) في الشرطة الاتحادية، إن مسلحي داعش أرسلوا 6 سيارات مفخخة على الأقل، دُمرت جميعا قبل أن تصل إلى القوات، مشيرًا إلى المسلحين ينتقلون من منزل إلى منزل وينشرون القناصة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع احتدام القتال، تزايد أيضا نزوح سكان غرب الموصل، مع فرار أكثر من 45 ألف شخص الأسبوع الماضي، وهي أعداد أعلى مما كان متوقعًا.
ولفتت إلى أن وتيرة النزوح تسارعت في الأيام الأخيرة مع اقتراب القتال من الأجزاء الأكثر كثافة سكانية غربي الموصل، حيث أعربت وكالات الإغاثة عن قلقها من أن المخيمات المجهزة لاستيعاب الفارين من المدينة أوشكت على الامتلاء.
وأظهرت إحصائيات هم النزوح في الموصل أن عدد الأشخاص الذين نزحوا منذ بدء الهجوم في أكتوبر/تشرين الأول تجاوز، أمس الأحد، 206 آلاف شخص، مقارنة بحوالى 164 ألف شخص في الأسبوع السابق.
وحذّرت المنظمة من العدد ربما يرتفع إلى حد كبير، وتوقعت أن يبقى نحو 650 ألف مدني في المدينة، وأن خروجهم سيستنزف الموارد، لا سيما بعد أن يتحول الربيع القصير إلى صيف صحراوي طويل ملتهب.
- بالصور.. أمهات الموصل على ظهور الأبناء هربا من "داعش"
- الأسلحة الكيماوية تظهر لأول مرة في معركة الموصل
وأوضحت الصحيفة أن المدنيين الذين فروا، أمس الأحد، تعرضوا لهجمات القناصة والانفجارات في أنقاض الأحياء على مشارف المناطق الحكومية، حيث تكثف القوات العراقية هجومها، بينما أجبر الرجال والفتيان على خلع قمصانهم وهم يركضون من الأراضي التي يسيطر عليها داعش باتجاه مواقع عسكرية عراقية.
وحذّرت من أن القوات العراقية ينتظرها متاهة من الأنفاق والتحصينات التي بناها التنظيم خلال العامين الماضيين، وفي هذه المنطقة يقع مسجد نوري، أحد الرموز الرئيسية لسيطرة الجماعة الإرهابية على الموصل، حيث ظهر زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، على الملأ للمرة الأولى والوحيدة في منتصف عام 2014 لإعلان دولة الخلافة المزعومة.
وتعتقد وكالات الاستخبارات أن المنطقة حول المسجد ما زالت لها أهميتها بالنسبة لكبار قادة التنظيم، حيث قال قائد استخباراتي في وقت سابق من هذا العام، للصحيفة، إنه قبل الضغط لاستعادة السيطرة على المدينة، كان البغدادي يزور المسجد أحيانا، ومنذ ذلك الحين ظل في شمال غرب المدينة، يتحرك في نطاق القرى العراقية والبلدات الحدودية السورية.
ويعتقد أن كثيرا من قيادات تنظيم داعش الإرهابي البارزين هجروا الموصل، وتركوا الدفاع عنها لحوالى 5 آلاف متطرف متمرس بالقتال، نصبوا عدة نقاط كمائن، ومنازل مفخخة، وشراك خداعية في الطرق والأزقة الضيقة، التي لا يمكن أن تعبرها المركبات المدرعة.
وكما هو متوقع، ظهرت الوحشية الفجة في انتقام الجماعة الإرهابية، وشملت الاستخدام الواسع النطاق للدروع البشرية والانتحاريين ووفقا لمصادر طبية، استخدام الأسلحة الكيميائية، حيث قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن هجوماً كيماوياً شنه التنظيم الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل عدة أشخاص وتشويه 7 على الأقل.
وحتى مع تقدم القوات، أشار ضابط عراقي إلى أن استعادة السيطرة على بقية المدينة من غير المرجح أن يحدث في الشهرين المقبلين، حيث قال "نحن مستعدون جيدا لذلك، ولكن كذلك أيضا، هذه أصعب معاركنا، وسوف يكون من الصعب الفوز بها دون الكثير من الأضرار والخسائر".
وكانت عملية استعادة السيطرة على الموصل بدأت رسميا في أكتوبر/تشرين الأول بعد أكثر من عامين من استعادة الأراضي ببطء من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، الذي اجتاح ما يقرب من ثلث العراق بما في ذلك الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد في يونيو/حزيران عام 2014.
aXA6IDE4LjExNi40OS4yNDMg جزيرة ام اند امز