العراق يدرس تنفيذ مشروع استثماري يوفر 12 مليار دولار سنويا
أعلن وزير النفط العراقي، اليوم السبت، عن إجراء مشاورات مع شركة توتال الفرنسية لاستثمار الغاز في غرب بغداد والبصرة.
وقال الوزير إحسان عبد الجبار، بعد ختام جولة أوروبية للوفد الحكومي شملت ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، إنه من الضروري التعجيل بتنفيذ المشاريع الاستثمارية بقطاعات الغاز والصناعات البتروكيماوية والطاقة المستدامة.
وأشار إلى أنه من الضروري الاعتماد على التقنيات الحديثة، وتوفير فرص التدريب المتقدمة للعاملين في القطاع النفطي، وفقا لما نقله موقع "السومرية نيوز" العراقي.
- العراق يتوقع أسعارا للنفط أكثر جاذبية في 2021
- العراق يتخلص تدريجيا من أطماع أردوغان.. إلغاء عقد حقل غاز المنصورية
وأضاف لمسنا من الشركات النفطية التي تباحثنا معها ثقة المستثمرين الكبار بقطاع الطاقة العراقي ورغبتهم بتوسيع وتنويع وزيادة آفاق التعاون، وخصوصاً شركات بريتش بتروليم (بى بى) البريطانية، وإكسون موبيل الأمريكية، وإيني الإيطالية، وجاز بروم الروسية وغيرها من كبرى شركات النفط والغاز العالمية.
وأشار عبد الجبار إلى أن إجراء مشاورات مهمة مع شركة توتال الفرنسية حول الاستثمار في مشاريع قطاع الغاز أحدهما يقع إلى الغرب من بغداد والآخر في البصرة، معربا عن أمله في التوصل قريباً الى الاتفاق بشأن ذلك.
احتياطي ضخم من الغاز
يصل احتياطي البلاد من الغاز إلى نحو 125 تريليون متر مكعب، أغلبها في الحقول النفطية التي تقع في الجنوب من بينها الرميلة والزبير وغرب القرنة، وفق تقارير وزارة التخطيط ولجنة الطاقة البرلمانية بالعراق.
وسنويا، يهدر العراق من الغاز المرافق لاستخراج النفط الخام في حقوله الغنية، ما تصل قيمته إلى نحو 5 مليارات دولار، في حين يستورد الغاز بتكلفة تبلغ 7 مليارات دولار، وفقا لوسائل إعلام محلية.
وهو ما يعني أن المشروع قد يوفر للعراق أكثر من 12 مليار دولار سنويا.
ووفق بيانات رسمية، تحتوي محافظة الأنبار على كميات هائلة مازالت حبيسة جراء السياسات النفطية غير الواضحة من قبل السلطات العراقية، لكن خطوات التنقيب عن الغاز في العراق في مراحها الأولى ولا تشكل رقماً في موازنات البلاد السنوية.
حرق الغاز بالعراق
حسب آخر التقارير الصادرة عن البنك الدولي، في يوليو/تموز الماضي، جاء العراق بالمركز الثاني عالميا للسنة الرابعة على التوالي بين أعلى الدول حرقا للغاز الطبيعي بعد روسيا.
وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن شركات نفط بالعراق أحرقت عام 2016 ما مجموعه 17.73 مليار متر مكعب من الغاز، ثم ارتفع ذلك عام 2019 ليصل إلى 17.91 مليار متر مكعب يحرق في الأجواء.
ومن المعروف أن إحراق الغاز وهدره يرتبطان بعملية استخراج النفط الخام في حقول النفط، وتلجأ الكثير من شركات النفط المنتجة في العالم إلى حرق الغاز المصاحب لحقول النفط بكميات كبيرة محاولةً تعظيم أرباحها، واستخدمت في سبيل ذلك أرخص السبل للتخلص من الغاز الطبيعي الذي لا تريده.
خطة عراقية حتى 2025
في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، قال عاصم جهاد، المتحدث باسم وزارة النفط، إن العراق من خلال التعاقد مع شركات أجنبية استطاع استثمار الغاز والوصول بإنتاج يصل قرابة مليار قدم مكعب قياسي في اليوم عبر أربعة حقول نفطية في محافظة البصرة.
وأضاف أن القطاع النفطي العراقي يسعى من خلال خطة استثمارية الى تحقيق إنتاج يصل إلى ألفي مليون متر مكعب قياسي يوميا بحلول عام 2025.
وعزا جهاد تأخر النهوض بخطط استثمار الغاز في الحقول النفطية طوال السنوات الماضية، إلى الحروب التي شهدتها البلاد خلال العقود الأربعة الماضية التي أدت إلى تدمير منشآت استثمار الغاز المصاحب التي كانت قد بدأت في تشييدها في سبعينيات القرن الماضي.
وتعتمد محطات التوليد الكهربائية في العراق على استيراد الغاز بأكثر من 850 ألف متر مكعب يوميا وبمبالغ تصل إلى أكثر من 4.5 مليار دولار سنوياً.