إقليم كردستان العراق ينتخب برلمانه بعد عام من استفتاء الاستقلال
أكراد العراق يدلون بأصواتهم الأحد المقبل في انتخابات من المرجح أن يمدد فيها حزبا الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني اقتسامهما للسلطة
بعد عام من محاولتهم الاستقلال، يدلي أكراد العراق بأصواتهم مرة أخرى، الأحد المقبل، لكن هذه المرة في انتخابات برلمانية يمكن أن تخل بتوازن القوى الدقيق في الإقليم شبه المستقل.
ونظرا لضعف أحزاب المعارضة، فمن المرجح أن يمدد الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني اقتسامهما للسلطة المستمر منذ نحو 30 عاما.
لكن الانقسامات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني تطرح إمكانية أن يحصل الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني على وضع مهيمن على الساحة السياسية الكردية، سواء في أربيل عاصمة الإقليم أو في العملية الصعبة لتشكيل حكومة اتحادية في بغداد.
وكان الاستفتاء المثير للجدل على الاستقلال عام 2017 بقيادة برزاني قد وعد بوضع الأكراد على مسار إقامة وطن لهم. لكن رد فعل بغداد السريع بدد هذه الاحتمالات وقلص الحكم الذاتي في الإقليم.
ورغم تحسن العلاقات مع بغداد، خسر الإقليم الكردي أراضي وتراجعت استقلاليته الاقتصادية وتزايد شعور ناخبيه بخيبة الأمل.
ويشكل الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني المتمركز في أربيل وتهيمن عليه أسرة برزاني احتكارا ثنائيا، لأسرتين يُستند إلى رعاية كل منهما للمنطقة التي تهيمن عليها.
لكن سنوات من الجمود السياسي وتوقف صرف الرواتب والفساد قوضت الثقة في السياسة، وقلصت أعداد من يقبلون على التصويت في الانتخابات في الفترة الأخيرة. ومما فاقم الأوضاع تعليق البرلمان في الفترة بين 2015 و2017 بسبب صراعات داخلية.
وتقول أغلب الأحزاب الرئيسية إنها لا تتوقع أن يشارك أكثر من 40% من الناخبين المسجلين البالغ عددهم 3.85 مليون في الانتخابات، أي أقل من العدد الذي شارك في الانتخابات الاتحادية والذي شهد انخفاضا قياسيا.
ومن شأن ضعف الإقبال على التصويت أن يصب في مصلحة الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني؛ نظرا لأن ناخبيهما أكثر التزاما وتقديرا لدورهما في ترسيخ الحكم الذاتي منذ عام 1991.
ومُنِّيت كل أحزاب المعارضة بمزيد من الضعف بسبب ضعف الإقبال على التصويت في الانتخابات الاتحادية في مايو/أيار الماضي، وسط مزاعم تزوير مارسه الحزبان الرئيسيان. ولم تتأكد هذه المزاعم بعد إعادة فرز الأصوات.
وستلقي الانتخابات بظلالها على بغداد، حيث يتنافس الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني على منصب الرئيس الاتحادي المخصص للأكراد منذ أن أطاح تحالف تقوده الولايات المتحدة بحكم صدام حسين عام 2003.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA= جزيرة ام اند امز