عراقية تزين لوحاتها بالذهب والفضة.. موهوبة بالوراثة (صور)
فنانة ترسم لنفسها مساراً ما بين الكبار، رُغم أنها ما تزال في عقدها الثالث من العمر وهي تضرب بفرشاتها الألوان وتعيد تركيبها ودمجها بما يصنع منها لوحات جمالية إبداعية.
نور علاء الدين الشبلي، شابة عراقية من مواليد بغداد عام 1992، ظهرت موهبتها في الرسم منذ نعومة أظافرها، حيث الطفولة والرسم على الجدران ومشاكسة الأوراق بمنعرجات وخطوط وأشكال متداخلة ومبهمة لتتضح وتنضج فيما بعد بلوحات مقروءة الأبعاد والمضامين.
والدها الفنان التشكيلي الراحل علاء الشبلي، مؤسس ومدير المتحف البغدادي، الذي أثّر في هوايتها وتنمية ذائقتها وموهبتها الفنية.
تقول نور إن والدها ومنذ سنواتها الأولى "خصص لها مكاناً للرسم في البيت بعدما اكتشف موهبتها آنذاك".
في مرحلة الدراسة الابتدائية بدأت موهبة نور تنمو شيئاً فشيئاً بعدما قدّمت لوحات تعنى بتراث بغداد، مما أثار انتباه أساتذتها الذين كانوا يشيدون بفنها ونبوغها المتفرد في استنطاق الجمال.
تتحدث نور علاء الدين لـ"العين الإخبارية" عن أصعب اللوحات التي واجهت صعوبة في استكمالها عندما كانت طالبة في المرحلة المتوسطة بعدما كُلِّفت بإعداد رسمة عن جامع الحيدر خانة التراثي يدمج معه الخط العربي، حيث استطاعت إنجازها بمساعدة والدها.
ورغم تطوّر قدراتها في الرسم، إلا أنها كانت ترغب في الالتحاق بكلية القانون قبل أن يعارض والدها تلك الرغبة ويشدد على ضرورة إنضاج موهبتها في كلية الفنون الجميلة ليستقر القرار عند الأخيرة.
تقول الفنانة الشابة: "لقد كان اختياراً موفقاً والحمد لله أني تماشيت مع رغبة والدي في دخول كلية الفنون الجميلة".
وتابعت نور علاء الدين دراستها وكانت من بين العشرة الأوائل على دفعتها ما مكّنها من أن تكون مدرسة رسم بالكلية ذاتها.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تعتمد الفنانة التشكيلية الترويج للأعمال والمعارض الفنية التي تقام في القاعة التي تديرها "The Gallary" بهدف تسليط الضوء على أعمال الفنانين وإبداعاتهم التشكيلية.
تقول إنها تمتلك صفحات في أنستقرام وفيسبوك يتابعها الآلاف، حيث تستغلها في الإعلان عن المعارض الفنية التي تقام شهرياً.
واستطاعت نور تقديم العديد من اللوحات المميزة التي حظيت بقبول وتقدير كبيرين من قبل النقاد والمختصين من بينها لوحة "العيد"، و"الخيل العربي".
وبشأن ذلك تقول: "لدي الكثير من المشاركات في المعارض الفنية داخل العراق وخارجه آخرها كان في معرض إكسبو 2020 دبي، عرضت من خلالها مجموعة من اللوحات الخاصة بأعمالي وبعض الفنانين من الزملاء".
ويستهوي نور الاشتغال على لوحات فنية أصيلة لكبار الفنانين بمزجها مع إضافات ساخرة ما يعطيها بعداً فكاهياً، بالإضافة إلى قيمتها الفنية، بحسب قولها.
وعمدت الفنانة البغدادية إلى استخدام ورقة الذهب والفضة في الكثير من أعمالها الفنية، إذ تؤكد أنها تجربة "مميزة استطعت من خلالها تقديم لوحات استهوت الناظرين".
وحول الألوان ودلالاتها، تقول إن هناك ألوان باردة مثل النيلي والأزرق الفاتح تدل على الحزن فيما تدل الألوان الحارة مثل الأحمر والأصفر على السعادة مع اختلاف طبيعة المجتمعات في فهمها.
وتختتم نور الشبلي حديثها بأمنيات ودعوات عسى أن تجد لها صدى من قبل المعنين في توجيه الاهتمام الحكومي والدعم للفن لما يلعبه من دور كبير في تنمية ذائقة الشعوب والارتقاء بأحوالها المعرفية والثقافية.
aXA6IDMuMTQ1LjExMi4yMyA= جزيرة ام اند امز