العراقيون يواصلون ثورتهم ضد إيران ونفوذها في 11 مدينة
العصيان المدني يتواصل في محافظات جنوبي العراق، والمتظاهرون يرفعون لافتات "مغلق باسم الشعب" على غالبية الدوائر الحكومية
واصل المتظاهرون العراقيون في بغداد و10 مدن بجنوب العراق مظاهراتهم المطالبة بتغيير العملية السياسية بشكل جذري وإنهاء النفوذ الإيراني، وسط استمرار مليشيات الحشد الشعبي استخدام كافة أنواع العنف لإخماد الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من 50 يوما.
- العراق ينتظر 700 مليون دولار إضافية من نقل النفط الأسود
- خبراء: مظاهرات العراق تجهض مشاريع إيران التوسعية بالمنطقة
وشهد، الأربعاء، إطلاق سراح اثنين من الناشطين العراقيين المختطفين، وهما الناشطة صبا المهداوي والناشط علي هاشم، اللذان اختطفتهما المليشيات قبل نحو أسبوعين عند عودتهما من ساحة التحرير إلى منزلهما في بغداد.
وعلى الرغم من أن عائلتي الناشطين المفرج عنهما امتنعتا عن كشف الجهات التي كانت تخطفهما، إلا أن مسؤولا في وزارة الداخلية العراقية كشف لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم ذكر اسمه، أن "مليشيات عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي هي الجهة التي كانت تحتجز الناشطين، وما زالت تحتجز العشرات من الناشطين الآخرين".
وأشار إلى أن الناشطة صبا المهداوي والناشط علي هاشم تعرضا خلال فترة اختطافهما إلى تعذيب جسدي ونفسي.
وأكد الناشط عدي دلي عضو اللجنة المنظمة للمظاهرات، لـ"العين الإخبارية"، "ألغينا الجُمع المليونية للمظاهرات، لأن جميع الأيام تشهد مظاهرات مليونية لذلك لا داعي لتحديد يوم الجمعة فقط كي لا يصاب المتظاهرون بالبرود والفتور خلال أيام الأسبوع الأخرى بانتظار مجيء الجمعة، الآن.. أصبحت كل أيامنا ثورة".
وتابع دلي "ما زال المتظاهرون مسيطرين على الأرض والاعتصامات مستمرة في بغداد ومحافظات الجنوب، السيطرة على الجسور الأربعة، خصوصا جسري الأحرار والشهداء، كر وفر بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، لكن المتظاهرون الشباب يحاولون السيطرة على نصفي هذين الجسرين كما سيطروا على نصفي جسري الجمهورية والسنك"، معتبرا عبور نهر دجلة إلى الضفة الثانية من بغداد التي تحتضن المقار الحكومية الرئيسية أهم هدف للمتظاهرين في الوقت الحالي.
وشهدت ساحة الخلاني المؤدية إلى ساحة التحرير مركز اعتصام المتظاهرين وسط بغداد، وجسر السنك الأربعاء اصطدامات بين مليشيات الحشد الشعبي التي يرتدي مسلحوها اللثام، حيث استخدمت المليشيات الغاز المسيل للدموع وأطلقته بشكل مباشر على المتظاهرين، إضافة الى استخدامها الرصاص الحي والهراوات والقنابل الغازية والحِراب لتفريق المتظاهرين واعتقالهم.
وأوضح المتظاهر سرمد غالب، الذي تعرض للاختناق بسبب سقوط عبوة غاز مسيل للدموع قربه، لـ"العين الإخبارية"، "كل دقيقتين في ساحة التحرير تشهد وصول عدد من الجرحى الذين تنقلهم التكاتك من ساحة الخلاني وجسور السنك والأحرار والشهداء إلى الساحة، ليتلقوا العلاج اللازم من قبل المفارز الطبية إذا كانت إصاباتهم خفيفة، أما الإصابات البليغة فينقلون بعد إسعافهم إلى المستشفيات القريبة من ساحة التحرير".
وبين أن المليشيات تستهدف رؤوس المتظاهرين لتقتلهم، فضلا عن استخدام الغاز بشكل مركز، حيث أصيب المئات من المتظاهرين بحروق في الوجه والجسم بسبب وقوع عبوات الغاز قربهم.
وتواصل العصيان المدني في محافظات جنوبي العراق، وعلّق متظاهرون لافتات كتب عليها عبارة "مغلق باسم الشعب" على غالبية الدوائر الحكومية في محافظاتهم، وارتفعت الهتافات في ساحات الاعتصام ضد إيران ونفوذها في العراق.
وقال الناشط مالك الحمداني في محافظة ذي قار جنوب العراق، لـ"العين الإخبارية"، "تمكنا بعد محاولات عديدة وضغوط من إطلاق سراح ١٧ متظاهرا كانوا محتجزين لدى فوج المهمات، وجميع المتظاهرين كانوا متعرضين للتعذيب النفسي والجسمي"، مؤكدا استمرار الاعتصام في المحافظة والمدن الأخرى حتى تنفيذ كافة مطالبات المتظاهرين.
وتزامنا مع استمرار الاحتجاجات، اجتمعت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت في مجلس النواب العراقي، الأربعاء، مع رئاسة المجلس ورؤساء الكتل السياسية.
وشددت بلاسخارت خلال الاجتماع على أن مطالب المتظاهرين العراقيين حقيقية ومشروعة وواضحة تغطي الكثير من القضايا.
وأضافت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة "يطالب المتظاهرون السلميون بوضع حد للفساد، والنمو الاقتصادي، والتوظيف، والخدمات العامة التي يمكن الاعتماد عليها، والحكم الرشيد والنزيه، وانتخابات نزيهة وإصلاح أوسع للنظام السياسي بما في ذلك تعديل الدستور"، مبينة أن الشباب العراقي لا يطالب بأكثر من مستقبل أفضل.
وأشارت بلاسخارت إلى المطالب المشروعة الحقيقية، والتي تستحق استجابات جادة وتواصلاً فعالاً داخل هذا البرلمان وفي الشارع.
وأردفت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة "ما شهدته الشوارع في الأيام القليلة الماضية هو تراكم الإحباطات حول عدم تحقيق التقدم في الستة عشر عاماً الماضية، الرغبة في هوية عراقية أمر واضح، إذ يعبر الشباب في الشوارع عن أملهم في مستقبل أفضل من منطلق حبهم لوطنهم"، ومخاطبة الساسة العراقيين بالقول "لقد حان الوقت لإعطاء الأولوية لمصلحة البلاد فوق كل شيء".
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA= جزيرة ام اند امز