العراقيون يحتشدون قبل "مليونية" الجمعة ويصلون لبوابة المنطقة الخضراء
المتظاهرون احتشدوا فجر الجمعة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، ووصلوا إلى بوابة مبنى مجلس النواب وبوابة المنطقة الخضراء المحصنة
أعلن مصدر أمني عراقي، فجر الجمعة، أن المتظاهرين وصلوا إلى بوابة مبنى مجلس النواب وبوابة المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد.
- عبدالمهدي يستبق دعوات التظاهر: سنحارب الفساد ونمكن الشباب بالعراق
- عراقيون يحتشدون وسط بغداد عشية دعوات لـ"مليونية"
وقال النقيب جلال الجبوري الضابط في شرطة بغداد لـ"العين الإخبارية": إن المتظاهرين وصلوا إلى بوابة مجلس النواب وبوابة المنطقة الخضراء، وهم يطالبون المسؤولين بمغادرة المنطقة قبل اقتحامها من قبل المتظاهرين صباح الغد.
في غضون ذلك ذكر متظاهرون أن المنطقة الخضراء التي تحتضن المقرات الحكومية والدبلوماسية شهدت انقطاعا للكهرباء، ويعتبر أول انقطاع للكهرباء فيها منذ عام ٢٠٠٣.
تجمعات عشية مظاهرات حاشدة
الآلاف من الشباب العراقي يحملون أعلام العراق، مرددين شعارات باللهجة العراقية في مقدمتها "شلع قلع كلكم حرامية" وتعني "اذهبوا.. جميعكم لصوص"، هذا هو مشهد ساحة التحرير وسط بغداد، التي بدأت تزدحم بالمتظاهرين مساء الخميس، قبل ساعات من انطلاقات مظاهرات ٢٥ أكتوبر/تشرين الأول المليونية.
وتوافد الآلاف من المتظاهرين على ساحات التحرير وسط بغداد، والحبوبي وسط الناصرية وأمام مبنى محافظة ميسان وفي محافظة واسط جنوب العراق مرددين شعارات طالبت بإنهاء العملية السياسية والنفوذ الإيراني في العراق.
وقال عدي دلي عضو اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة الكرامة، لـ"العين الإخبارية"، المتظاهرون بدأوا بالتوافد على ساحة التحرير والساحات الأخرى في المحافظات ملبيين نداء الوطن، وباشروا باعتصامهم في ساحة التحرير قبل انطلاقات مظاهرات ٢٥ أكتوبر المليونية، لافتا إلى أن المتظاهرين لن يتراجعوا حتى تحقيق أهدافهم بتغيير العملية السياسية برمتها وإنهاء النفوذ الإيراني.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، أمس الخميس، حالة الإنذار القصوى، استعدادا لحماية المظاهرات المليونية المرتقبة الجمعة.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة إن الشرطة ستعمل على تأمين سبل حركة المواطنين وأمنهم، وحماية المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة.
وأضاف العميد المحنا أن "رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية وجّها القوات الأمنية كافة بالتعامل المسؤول مع المتظاهرين، وفق مبادئ حقوق الإنسان والالتزام بالتوجيهات لحماية التظاهر السلمي".
وتابع الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية "لا داعي للقلق من انطلاق المظاهرات بعد الدروس المستفادة من المظاهرات السابقة، فالأجهزة الأمنية والمتظاهرون باتوا يقدرون الضرورة القصوى للحفاظ على سلمية التظاهر، والاحتراز من اللجوء إلى أي شكل من أشكال العنف".
المليشيات تنتشر بالشوارع
انتشرت مساء الخميس أعدادا كبيرة من المليشيات والقوات الأمنية العراقية في شوارع البصرة كافة، استعدادا للمظاهرات التي ستنطلق من المحافظة.
وأوضح الناشط المدني العراقي أمجد المالكي، لـ"العين الإخبارية"، أن الاستعدادات الشعبية متواصلة لانطلاقة مظاهرات واسعة أمام مبنى محافظة البصرة عصر الجمعة، حاليا الوضع هادئ في البصرة لكن هناك انتشار أمني مكثف للجيش في شوارع المدينة.
في غضون ذلك ورغم تأكيدات وزارة الاتصالات العراقية على أنها لن توقف خدمات الإنترنت في العراق بسبب المظاهرات، إلا أن مصادر حكومية عراقية أكدت خطة حكومية مع المليشيات لبدء حجب صفحات التواصل الاجتماعي في عموم العراق، ابتداء من فجر الجمعة، لتقع بعد ذلك خدمات الإنترنت نهائيا حتى انتهاء المظاهرات.
وباشرت القوات الأمنية والمليشيات بقطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى ساحة التحرير، وقطعت الجسر الجمهوري لإيقاف توافد المتظاهرين على ساحات المظاهرات، بعد ازدياد أعداد المتظاهرين، لكن المتظاهرين تمكنوا من اجتياز الحواجز الأمنية التي وضعتها القوات على الجسر الجمهوري متجهين نحو المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد.
وتزامنا مع انطلاق المظاهرات في ساحة التحرير في بغداد، اجتمع المتظاهرون أمام محافظة ميسان وفي ساحة الحبوبي وسط الناصرية وفي محافظة واسط، مرددين شعارات عديدة تطالب بتغيير النظام.
وأكدت الناشطة فاطمة العبودي لـ"العين الإخبارية" "باشرنا بالاعتصام أمام مبنى محافظة ميسان، حاليا هناك المئات من المتظاهرين والأعداد في تزايد، رغم انتشار أمني مكثف من مختلف القوات الأمنية، لكننا مستمرون من أجل عراق يحكمه العراقيون".
وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، مساء الخميس، إنه سيجري الأسبوع المقبل تعديلات وزارية بعيدا عن مفاهيم المحاصصة، بخلاف تشكيل مجلس القضاء الأعلى لمحاكمة المفسدين وإنزال العقاب اللازم بهم.
عبدالمهدي يستبق المظاهرات بكلمة متلفزة
وأضاف عبدالمهدي، خلال كلمة متلفزة للشعب العراقي قبل ساعات من دعوات المتظاهرين لتنظيم احتجاجات مليونية، أنه سيقلص رواتب الوزراء والمسؤولين حتى الدرجة الثالثة.
وطالب عبدالمهدي بأهمية بناء دولة عصرية بعيدا عن الفساد والمحسوبية، متعهدا بدعم دور الشباب في قيادة المجتمع ووضع آلية محددة لتمكينهم في العمل السياسي وإيجاد فرص العمل في القطاعين العام والخاص.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، خلال كلمته، المبادئ الدستورية وحق التظاهر السلمي ودعم القوات الأمنية، موضحا أن وزارة الداخلية تدعو المتظاهرين إلى التقدم للحصول على تصريح من أجل حمايتهم وحماية المجتمع والمصالح العامة والخاصة.
واستقبل المتظاهرون خطاب عبدالمهدي بهتافات "يا عادل شيل إيدك هذا الحجي ما يفيدك"، في إشارة إلى أن الخطاب لم يقدم أي شيء جديد للمتظاهرين، وأنهم سيواصلون المظاهرات حتى تغيير النظام السياسي الحالي في العراق، وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية، لحين إجراء انتخابات نزيهة بإشراف دولي.