فورين بوليسي: احتجاجات لبنان والعراق تكشف تراجع نفوذ إيران بالمنطقة
طهران ووكلاؤها فشلوا في تحويل أي مكاسب سياسية إلى رؤية اجتماعية اقتصادية بالنسبة للمجتمعات الطائفية في العراق ولبنان.
اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن المظاهرات التي اندلعت ضد الفساد ونقص الإصلاحات الاقتصادية في كل من العراق ولبنان تكشف عن فشل النظام الإيراني في ممارسة نفوذه بالمنطقة.
- الجيش اللبناني يغلق المداخل المؤدية إلى ساحة الشهداء بالعاصمة بيروت
- لبنان يستفيق على إضراب عام وإغلاق تام للطرقات وانتشار لدوريات الجيش
وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير، الأربعاء، إن طهران ووكلاءها فشلوا في تحويل أي مكاسب سياسية إلى رؤية اجتماعية اقتصادية بالنسبة للمجتمعات الطائفية في العراق ولبنان.
وأوضحت أنه منذ بداية الثورة الإيرانية كانت لدى حكومة طهران ومليشيا الحرس الثوري سياسة تفصيلية واضحة طويلة الأمد حول كيفية تصدير أفكارها الإرهابية المتطرفة إلى المنطقة، لا سيما في الدول ذات الأغلبية الطائفية. لكن في خطتها لأربعة عقود، تجاهلت نقطة مهمة وهي الرؤية الاجتماعية الاقتصادية للحفاظ على قاعدة دعمها.
وأشارت إلى أنه في حين استغلت طهران كل فرصة للتغلغل داخل مؤسسات الدول في المنطقة، فشل النظام الإيراني في الانتباه إلى أن السلطة تتطلب رؤية لليوم الذي سيعقب ذلك، ومع تطور الأحداث في المنطقة، تبين فشل إيران في السيادة، والعراق ولبنان أفضل أمثلة.
وأوضح التقرير أن إيران وضعت وكلاء لها في كل من البلدين، ومنحتهم القوة عبر تمويلهم وتسليحهم، كما ساعدتهم في اختراق المؤسسات.
وتابعت: "واليوم تلك المؤسسات في العراق ولبنان لديها مهمة واحدة، هي حماية وخدمة المصالح الإيرانية بدلًا من حماية وخدمة الشعب".
ووصف التقرير الاحتجاجات في لبنان بـ"غير المسبوقة" لعدة أسباب، وفق مراقبين، بينها أنه لأول مرة منذ فترة طويلة، أدرك اللبنانيون أن العدو موجود في الداخل، وليس محتلا خارجيا أو صاحب نفوذ إقليمي.
ويضاف إلى ذلك أنه مع عدم قدرة القادة السياسيين على السيطرة على مسار المظاهرات التي اندلعت بمختلف المناطق، يوضح حجمها أن المحتجين قادرون على الاتحاد بما يتخطى تبعيتهم السياسية والمذهبية، فما جمعهم معًا هو أزمة اقتصادية متواصلة أصابت الناس من جميع الطوائف والمناطق.
المجلة الأمريكية قالت إن الأمر الأكثر أهمية كان موقف مليشيا حزب الله من الوقوف في صف السلطات ضد الناس، الأمر الذي مثل نكسة كبيرة له في تعاملاته مع الاحتجاجات الحالية.
واعتبرت أن ذلك هو أصعب تحدٍّ داخلي له حتى الآن، إذ أرعبه انضمام المحتجين الطائفيين إلى غيرهم من اللبنانيين في الشوارع، خاصة أنهم لطالما كانوا العمود الفقري لقوته الداخلية والإقليمية.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن مشاركة حزب الله في الحرب السورية وضغط العقوبات الأمريكية على إيران أجبراه على خفض المرتبات والخدمات، وتوسيع الفجوة بين الغني والفقير داخل مجتمعه، وفي الوقت الذي دفع فيه بعناصر طائفية من الأحياء الفقيرة للمشاركة في القتال في سوريا، استنفع المسؤولون من ثروات الحرب؛ الأمر الذي تسبب في مزيد من السخط.
هذه القصة مشابهة في العراق؛ إذ شهدت البلاد هذا الشهر اندلاع مظاهرات في بغداد ومناطق أخرى ذات الأغلبية الطائفية بالجنوب ضد فشل الطبقة السياسية في تقديم الخدمات الأساسية وتقليص معدلات البطالة والفساد. وقد قوبلت المظاهرات بحملات قمعية ووحشية أسفرت عن مقتل أكثر من 100 متظاهر.
ويعتبر دور إيران في الرد على المظاهرات في العراق وفشل الحكومة في حماية مواطنيها مؤشرا كبيرا على نفوذ طهران داخل البلاد؛ إذ إن كثيرا من قادة المليشيات المدعومة من إيران هم الآن أعضاء في البرلمان والحكومة، يعملون على تحقيق أجندة طهران ويخلقون بدائل اقتصادية لها في ظل العقوبات الأمريكية.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA== جزيرة ام اند امز