أزمة الحكومتين.. هل تلعب "إيريني" دورا في حل الانقسام السياسي بليبيا؟
بعد عامين من انطلاقها، ووسط أزمة سياسية تعيشها ليبيا وما تنذر به من تبعات، كان لعملية إيريني دورا مركزيا، في مراقبة أوضاع البلد الأفريقي.
فعملية "إيريني" الأوروبية التي أطلقت في 31 مارس/آذار 2020، باتت تسمح للاتحاد الأوروبي بأن يكون على دراية بالأوضاع، بما يحدث في وسط المتوسط، وسط تخوفات من تصاعد أزمة "تعنت" رئيس الحكومة السابقة عبدالحميد الدبيبة في تسليم السلطة إلى حرب في العاصمة طرابلس.
وهو ما أشار إليه موقع "ديكود 39" الإيطالي، الذي قال إنه رغم أن ليبيا قد تكون من بين الأكثر تأثرًا بالأزمة الروسية – الأوكرانية، إلا أن المأزق السياسي "الخطير جدًا" الذي تعيشه، قد يسفر عن اشتباكات مسلحة، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار البلد الأفريقي.
دور مركزي
تلك التخوفات جعلت لعملية إيريني العسكرية "دورًا مركزيًا"، بحسب الموقع الإيطالي، الذي أكد أنها تلعب دور عنصر السيطرة على الأرض، فهي تسمح للاتحاد الأوروبي بأن يكون على دراية بالأوضاع، وبما يحدث في وسط المتوسط، تلك المنطقة الاستراتيجية لأوروبا.
وأكد أن الخطر يتمثل في أن التوترات الداخلية قد تؤدي إلى عودة الأسلحة، مشيرًا إلى أنه "انحراف" لا يمكن استبعاده في الديناميكيات الليبية، رغم تخلي رئيس الحكومة فتحي باشاغا في الأسابيع الأخيرة مرتين عن دخول العاصمة طرابلس، خوفًا من اندلاع أي اشتباكات مع المليشيات التي دافعت عن الدبيبة.
من جانبه، قال الأدميرال ستيفانو توركيتو، رئيس بعثة إيريني، إن هذه العملية التي وصلت عامها الثاني، بمشاركة رجال ونساء من 24 دولة أوروبية، تسعى لتحقيق سلام دائم في ليبيا، مشيرًا إلى أن هذين العامين يضافا إلى 5 سنوات أخرى من النشاط الأوروبي في ليبيا، عبر عملية صوفيا، والتي أطلقت في الفترة بين 2015 – 2020.
فشل أوروبي
وأوضح أن مهمة إيريني أداة قيمة لأوروبا لمراقبة ودعم مكافحة الأنشطة غير القانونية في المنطقة، والتي تشمل إرسال الأسلحة بالمخالفة لقرارات الأمم المتحدة والصادرات غير المشروعة للنفط.
ورغم التصريحات الإيطالية بشان عملية إيريني، إلا أن المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن عملية إيريني الأوربية لم تنجح في وقت سابق في منع دخول السلاح إلى ليبيا إضافة إلى "ضعفها" من الناحية القانونية وقوة الردع.
وأوضح المحلل الليبي، أن "إيريني" لم تستطع معاقبة الدول التي خرقت قرار منع وصول السلاح والمرتزقة إلى ليبيا؛ لغياب الضامن القانوني للعملية، مشيرًا إلى أنها غير قادرة اليوم على لعب أي دور قوي في حل مشكلة الانقسام المؤسسي بليبيا وإنهاء حالة التشظي السياسي.
وأشار إلى ما وصفه بـ"التراخي الواضح" من قبل القوى الفاعلة في المجتمع الدولي في تعامله مع الأزمة الليبية، خاصة أن بوادر الحكومة الموازية تلوح في الأفق بعد تعنت ورفض الدبيبة تسليم السلطة.
ما هي عملية إيريني؟
أطلقت إيريني في اليونان في 31 مارس/آذار 2020، عقب قرار من مجلس الاتحاد الأوروبي، وتم تمديد ولايتها في عام 2021 حتى مارس/آذار 2023.
يمكن للعملية اليوم الاعتماد على وحدتين سطحيتين وست طائرات دورية وحوالي 600 رجل وامرأة، فيما يوفر مركز الأقمار الصناعية التابع للاتحاد الأوروبي الواقع في توريخون بإسبانيا، إلى جانب الدول الأعضاء، الدعم المعلوماتي الضروري لتحقيق أهداف البعثة، بحسب وكالة "نوفا" الإيطالية.
وأجرت عملية إيريني، خلال عامين، أكثر من 6300 عملية استعلامات التحكم اللاسلكي وأكثر من 250 زيارة على متن السفن التجارية العابرة في المنطقة و 22 عملية تفتيش للوحدات التجارية المشتبه في انتهاكها للحظر، فيما أجرت مصادرة مواد للاستخدام العسكري في حالة واحدة.
وتراقب العملية 16 ميناء ومحطة نفطية و25 مطارًا ومهابط طائرات في ليبيا، كما جرى إرسال 35 تقريراً خاصاً إلى مجلس الأمن الدولي على صلة بأحداث لها أهمية كبيرة.