لقاء "المعزول" و"فاقد الشرعية".. هل ينجح زواج الدين والمال في ليبيا؟
متشبثا بالسلطة، لا يزال رئيس حكومة ليبيا السابق يجري محاولات الفرصة الأخيرة، أملا في إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل منح الثقة لخلفه.
فعبدالحميد الدبيبة الذي حجب البرلمان الليبي الثقة عن حكومته ومنحها لفتحي باشاغا، لا يزال حتى اللحظة رافضا الانصياع لقرارات مجلس النواب، معلنا عدم تسليمه السلطة إلا بعد إجراء الانتخابات.
إلا أن محاولات الضغط التي باتت تمارسها أطراف إقليمية ودولية باتت تؤتي ثمارها، فهرول مسرعا إلى الصادق الغرياني الملقب بـ"مفتي الإرهاب" في ليبيا، ليفتش لديه على فتوى تعطيه شرعية فقدها.
تطويع الدين
وكما تجاهل الدبيبة قرار منح الثقة لحكومة باشاغا تجاهل -كذلك- قرار البرلمان الليبي الذي عزل الصادق الغرياني، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، لفتاواه التحريضية على سفك دماء الليبيين، ولكون الرجل لم يتوان عن تطويع الدين وسيلة لتحقيق أطماع تنظيم الإخوان في ليبيا.
إلا أن لقاء "المعزول" و"فاقد الشرعية" مساء الجمعة على هامش حفل إعلان رؤية هلال شهر رمضان، أثار الكثير من الجدل على الساحة الليبية، وسط مطالبات محلية بضرورة تحييد الدبيبة عن المشهد بشكل سريع، لما لاستمراره من آثار سلبية على البلد الأفريقي، حسب مراقبين.
إثبات الشرعية
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي معتز بلعيد، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن لقاء الرجلين هي محاولة من الدبيبة، لإثبات الشرعية، مشيرا إلى أن الأخير لا يمتلك حظوة في الشارع الليبي أو لدى المجتمع الدولي، بسبب فشله المتراكم وفساد حكومته.
وعلى الرغم من أنه في بداية عهده لم يكن على وفاق مع الغرياني، إلا أن مستشاريه أقنعوه باللجوء إليه كون صوته مسموعا لدى بعض التشكيلات المسلحة، بحسب المحلل الليبي، الذي حذر من أن الدبيبة قد يلجأ إلى الاقتتال في سبيل استمراره بالسلطة.
وحول إمكانية أن يكون هناك رد من حكومة باشاغا، قال المحلل الليبي إن الأخيرة تحاول أن تأخذ الأمور بهدوء حتى الآن، مشيرا إلى أنها "صرحت أكثر من مرة بأنها لا تريد اللجوء إلى العنف (..) ستحاول من جديد بشكل سلمي".
وأكد المحلل الليبي أن الشارع ممتعض جدا من الأوضاع السياسية وفشل حكومة الدبيبة السابقة، مشيرا إلى أنه مع دخول شهر رمضان بات الليبيون منشغلين بمحاولة تدبير أمورهم، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير وشح السيولة النقدية.
تكاتف الجهود
الحقوقي الليبي عصام التاجوري شن هجوما حادا على الدبيبة والصادق الغرياني، واصفا إياهما بـ"المعزول" و"فاقد الشرعية"، مشيرا إلى أن تحالف الاثنين يؤكد ضرورة تكاتف الجهود للحد من آثار تحالف المال والدين.
إخوان ليبيا وحكومة باشاغا.. انقسام أم مناورة؟
وتساءل التاجوري: هل يمنح الشرعية فاقدها؟ في إشارة إلى الغرياني الذي تم عزله وحل دار الإفتاء بموجب قانون صادر عن مجلس النواب، وهو الجسم التشريعي الوحيد في ليبيا.
محاولات مستميتة
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن لقاء الرجلين هي محاولات "مستميتة" للبقاء في السلطة، مشيرا إلى أن الدبيبة ذهب في هذا الاتجاه لأنه يعلم أن الغرياني يستطيع تحريك "الإرهابيين والمتطرفين وزعماء المليشيات بفتوى واحدة منه".
ورغم أنه أكد أن تلك المحاولة لن تجدي نفعا، إلا أنه قال إنه ستجعل الدبيبة مدعوما بالعناصر "المتطرفة" و"الإرهابية"، بعد فشله في تكوين قاعدة شعبية.
وأكد أن هذه الخطوة ستكون نقطة سوداء جديدة في تاريخ هذه الحكومة، فالغرياني وفتاويه "الإرهابية" مكروهة عند الغالبية العظمى من الليبيين، مشيرا إلى أنه لا يناصره سوى العناصر "الإرهابية" التي تحمل أفكارا متطرفة.
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA= جزيرة ام اند امز