وثائق تكشف المستور عن رجال أردوغان و"فيلق القدس"
من جديد، تطفو الوثائق على السطح لتكشف علاقة الحكومة التركية بمليشيات تابعة للحرس الثوري في إيران.
موقع "نورديك مونيتور" السويدي ذكر في تحقيق له أن أكاديميا يدير ذراع الأبحاث والتنمية للوكالة الحكومية التركية المكلفة بتعزيز صناعة الدفاع للبلاد، عمل مع خلايا فيلق القدس في تركيا.
وعطا شينليكجي، هو رئيس إدارة البحث والتنمية والتكنولوجيا في الرئاسة التركية لصناعات الدفاع، وهي جهاز حكومي بارز مكلف باتخاذ القرارات الخاصة بشراء المعدات العسكرية، وتساعد في تطوير البنى التحتية للصناعات الدفاعية.
ويعتقد أن شينليكجي عمل داخل شبكة لفيلق القدس، طبقًا لمحققين اعتبروه مشتبها فيه بتحقيق يتعلق بمكافحة الإرهاب.
وقادت الأدلة التي تم جمعها من خلال تسجيلات وعمليات مراقبة بإذن القضاء، بالفترة من عام 2011 إلى 2014، المحققين للتوصل إلى أن شينليكجي كان جزءًا من عملية لفيلق القدس في تركيا، وكان يعمل عن كثب مع الملحق الثقافي للقنصلية العامة الإيرانية حسن شعباني، وهو مشتبه به أيضًا في التحقيق بشأن المليشيات الإيرانية.
وحاول الاثنان تأمين كرسي لإيران بجامعة إسطنبول، حيث كان يعمل شينليكجي أستاذا هناك آنذاك، وكانا يبذلان قصارى جهدهما لتجنيد العشرات من الطلاب كعملاء تحت غطاء برامج تعليمية وثقافية متعددة تمولها إيران.
وكشف التحقيق أن شينليكجي كان يتعاون مع عملاء بفيلق القدس قضوا فترة في السجن عقب إدانات تتعلق بالإرهاب.
وطبقًا لتسجيلات يرجع تاريخها إلى 2 أبريل/نيسان 2012، تحدث شينليكجي مع رجل يدعى عبدالحميد تشيلك، أدين بقتل اثنين من معارضي النظام الإيراني في تركيا عام 1996 نيابة عن فيلق القدس، وحكم عليه بالسجن 12 عاما و6 أشهر.
لكن أطلق سراح تشيلك عام 2004 بعد الموافقة على مشروع قانون عفو قدمته حكومة رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان، وظل بعيدًا عن الأنظار لفترة حتى أعاد فيلق القدس تنشيطه لإدارة مجموعة مخططات.
وأشار "نورديك مونيتور" إلى أن تشيلك كان أيضًا مشتبها فيه بالتحقيق الخاص بفيلق القدس.
واطلع الموقع على عشرات التسجيلات التي تظهر شينليكجي رجلا متدينا يمجد رجال الدين الشيعة الإيرانيين، وقام بزيارات إلى المناطق المقدسة الشيعية في العراق وإيران.
كما سافر مرتين إلى إيران عامي 2012 و2013 في إطار مشروع يديره فيلق القدس، بحسب ملف التحقيق.
وكشفت التسجيلات كيف نظمت عناصر فيلق القدس تلك الرحلات. وأظهرت أختام الدخول والخروج الموجودة لدى شرطة المطار أن شينليكجي كان موجودًا في إيران لحوالي أسبوع بالفترة من 1 إلى 7 يونيو/حزيران 2012، ومن 14 إلى 20 مايو/أيار 2013.
وخلصت لائحة الاتهام التي أعدها مكتب المدعي العام في أنقرة عام 2002، إلى أن عناصر فيلق القدس حددوا أتراك لديهم آراء إيجابية عن النظام الإيراني، ونظموا مؤتمرات، ثم أرسلوهم إلى إيران في مجموعات صغيرة بحجة تلك المؤتمرات.
وفي تسجيل يعود تاريخه إلى 19 مارس/أذار 2012، تحدث شينليكجي عن مدى إعجابه برموز إيرانية عندما كان يتحدث عن رحلته لمدينة النجف العراقية.
وتوصل المحققون الأتراك إلى أن شينليكجي كان ينظم لقاءات خاصة مع مجموعة مختارة من الناس، بعضهم كانوا عناصر من فيلق القدس وعملاء، لدعم الأجندة الإيرانية داخل الحكومة التركية والقطاعات غير الحكومية.
وبحسب "نورديك مونيتور"، فإن قضية فيلق القدس في تركيا لم تصل إلى قاعة المحكمة أبدًا؛ لأن الحكومة التركية أوقفت التحقيق في فبراير/شباط عام 2014 بعد علمها به، خاصة أنه طال مسؤولين بالحكومة.
وتمكن شينليكجي من الهروب من القانون بفضل تدخل أردوغان، الذي على ما يبدو وفّر الحماية لعناصر موالية لإيران، وساعد مسؤوليهم من الفيلق في الهروب من تركيا.