إرما لن يكون الأخير.. خبراء يحذرون: القادم أكثر رعبا
بعد إعصاري إرما وهارفي خبراء يحذرون من موجات جوية قاسية
حذر خبراء من أن العالم في طريقه ليشهد مزيداً من الظواهر الجوية المرعبة مثل إعصاري إرما وهارفي.
ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، عن خبراء، أن الدول في جميع أنحاء العالم تحتاج إلى البدء في التخطيط لكيفية التعامل مع مثل تلك الظواهر، وإلا لن يتمكن من النجاة سوى الأغنياء؛ حيث من المرجح أن يتسبب الاحتباس الحراري في ظواهر جوية قوية، ومثل الأعاصير الأخيرة قد تضرب المناطق الفقيرة.
وقال خبراء إنه في الوقت الحالي مثل هذه الظواهر تعتبر نادرة، لكن مع مرور الوقت ستضرب مثل هذه الأعاصير بدرجة أقل لكن بقوة أكبر، مؤكدين أن "حقيقة أننا شهدنا اثنين من تلك الظواهر الاستثنائية في أسبوع واحد تعتبر إشارة على ما هو قادم إلينا".
وأوضح مايك لوكوود، من قسم الأرصاد الجوية بجامعة ريدنج، أن "الأعاصير الأمريكية، وإعصار هاتو، والفيضانات الموسمية في جنوب شرق آسيا، أظهرت خلال شهر واحد مدى ضعف البنية الأساسية التي وضعها البشر في مواجهة مثل هذه الأخطار".
وأوضح خبراء المناخ والطقس أنه يجب اتخاذ عبرة من طريقة تعاملنا مع الأحداث الجوية الأخيرة، والاستعداد للمزيد. ووفقاً للتوقعات المناخية في المستقبل فإن الأعاصير من هذا النوع ستكون أقل لكنهم سيكونون أكثر قوة.
وقال دان ميتشل، الباحث بجامعة بريستول، إن هذه الظواهر المناخية تقدم لنا دروساً حول مدى استعدادنا لمستقبل ذي حرارة أعلى، ويبدو أن الأمطار الغزيرة ستصبح أكثر قوة، جنباً إلى جنب مع موجات الحرارة والجفاف.
وأوضح الباحث أن "ظواهر مثل إرما وهارفي تساعدنا أيضاً في فهم ما إذا كنا مستعدين لها، ومن سيكون المتأثر الأكبر. وكل الأدلة تشير إلى أن المناطق الأكثر فقراً هي الأكثر عرضة للعديد من المخاطر المناخية، هذا فضلًا عن أنه عادة ما تكون المناطق الأقل حماية هي الأكثر تأثراً"
وأشار، كذلك، إلى أن مناقشة هذه التفاوتات ليست فقط ضمن صميم نقاشات تغير المناخ، لكن أيضاً جميع المناقشات التي تتحدث حول كيف يمكن أن نكون قادرين على مواجهة تلك الأخطار".
وحث جيفري كارجيل، الباحث بعلوم الغلاف الجوي والمياه بجامعة أريزونا، الحكومات على إعادة التفكير في رفضهم قضية تغير المناخ، والعمل على جعل بلادهم قادرة على مواجهة مثل هذه الظواهر الجوية العنيفة.
كان الإعصار العنيف "إرما" قد تسبب بإبادة جزر وإسقاط ضحايا وتدمير شبه كامل للمرافق في جزر الكاريبي وبورتو ريكو، وانضم إليه إعصاران آخران في المحيط الأطلسي هما خوسيه وكاتيا.
وارتفعت حصيلة ضحايا "إرما" في الكاريبي إلى 14 قتيلا، فيما تستعد ولاية فلوريدا للأسوأ مع توجه هذا الإعصار بسرعة 260 كم/الساعة على الأقل نحو السواحل الأمريكية.
ومن المتوقع أن يصل الإعصار إلى الساحل الأمريكي الجنوبي الشرقي، بدءاً بفلوريدا مروراً بجورجيا ووصولاً إلى كارولاينا الجنوبية، حسب المركز الأمريكي لمراقبة الأعاصير، الذي يتوقع ارتفاع مستوى الأمواج الطبيعي 8 أمتار، وحدوث "فيضانات قاتلة وخطرة" خلال الساعات الـ36 القادمة.
وقد ضرب إعصار هارفي -المصنف ضمن الفئة الرابعة- سواحل ولاية تكساس الأمريكية، وقال عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "إنه تحول إلى إعصار معقد وخطير".