هل ليلة القدر ليلة 27 رمضان بالفعل؟.. وكيف نغتنمها ونفوز بالجنة؟
وفق قول كثير من العلماء، يتحرى المسلمون ليلة القدر ليلة 27 رمضان راجين من الله العفو والعافية، التي تصادف هذا العام يوم الإثنين 17 أبريل 2023.. فاغتنموها.
تعلقت أذهاننا بفكرة- قد تكون عين الصواب أو غير ذلك- حددت ليلة القدر ليلة 27 رمضان من كل عام، فصرنا مع التماس العشر الأواخر من الشهر الكريم، نركز جهودنا بشكل خاص على ليلة السابع والعشرين من رمضان باعتقاد راسخ أنها ليلة القدر، فتمتلئ ليلتها المساجد وتعج بالمصلين والداعين.. ولكن هل هذا الاعتقاد سليم؟
ليلة القدر 2023.. موعدها وفضلها والأعمال المستحبة فيها
هل ليلة القدر ليلة 27 رمضان؟
ما نعرفه يقينا أن الله سبحانه وتعالى أخفى موعد ليلة القدر عن عباده، مثلما فعل مع إخفاء يوم القيامة وآجال الأشخاص وأعمارهم وساعة الإجابة في يوم الجمعة، فجعل الرسول الكريم ينساها حتى يرى منهم الاجتهاد والسعي والاستزادة في العبادة والعمل الصالح، فذُكر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: "أُريتُ اياة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر".
ولذلك نلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، ثم نركز على الليالي الوترية حسبما روي عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها- ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان".
أما أن ليلة القدر ليلة 27 رمضان وأنها ثابتة كل عام، فمأخوذ عن قول أُبي بن كعب رضي الله عنه عندما سُئل عنها: "والله إني لأعلمها، وأكثر علمي هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين"، ومع ذلك يشير علماء وأئمة أن ليلة القدر متغيرة كل عام، وأن ليلة 27 رمضان هي شكل من أشكال الاحتفال بها، ولذلك الاجتهاد في العشر الأواخر جميعا هو الأفضل.
علامات ليلة القدر بالأدلة من السنة النبوية
سعي المسلمين إلى معرفة ليلة القدر ليلة 27 رمضان بالفعل أم لا، يأتي من رغبتهم جميعا في الفوز بها، قهي ليلة العتق من النار وغفران الذنوب، والاعتقاد بأنها توافق ليلة بعينها يفتح أبواب الأمل أمام الفدرة على اغتنامها، خاصة أن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".
من الأفضل، أن يسعى العبد طوال أيام العام لينال رضا ربه الحليم ويقتدي برسوله الكريم، ومن سبل طمأنة النفس أنها قد بلغت ليلة القدر هي تحريها في العلامات التي ذُكرت في السنة، ومنها أن ليلة القدر:
- سمحة يعمها السلام حتى طلوع الفجر.
- بلجة مضيئة.
- السماء فيها صافية لا أثر لشهب أو نجوم.
- يبدو القمر مثل "شق جفنة"، أي نصف قطعة.
- تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء دون شعاع.
- تسكن فيها الرياح.
- يشعر فيها المسلم بانشراح الصدر.
- لا حارة ولا باردة.
كيفية إحياء ليلة القدر
"ليلة القدر خير من ألف شهر" كيف يمكن أن يُحي المسلم هذه الليلة ويغتنم فضلها العظيم؟ سواء كانت ليلة القدر ليلة 27 رمضان أو أي من ليالي العشر الأواخر من الشهر الكريم، فعلى المسلم العابد الصائم أن يسعى إلى تحري ليلة القدر والاستزادة في العبادة، فيقوم على:
- قيام الليل.
- الإلحاح في الدعاء.
- الصلاة على النبي الكريم.
- الاستغفار.
- العمل الصالح من فعل طيب أو صدقة حسنة.
- صلة الرحم.
- تلاوة القرآن.
دعاء ليلة القدر
قال الله تعالى في كتابه الكريم "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"، يحب الله الدعاء ويعدّه عبادة مستقلة، ويحب العبد اللحوح في دعائه، وفي ليلة القدر ليلة 27 رمضان المباركة على المسلم أن يُكثر من ذكر الله، والدعاء بما هو خير وما يجري على لسانه ويجود به قلبه، راجيا من الله القبول.
ومتى دعى العبد ربه استجاب له، فقد يدعو بما ورد عن حديث عائشة رضي الله عنها قال: قلت: يا رسول الله ، أرايت إن وافقت ليلة القدر، بم أدعو؟ قال: قولي:
"اللهم إنك عفو قدير تحب العفو فاعف عني"
وهو الدعاء الذي يمكن ترديده ليلة القدر ليلة 27 رمضان حين يجد المسلم أنه لم يجد ما يعبر عن خوالج نفسه، كما يمكنه أن يقول: "اللهم اهدنا فيمن هديت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقِنا شرّ ما قضيت"، والأهم أن تُخلص النية لله وتسعى في رضاه.
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA= جزيرة ام اند امز