بحضور "العين الإخبارية".. قطار الجيش الليبي يصل إلى محطة "الوحدة"
في خضم أزمة سياسية يسعى الليبيون والمجتمع الدولي لحلها عبر انتخابات مرتقبة في 2023، أعلن الجيش الليبي توحده وراء تأمينها، في خطوة كان يترقبها الليبيون وتحث الأمم المتحدة على بلوغها.
وحضرت "العين الإخبارية" اجتماعا عقده الفريق أول عبد الرازق الناظوري رئيس أركان القوات المسلحة التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي في شرق البلاد مع نظيره الفريق محمد الحداد رئيس أركان قوات حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية في الغرب الليبي، وذلك في مدينة بنغازي (شرق) التي يزورها الأخير للمرة الأولى.
وهدف الاجتماع إلى الوقوف على آخر ما توصلت إليه اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) خلال اجتماعاتها الفترة الماضية في القاهرة وتونس وطرابلس وسرت، التي نظمتها كلها البعثة الأممية لدى ليبيا ممثلة في المبعوث الخاص للأمين العام عبد الله باتيلي.
الناظوري: جاهزون لتأمين الانتخابات
وخلال الاجتماع الذي حضره رؤساء الأركان النوعية ومديرو الإدارات العسكرية من الطرفين، أعلن الفريق أول عبد الرازق الناظوري أن "الجيش الليبي جاهز لحماية الانتخابات حال ما يتفق الليبيون عليها".
وقال الفريق أول الناظوري إن "كل يوم يمر يثبت أن القادة العسكريين في ليبيا مهما كان الاختلاف بينهم فهم قادرون على التقارب وسد الفجوة بأقرب ما يمكن".
وأضاف أن "المؤسسة العسكرية تتلاشى فيها الانتماءات القبلية والحزبية والسياسية، ولأنها من أهم الركائز في الدولة فهي لا تعترف إلا بالهوية الليبية لكل المواطنين".
الفريق الناظوري قال أيضا إن "أبناء المؤسسة العسكرية الليبية لهم القدرة على تناسي خلافاتهم، والانطلاق نحو أهدافهم المتمثلة في حماية الوطن والمواطن والدفاع عن سلامة وسيادة أراضي البلاد".
وأضاف أن "الجيش الليبي شرقا وجنوبا وغربا بعيد كل البعد عن التجاذبات السياسية ولن نكون أداة لأي طرف سياسي، ونؤكد أننا جاهزون لحماية الانتخابات حال ما يتفق الليبيون عليها ".
الحداد: ليبيا تمر بأسوأ حالاتها
من جانبه، وخلال ذات الاجتماع الذي استمر حتى الساعات الأولى من فجر الجمعة، أكد الفريق محمد الحداد سعيه للحفاظ على وحدة التراب الليبي، مشيرا في الوقت نفسه إلى استعداد الجيش لـ"مساعدة من يريد الانتخابات".
وقال الحداد: "مددنا يد السلام لأن ليبيا تمر بأسوأ حالاتها بسبب الحروب"، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع جاء لاستكمال ما تمت مناقشته في وقت سابق، وتطبيق ما تم الاتفاق عليه.
ومنذ عامين، وضمن المسار الأمني لحل الأزمة الليبية الذي ترعاه الأمم المتحدة يجري العسكريون الليبيون المنخرطون في اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5 ) المشكلة من 5 عسكريين يمثلون الجيش الليبي في شرق البلاد ومثلهم من المؤسسة العسكرية في غربها مباحثات مكثفة.
تلك المباحثات التي انطلقت بعد توقيع أعضاء اللجنة الممثلين لأطراف النزاع العسكري على اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف قبل عامين، تهدف إلى السعي لتنفيذ بنود ذلك الاتفاق، ومن أبرزها إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، إضافة لتوحيد المؤسسة العسكرية.
وسبق أن أعلن العسكريون الليبيون في 19 يوليو/تموز الماضي اتفاقهم مبدئيا على توحيد المؤسسة العسكرية، وناقشوا آلية بدء توحيد بعض الإدارات والهيئات العسكرية في اجتماع ضم أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 والناظوري والحداد.
وفي 17 مارس/آذار الماضي وخلال ترؤسه اجتماعا لمجموعة العمل الأمنية الدولية المنبثقة عن مؤتمر برلين في تونس بحضور لجنة (5+5) ومشاركة الناظوري والحداد أيضا طالب المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي، المؤسسات الأمنية الليبية بمواصلة العمل معاً من أجل السلام والاستقرار في ليبيا ودعم خلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة وشفافة خلال العام الجاري 2023.
وفي 27 مارس/آذار الماضي اتفقت قيادات المؤسسة العسكرية والأمنية بشرق ليبيا ونظرائهم في المنطقة الغربية على مواصلة طريق توحيد المؤسسة العسكرية وإيجاد حكومة موحدة للبلاد وأن يكون الحوار بينهم ليبي – ليبي، وذلك وفق بيان صدر عن اجتماع لأعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية بالمنطقة الغربية والشرقية في طرابلس.
وإلي جانب المسار العسكري تشرف البعثة الأممية لدى ليبيا على مباحثات سياسية أخرى تهدف للوصول إلى انتخابات تحل أزمة صراع على السلطة بين حكومة عينها مجلس النواب مطلع العام الماضي برئاسة فتحي باشاغا وحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب، على حد قوله.
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز