بايدن والولاية الثانية.. السير على "أشواك الوقت والوثائق"
موقف معلق وأزمات متعددة، آخرها تلك الخاصة بالوثائق السرية، تحيط مستقبل الديمقراطيين في البيت الأبيض بكثير من الشكوك.
إذ اعتبر مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية أن الرئيس الأمريكي ما لم يعلن موقفه من الترشح لولاية رئاسية ثانية خلال الستة أشهر القادمة بحد أقصى فستتقلص بشكل كبير فرص الديمقراطيين في الاحتفاظ بالبيت الأبيض إذا ما قرر بايدن الاكتفاء بفترة واحدة.
وقال المقال الذي كتبه وزير العمال الأمريكي السابق روبرت ريش، إن الرئيس الأمريكي لديه فرصة جيدة إذا ما قرر إعلان ترشحه لفترة قادمة باعتبار أنه لا توجد أسماء بارزة الآن بين صفوف الديمقراطيين مؤهلة لخلافته وخوض الحملة الانتخابية في هذه الفترة الزمنية الضيقة.
وذكر الكاتب أن التقارير التي أفادت بالعثور على أكثر من 6 وثائق، بعضها سري، في مقر إقامة الرئيس جو بايدن في ويلمنجتون بولاية ديلاوير، بما في ذلك وثائق من وقته كعضو في مجلس الشيوخ وأخرى من وقته كنائب للرئيس، أقلقت بعض الديمقراطيين بشأن فرص بايدن كمرشح في عام 2024.
وفي السياق ذاته، يمكن النظر إلى المغادرة الوشيكة لرئيس فريق موظفي الرئاسة، رون كلاين، كإشارة على أن بايدن وإدارته على وشك اتخاذ موقف ما، مما يعيد إحياء للتساؤلات حول ما إذا كان ينبغي للرئيس البالغ من العمر 80 عامًا أن يترشح مجددا.
ووفقا للكاتب، فإن النقاش حول إعادة انتخاب بايدن يخلط بين أمور مختلفة، ينبغي التعامل مع كل منهما بشكل منفصل.
وأول هذه الأمور هو مسألة ما إذا كان بايدن قد قام بعمل جيد حتى الآن. وفي هذه النقطة، قال الكاتب إن بايدن لم يكن قادرًا على تحقيق كل ما كان يهدف إليه تقريبًا عندما كان الديمقراطيون يسيطرون على مجلسي الكونغرس.
لكن إنجازات بايدن في الاقتصاد والمناخ والبنية التحتية والدفاع عن الديمقراطية كانت كبيرة رغم ذلك، وأكثر أهمية بكثير من هفواته في الانسحاب من أفغانستان والاحتفاظ بالخطأ ببعض الوثائق السرية، وفق الكاتب ذاته.
ومن الأمور الأخرى مسألة حقه في الترشح مجددا. وقال الكاتب إنه بكل تأكيد. الرئيس الحالي يتمتع دائمًا بصلاحية الترشح لولاية ثانية. كما أنه لا يوجد خصم ديمقراطي جاداً يلوح في الأفق.
بديل ديمقراطي؟
أما الأمر الأهم من وجهة نظر الكاتب فهو مسألة البديل الديمقراطي المحتمل لبايدن. وقال إنه فور إعلان بايدن أنه سيكون المرشح الديمقراطي، فمن غير المرجح أن يعلن الديمقراطيون الآخرون الترشح.
وتابع "ولكن ما لم يعلن بايدن في غضون الأشهر الستة المقبلة موقفه أو أنه لن يترشح مرة أخرى، فسيكون من الصعب على المرشحين الديمقراطيين الذين يحتمل أن يكونوا مؤهلين، اكتساب قوة جذب كافية للحصول على فرصة جيدة في عام 2024".
الكاتب أثار أيضا مسألة ما إذا كان بايدن سيكون قائدًا مقتدرًا للولايات المتحدة عندما يكون في منتصف الثمانينيات من عمره. وقال إن وظيفة الرئاسة الأمريكية مرهقة جسديًا وعقليًا، حتى بالنسبة للأشخاص في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من العمر.
ومضى قائلا "إذا أعيد انتخاب بايدن، فسيبلغ 86 عامًا في نهاية ولايته الثانية. وهذا مقلق للغاية، بالنظر إلى ما نعرفه عن التدهور الطبيعي للدماغ والجسم البشري. وربما يكون ذلك الأمر هو ما سيستخدمه منافسوه ضده بشكل أساسي".
في سياق متصل، قال تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن حقيقة قيام ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي بتفتيش المنزل الخاص لرئيس حالي لا تزال غير عادية، لكن البيت الأبيض يسعى إلى التقليل من شأنها، لما لها من تداعيات سياسية محتملة للرئيس الديمقراطي المقبل على قرار بشأن موقفه من الترشح لولاية ثانية.