هل يمكن حقا خفض حرارة المدن؟
هناك مدن فرضت عليها طبيعتها الصحراوية الحارة مناخًا، قد لا يتحمله سكانها؛ خاصة مع تفاقم الاحترار العالمي؛ فما العمل؟
تعاني أكثر من 450 مدينة حول العالم من ارتفاع درجات الحرارة؛ فالمدن هي أكبر المناطق استهلاكًا للطاقة وتُصدر كميات كبيرة من انبعاثات الغازات الدفيئة. كما أنّ معظمها يفتقر إلى البنى التحتية المستدامة، وتستخدم الأسفلت الذي يحبس الحرارة، إضافة إلى الحرارة الناتجة عن تلوث السيارات والأنشطة الصناعية، ما يساهم في رفع درجات حرارة المدينة، مقارنة بالمناطق المحيطة، وقد تحدث في المدينة ظاهرة «الجزر الحرارية الحضرية» (UHI).
صحة الإنسان
يعيش أكثر من 1.7 مليار شخص حول العالم في ظروف شديدة الحرارة، كل هذا يعود بالسلب على صحة الإنسان؛ فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الحرارة المرتفعة ترفع معدلات الوفيات. كما يمكن أن يؤدي التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة إلى الإصابة ببعض الأمراض، مثل: القلب والأوعية الدموية، والجهاز التنفسي والجفاف وضربات الشمس.
هناك بعض الفئات أكثر عرضة من غيرهم للخطر الناتج عن الحرارة المفرطة، لعل أبرزهم: العاملون في الهواء الطلق، الرياضيون، المشردون، كبار السن، الأطفال، النساء الحوامل، الأفراد المصابون بحالات طبية معينة تجعلهم غير قادرين على تنظيم درجات حرارة أجسامهم، وبعض الأسر منخفضة الدخل الذين يفتقرون إلى رفاهية الوصول إلى تكييف الهواء.
محاولة لخفض الحرارة
في يوم 11 يناير/كانون الثاني 2024، نشرت دورية «نيتشر سيتيز» (Nature Cities) ورقة بحثية، أجرتها مجموعة بحثية دولية، تُشير إلى إمكانية خفض درجات حرارة مدينة مثل العاصمة السعودية الرياض 4.5 درجة مئوية، علمًا بأنها واحدة من أكثر المدن حرارة، وقد تتجاوز درجات الحرارة فيها خلال فصل الصيف 50 درجة مئوية. وباعتبارها العاصمة؛ فهي معرضة إلى أن يزداد فيها الضغط الحضري، ما يعزز ارتفاع درجات الحرارة. وعند التدقيق في أسماء الباحثين، نجد أنه قد شارك في البحث 3 باحثين من الهيئة الملكية لمدينة الرياض.
اقترح الباحثون بعض الاستراتيجيات التي يمكنها خفض درجات حرارة الرياض 4.5 درجة مئوية عبر استخدام بعض تقنيات التبريد، وفي نفس الوقت، خفض استهلاك الطاقة. تلك الاستراتيجيات تُساهم في خفض درجات الحرارة في المدن ذات المناخ الصحراوي الحار، وليست مدينة الرياض فقط. إليك بعض من الاستراتيجيات:
- استخدام مواد فائقة البرودة وتطبيقها على أسطح المباني، ما يُقلل احتياجات التبريد من أجل تقليل الطاقة المستهلكة من أجل الاستدامة.
- تعزيز البنية التحتية للمدينة، على أن يتم تصمميها بصورة تساعدها على خفض درجات الحرارة بالمدينة.
- تقليل استهلاك أنظمة التبريد في المدينة، ما يساعد في تقليل الطاقة، وبالتالي خفض الانبعاثات.
تفاقمت أزمة التغيرات المناخية، واليوم يسعى العلماء والباحثون لإيجاد حلول للتخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، لعل خطط خفض درجات حرارة المدن تكون من الاستراتيجيات الواعدة للتصدي لهذه الأزمة.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز