هل الذنب مضاعف في رمضان؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي

مع حلول شهر رمضان المبارك، يتساءل كثيرون حول ما إذا كانت الذنوب تتضاعف كما تتضاعف الحسنات، وما أثر ارتكاب المعاصي في هذا الشهر الفضيل؟
يُعدّ شهر رمضان موسمًا للطاعات وفعل الخيرات، وهو فرصة لتعزيز القرب من الله عز وجل من خلال الصيام والصلاة والعبادات المختلفة. لذا، توضح دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي حول ما إذا كان الذنب يتضاعف في شهر رمضان.
هل الذنوب تضاعف كما تتضاعف الحسنات؟
أوضح الدكتور مجدي عاشور، المستشار الديني لمفتي الجمهورية، أن الحسنات تتضاعف في رمضان وفقًا للمقياس العقلي والشرعي، مستشهدًا بما ورد في صحيح ابن خزيمة عن النبي ﷺ:
"أيها الناس، قد أظلّكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعًا، من تقرب فيه بخصلة من الخير، كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى فيه سبعين فريضة فيما سواه."
وأضاف عاشور، في مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء المصرية عبر قناتها الرسمية على يوتيوب، أن ارتكاب الذنوب في رمضان أشد جرمًا نظرًا لقدسية الشهر، إذ لم يُراعِ فاعلها حرمة الوقت.
وأكد أن العبد يجب أن يستعين بالله، ويبتعد عن المعاصي، ويلجأ إلى الاستعاذة من الشيطان، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:
"إذا كان يومُ صَومِ أحدِكم فلا يَرفُثْ، ولا يصخَبْ، فإن سابَّهُ أحدٌ، أو قاتَلَهُ، فلْيَقُلْ: إنِّي امرؤٌ صائِمٌ."
تغليظ الذنب في رمضان وليس مضاعفته
أوضح مستشار المفتي أن الشريعة الإسلامية لا تنص على مضاعفة الذنوب من حيث العدد في رمضان أو غيره، لكن الذنب يُغلَّظ بسبب قدسية الشهر، تمامًا كما تُغلَّظ العقوبات عند ارتكاب المعاصي في الأماكن المقدسة كالمسجد الحرام.
وختم حديثه بالدعوة إلى استغلال هذا الشهر في الطاعات، وعدم التفريط في الأجر العظيم الذي يُمنح للصائم القائم، والحرص على البعد عن الذنوب والمعاصي تعظيمًا لحرمة الشهر الفضيل.