النية في صيام رمضان.. حكمها وهل يجب تجديدها يوميًا؟

تعد النية شرطًا أساسيًا لصحة الصيام، حيث يكتفي البعض بعقدها مع بداية شهر رمضان، بينما يرى آخرون ضرورة تجديدها يوميًا، فما أهمية النية في صيام رمضان؟
تعتبر النية أحد الركائز الأساسية في العبادات، إذ تحدد مقصد الإنسان وهدفه، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه:
"إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" متفق عليه.
حكم النية في الصيام
أكد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة النية للصيام في حديثه: "مَنْ لَمْ يَجْمَعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ" (رواه: أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه).
متى تُعقد نية صيام رمضان وأين محلها؟
مكان النية هو القلب، ولا يشترط التلفظ بها، وتُعد ركنًا أو شرطًا حسب اختلاف المذاهب الفقهية. يرى بعض العلماء ضرورة تجديدها يوميًا، مع وجوب تبييتها ليلًا قبل الفجر، وأن يُحدد الصائم نوع صيامه إذا كان فرضًا، فيقول مثلًا: "نويت صيام غد من شهر رمضان".
اختلاف الفقهاء حول تجديد النية
هناك اختلاف بين المذاهب حول تجديد النية:
- يرى بعض الفقهاء أن النية يجب أن تُعقد يوميًا، ويمتد وقتها من غروب الشمس حتى ما قبل منتصف النهار، شريطة أن يكون ما تبقى من النهار أطول مما مضى.
- وفقًا للمذهب المالكي، تكفي نية واحدة لصيام الشهر كله مع بداية أول ليلة في الشهر الكريم، نظرًا لأن صيام رمضان عبادة متتابعة.
- في حين لم يشترط الحنفية التلفظ بالنية لصيام رمضان، حيث يعتبر الصوم صحيحًا بمجرد الامتناع عن المفطرات مع نية الصيام القلبية.
الأفضلية في تجديد النية
يستحب أن يجدد الصائم النية كل ليلة من ليالي رمضان، ولكن إن خشي نسيانها، فله أن ينوي من الليلة الأولى قائلاً: "نويت صيام شهر رمضان الحاضر لوجه الله تعالى"، مما يجعله مستمرًا على النية طوال الشهر وفق بعض الآراء الفقهية.