سياسة
الحرائق والدروع البشرية تكتيك داعش لعرقلة معركة الموصل
داعش يتبع تكتيكا يشمل عدة وسائل لعرقلة تقدم الجيش العراقي في الموصل.
بعد فترة وجيزة من شروق الشمس ظهرت دائرة كبيرة من الدخان مثل هالة فوق الموصل القديمة، غرب المدينة، وهي علامة للقوات العراقية المتقدمة على أن تنظيم داعش الإرهابي لن يستسلم بلا قتال.
هالة الدخان يفتعلها مقاتلي التنظيم بحرق الأقمشة والسيارات وحتى المنازل، وذلك في محاولة لحجب الرؤية عن طائرات التحالف الدولي، ثم يبدأ التنظيم في تنفيذ هجومه المضاد، وذلك باستخدام موجة من السيارات المفخخة وقذائف الهاون، وفقًا لصحيفة "تليجراف" البريطانية.
وما يزيد من صعوبة استعادة البلدة القديمة، أن الشوارع ضيقة وذات كثافة سكانية عالية، مما يجبر القوات على التخلي عن عربات الهمفي لخوض القتال من منزل إلى منزل.
ومنذ بدء الهجوم على غرب الموصل الشهر الماضي فر حوالي 50 ألف مواطن، ولكن لا يزال هناك شكوك بوجود أكثر من نصف مليون شخص عالق في حوالي 25% من مساحة المدينة، التي لا تزال أسفل سيطرة داعش.
وقالت "تليجراف" إنها شاهدت فرار آلاف من المواطنين في اليومين الماضيين، الذين قالوا إن داعش استخدمتهم بمثابة دروع بشرية وهددوهم بالقتل إذا حاولوا الفرار.
كما يتحصن العديد من المواطنين في منازلهم لأيام بدون طعام أو مياه، مع احتدام المعركة.
وأمس الجمعة، سار المواطنون الفارون عبر حطام السيارات المحترقة والحفر في حي المنصور وأعلى التل إلى مركز الفحص، حيث تم فصل الرجال عن النساء والأطفال وتحميلهم على الشاحنات.
وأمسكت إحدى السيدات برضيعها ورفعت قميصه لتظهر ضلوعه البارزة بوضوح شديد وبطنه المنحنية إلى الداخل، بينما ركض أطفالها الأكبر سنًا إلى الجنود الذين كانوا يوزعون الخبز.
بعد 3 أشهر من تحرير شرق الموصل، لا يزال داعش يشن هجمات على هذا الجانب من المدينة، وأمس الجمعة أطلق مقاتلون في غرب الموصل صواريخ على مسجدين في الشرق، حيث كان يجتمع المئات لأداء صلاة الجمعة.
ويقول الرقيب علاء حسن، إن تنظيم داعش يعرف أنهم يخسرون ومن ثم يشنون هجوماً عنيفاً على المناطق المحررة لمعاقبة الناس، مؤكداً أن التنظيم لن يفوز في هذه الحرب، ولكن الأمر يتعلق بإنقاذ الجيش أكبر قدر ممكن من الناس قبل هزيمة داعش.
aXA6IDMuMTQ4LjEwNi40OSA= جزيرة ام اند امز