قوات أمريكا بالعراق.. رغبة التخفيض تصطدم بداعش وإيران
يأتي الضغط المتزايد على الولايات المتحدة لتقليل وجودها العسكري في العراق مع تصاعد الهجمات التي يشنها التنظيم الإرهابي
حذرت صحيفة أمريكية من تصاعد هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسط جدل حول مستويات تواجد القوات الأمريكية، في ظل تحدي تقليص نفوذ إيران في تلك البلد.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن عناصر التنظيم يتسللون سيرا على الأقدام لشن هجمات خفيفة بقذائف صاروخية، ومدافع رشاشة ويزرعون قنابل على الطريق لقتل أي شخص يهرع لمساعدة الحراس المحليين.
وأوضحت أن استراتيجية التنظيم بالعراق في 2020، تعتمد على تقنية وتكلفة منخفضة، وتكثيف تواجده في المناطق الريفية والأهداف الأولى هي نقاط تفتيش نائية للشرطة، وعمليات قتل مستهدفة لمسؤولين محليين رفضوا التعاون مع مطالب داعش.
وعلى الرغم من أنه لم ينفذ هجمات واسعة على النطاق الذي قام به قبل بضع سنوات، فقد بدأ عدد الهجمات في التزايد مرة أخرى.
لكن الهجمات بدأت في العودة خلال العام الماضي، وزادت بشكل مطرد منذ منتصف عام 2019، وفقًا لبيانات جمعها مايكل نايتس وأليكس ألميدا من "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى".
وقال نايتس: "الولايات المتحدة تبحث في المكان الخطأ إذا كانت تبحث عن الهجمات التي شهدناها في 2014، داعش يحاول خلق معاقل ريفية".
مؤيدا تلك النظرية، قال جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص إلى المنطقة، إن داعش "لا يزال يشكل تهديدًا خطيرا وقادرا على الصمود".
وأضاف: "بالنظر إلى تاريخ التنظيم ومن قبله القاعدة يجب على الجميع توخي الحرص والحذر ببساطة للقضاء على حركة إرهابية في خطورة داعش".
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما يبدأ مفاوضون أمريكيون وعراقيون جولة جديدة من المحادثات الاستراتيجية، الخميس، ستكون مسألة سبل التصدي لعودة داعش "الهادئة"، وكم المساعدة الأمريكية المطلوبة للقيام بذلك في محور النقاش.
ولفتت إلى أنه يوجد حاليا نحو 5200 جندي أمريكي في العراق، مهمتهم الرئيسية هي مكافحة الإرهاب وتدريب القوات العراقية.
من جانبها، تعتبر إدارة الرئيس دونالد ترامب أن الوجود الأمريكي أمرا حاسمًا في منع عودة ظهور داعش، و"حصنا" ضد القوة الإيرانية في العراق، ولذلك تريد أن تبقي على قوة كبيرة هناك.
ضغوط من الجانبين
وقالت الصحيفة، إنه بينما يشكك الكونجرس على نحو متزايد في استمرار وجود القوات الأمريكية في العراق، يبدو "البنتاجون" متردد بشأن الاحتفاظ بأكثر من الحد الأدنى المطلق للقوات هناك، لأنهم تعرضوا لهجوم من قبل الميليشيات المدعومة من إيران.
وأسفر هجوم على قاعدة "عين الأسد" العراقية في مارس/ آذار عن مقتل 3 جنود من التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، 2 منهم أمريكيان، وإصابة 14 آخرين.
ومنذ ذلك الحين، عزز الجيش الأمريكي قواته في عدد أقل من القواعد، وعلق بشكل منفصل، مهام التدريب في الأشهر القليلة الماضية بسبب مخاوف من فيروس "كورونا".
ويعتقد مسؤولو البنتاجون أنهم قادرون على القيام بالمهمة بما يقرب من نصف القوة الأمريكية الحالية ولديهم خطط لخفض عدد القوات في العراق ما بين 2500 إلى 3000، جندي، لكن ليس لديهم أرقام ثابتة أو جدول زمني.
لكن أعضاء آخرين في التحالف العسكري الذي يضم 29 دولة خفضوا بالفعل أعداد قواتهم إلى النصف، إلى حوالي 1200 جندي، بسبب جائحة "كورونا".
وعلى الجانب العراقي، أصدر برلمان البلاد الغاضب من الضربات الجوية الأمريكية قرارًا في يناير/كانون الثاني يطالب بانسحاب القوات الأمريكية، ولم تتخذ الحكومة أي إجراء حيال هذا القرار "غير الملزم"،
وتسعى واشنطن إلى تقليص نفوذ طهران على قوات الأمن العراقية، في حين ترغب بغداد في ضمانات أقوى بأن الولايات المتحدة لن تثير صراعا مع إيران على أراضيها.
بالإضافة إلى مناقشة الوجود العسكري الأمريكي، فإن المحادثات الاستراتيجية، التي ستجري عبر تقنية الفيديو ويتوقع أن تستمر لعدة أشهر، ستغطي أيضا الطاقة والاقتصاد، وفقا للصحيفة.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA== جزيرة ام اند امز