"داعش" بعد البغدادي.. سيناريوهات الأفول و"التفريخ"
رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية يؤكد أنه من الخطأ الاعتقاد أن التنظيم الإرهابي انتهى بمقتل زعيمه.
بين من يعتقد أن تنظيم داعش الإرهابي انتهى بمقتل زعيمه أبوبكر البغدادي في إدلب السورية، ومن يرجح أن التنظيم الإرهابي قادر على "تفريخ" آخر أشد تطرفا، تمضي قراءات خبراء أمنيين لسيناريوهات تطرح نفسها في خضم التطورات الراهنة.
رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، واثق الهاشمي، اعتبر أنه من الخطأ الاعتقاد أن التنظيم الإرهابي انتهى بمقتل زعيمه.
- تحذيرات من هجمات عشوائية لداعش إثر مقتل البغدادي
- جاسوس بدائرة البغدادي المقربة.. سرق ملابسه وقاد لمخبئه
وفي قراءته لواقع ومستقبل التنظيم الإرهابي، عقب مقتل زعيمه في عملية نوعية نفذتها قوة أمريكية خاصة استهدفت مخبأه في قرية باريشا بمحافظة إدلب السورية، قال الهاشمي إن "الحديث عن انتهاء تنظيم داعش الإرهابي سابق لأوانه، لأنه في حال ألقينا نظرة على تاريخ التنظيمات الإرهابية، سنقف على حقيقة أنه عندما ينتهي التنظيم، فإنه يستولد أو يستفرخ تنظيم يكون أشد قسوة، وأكثر قتلا وتدميرا، وأكثر تطرفا".
وأضاف، في حديث لـ"العين الإخبارية": "على سبيل المثال، لو نقارن بين القاعدة وداعش، فإن التنظيم الأول كان يعتمد على العمليات الانتحارية دون التفكير في إقامة 'دولة'، بعكس التنظيم الثاني الذي أسس دولة الخلافة المزعومة، واعتمد عمليات قتل ممنهجة وذبح وسبي لنساء من ديانات مختلفة، واستهدفوا المتاحف والآثار خصوصا في العراق".
إحباط
ووفق الهاشمي فإن "داعش يعيش حاليا أزمة تعود جذورها لعدة أسباب، أبرزها أن جميع قياداته الموجودة بما في ذلك البغدادي وغيره من القيادات التاريخية للتنظيمات الإرهابية، من (أسامة بن لادن/ زعيم القاعدة) وصولا إلى زعيم داعش المقتول، جرت تصفيتها في عمليات نوعية في العراق وسوريا، وهذا ما يفجر حالة إحباط بصفوف التنظيم".
ولفت إلى أن "البغدادي لجأ قبل شهرين إلى تفويض قيادة التنظيم إلى ما تسمى بـ'اللجنة الأمنية'، ومنحها حق الإدارة لما يسمى بالتنظيم الخيطي، وهذا أيضا مؤشر آخر على الإحباط".
وألمح إلى وجود "مشكلة في خلافته، وسط ترجيحات بأنه تم حسم الأمر ببيعة أبوالعراقي عمر التركماني، زعيما جديدا للتنظيم".
وفي ظل الإحباط المطبق على التنظيم، رأى الخبير أن هناك فرصة للتعاون بين الدول المعنية، أي العراق ودول الجوار وبلدان أخرى، عبر "تنسيق استخباراتي ينهي الخلايا النائمة للتنظيم، لأنه في حال انقضاء الوقت دون القيام بهذه الخطوة، فإن التنظيم سيجند آخرين ويعيد إنتاج قوته مجددا".
ولفت إلى أن مشكلة التنظيم منذ فترة طويلة كانت عمليات المتطوعين، إذ كان لديه في حدود 100 ألف متطوع شهريا، ثم انخفضت إلى 50 ألفا وحاليا صفر، ما يعني أن التنظيم يعاني من أزمة حادة في التمويل.
ودعا الخبير إلى جعل هذه النقطة محور الاهتمام الآن، وعدم إعطاء فرصة للتنظيم ليعيد إنتاج نفسه من جديد، مشددا على أن "من يقول داعش انتهى بنهاية البغدادي، خاطئ".
سيناريوهات أخرى
من جانبه، رأى هشام الهاشمي، الباحث العراقي في شؤون مكافحة الإرهاب، أن "الخمول في القواطع العملياتية بالعراق وسوريا قد يمنح الوقت للتنظيم لاختيار خليفة للبغدادي".
وأضاف، لـ"العين الإخبارية"، قائلا: "ستتفاقم في حال جرى اختيار بديل غير عراقي أو شامي، في وقت يتحدث فيه البعض عن احتمال أن يكون البديل أبوصالح الجزراوي أو أبوعثمان التونسي، وكلاهما من المتطرفين ولديهما نظرة استعلاء على العراقيين والشاميين".
سيناريو آخر يفرض نفسه، وفق الخبير، وهو احتمال عودة قواعد داعش إلى تنظيمي "أنصار الإسلام" و"القاعدة" في العراق، والتحاقهم بتنظيم "حراس الدين" في سوريا، كما يمكن لجبهة النصر (هيئة تحرير الشام حاليا) استغلال الانقسامات الحادة داخـل داعش، وجذب عناصر إضافية إليها، وذلك من خلال التهدئة والاحتواء، والنصرة تجيد ذلك".
احتمال آخر يمكن أن يتجسد في سوريا واليمن وغرب أفريقيا، يقوم عـلى فكـرة مفادها أن أوضـاع هذه المناطق تختلف عن العراق، وأن "داعش الأقل قوة الآن فيها قد يضطر إلى التعاون في الوقت الراهن مـع تنظـيم "القاعـدة"، ليشكلا سويا قوة أكثر تطرفا تسعى لاستغلال الأوضـاع الراهنـة في تلك المناطق الهشة، من أجل تحقيق المزيد من الانتشار "الإرهابي"، عـلى أن يستفيد كل منهما بإمكانيات الآخر، وفق الخبير.