تحذيرات من هجمات عشوائية لداعش إثر مقتل البغدادي
الاستخبارات الأمريكية تتعقب حوالي 6 أشخاص قد يكون واحد منهم هو الزعيم الجديد للتنظيم، من بينهم عبدالله قرداش.
سلطت عدة صحف أجنبية، الثلاثاء، الضوء على مصير تنظيم داعش بعد مقتل زعيمه أبوبكر البغدادي، والتهديد الذي يشكله حاليا، مطالبة باستراتيجية شاملة لمكافحة التنظيم.
كما حذرت الصحف، في الوقت نفسه، من هجمات عشوائية انتقامية في أعياد الميلاد.
- "المدمر" واثنان آخران أبرز القادة المحتملين لداعش بعد مقتل البغدادي
- من بن لادن للبغدادي.. البحر مقبرة رؤوس الإرهاب
واعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن مقتل البغدادي يمثل نقطة تحول بالنسبة للتنظيم الإرهابي، مشيرة إلى أنه خسر كل الأراضي التي كان يسيطر عليها، والآن يعمل بشكل كبير من خلال سلسلة خلايا منتشرة في جميع أنحاء العراق وسوريا، مع وجود خلايا تابعة في دول أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الأمريكية تتعقب حوالي 6 أشخاص قد يكون واحد منهم هو الزعيم الجديد للتنظيم، من بينهم عبدالله قرداش، الضابط السابق في جيش صدام حسين.
وحذرت من أن الأوضاع التي سهلت ظهور داعش ما زالت قائمة، فكثير من المناطق في سوريا ما زالت تشهد صراعات ويختبر العراق موجة جديدة من الاضطرابات.
أما صحيفة "الجارديان" البريطانية، رأت خلال افتتاحيتها أنه "رغم ما يشكله مقتل البغدادي من ضربة لتنظيم داعش، لكنها ليست ضربة قاضية".
وأوضحت أنه "بعد انهيار قلاع التنظيم تحول إلى كونه سلسلة من المجموعات الإرهابية الفضفاضة غير المركزية، مما أتاح لأتباعه بتنفيذ أيديولوجيته العنيفة بمفردهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن "البغدادي لم يكن مقاتلا، بل صاحب أيديولوجية، وأن مجموعة من الضباط السابقين بالجيش العراقي هي من أدارت أجهزته الأمنية والعسكرية تحت قيادة البغدادي".
ولفتت إلى أنه "لهزيمته يتوجب على المجتمع الوقوف ضد التنظيم والتابعين له، لكن ربما يكون هذا أمرا صعبا بالنظر إلى الفوضى وعدم الاستقرار الموجودين في المنطقة".
من جانبه، حذر جيمس ستافريديس، القائد العسكري السابق لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الإثنين، من "احتمالية أن يسرع تنظيم داعش من هجماته المخططة بعد مقتل زعيمه، وقد يستهدف أسواق عيد الميلاد".
وأعرب ستافريديس عبر برنامج "توداي شو" الأمريكي عن قلقه الشديد مع اقتراب موسم الإجازات، متوقعًا أن تصبح أسواق عيد الميلاد "هدفًا غنيًا للانتقام" لمقتله.
وشدد على أن "داعش ليس فردًا واحدًا، لسوء الحظ"، بحسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأوضح ستافريديس أن "داعش سيعود بشكل ما، مؤكدًا ضرورة عمل الولايات المتحدة مع الحلفاء والشركاء والأصدقاء في المنطقة، في وضع استراتيجية متماسكة لملاحقة داعش".
أما مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فقد رأت أنه "في حين يوجد سبب معقول للاحتفال بعد مقتل البغدادي، سيظل تهديد التنظيم قائمًا ما دام يفشل العالم في التصدي لسبب نشأته في المقام الأول".
وأشارت إلى أن "التنظيم الآن يفتقر للقيادة والأراضي، لكنه لن يختفي ببساطة".
وأوضحت المجلة أنه منذ خسارة التنظيم لمساحات الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، كانت هناك تحولات تجرى داخل داعش، إذ ظهرت فصائل مختلفة، فيما أصبحت الجماعات التابعة له تركز على مشاكلها وشواغلها الداخلية بشكل أكبر، مما قد يشير إلى رحيل أعضاء من الجماعات التابعة والانضمام إلى مجموعات إرهابية أخرى، أو ربما يعني أن تتحول كليًا إلى مجموعات أخرى.
وأشارت المجلة إلى أن "البغدادي في المستقبل سيعرف على أنه إرهابي فاشل تمسك بهرطقة وصبا نحو جنون العظمة وتسبب في معاناة لا توصف لملايين السوريين والعراقيين، وفي النهاية أنهى حياته بينما كان هاربًا".
وتابعت: "يجب أن ينظر العالم بحرص للظروف التي أدت لظهور التنظيم والعمل على ضمان منعهم من الخروج ثانية في المستقبل".