خبراء: مقتل البغدادي ضربة قاصمة للإخوان
مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي كان قد اعترف بانتماء "البغدادي لتنظيم الإخوان في 2014".
أجمع خبراء في شؤون الحركات المتطرفة أن مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي ضربة قاصمة لتنظيم الإخوان وسيعطل مصالح الجماعة بالمنطقة.
كما أكدوا أن "البغدادي" كان ينفذ مخططات الإخوان بالتنسيق بينهما.
وعلاقة الإخوان و"داعش" ليست خفية، فهما وجهان لعملة واحدة، غير أن الجماعة تعد الشجرة الأم التي خرجت من رحمها كافة التنظيمات الإرهابية حول العالم وفي مقدمتها تنظيما "داعش" و"القاعدة".
وقال المفكر الإسلامي المنشق عن الإخوان ثروت الخرباوي، إن البغدادي هو ابن جماعة الإخوان، حيث انضم إليها في شبابه، ثم سلك طريق التطرف والإرهاب معتمدًا على فقه سيد قطب.
وأوضح "الخرباوي"، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن البغدادي كان يعمل على تحقيق مصالح تنظيم الإخوان في المنطقة، مشيرا إلى أن الجماعة قامت بالتنسيق مع داعش وحماس لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في مصر بعد 30 يونيو/حزيران مباشرة، خاصة بعد فض اعتصام رابعة المسلح.
وقال إن "هناك عمليات إرهابية تم تنفيذها في مصر بالتنسيق بين الأطراف الثلاثة".
ووصف مقتل البغدادي بـ"الصدمة" للإخوان وتسبب في حالة كبيرة من الإحباط داخل التنظيم، حيث يعد البغدادي واحدا من أهم رجاله وحلفائه في المنطقة.
وأكد الخرباوي أن كافة التنظيمات الإرهابية حول العالم خرجت من رحم الإخوان، مدللًا على ذلك بأن عبدالله عزام مؤسس تنظيم القاعدة كان إخوانيا بارزا بالتنظيم الدولي وكذلك أبوبكر البغدادي.
وكان مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي اعترف في أكتوبر/تشرين الأول عام 2014 بانتماء أبوبكر البغدادي لتنظيم الإخوان الإرهابي، وقال في مقطع فيديو منشور له على "يوتيوب" إن البغدادي كان ينتمي للإخوان في سن الشباب.
وأضاف الخرباوي أن زعيم داعش كان يميل إلى القيادة وأغراه تنظيم الإخوان بعد خروجه من السجن.
من جانبه، قال خالد الزعفراني، الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، إن مقتل البغدادي سيؤثر بشكل كبير على الإخوان لأنه كان يعمل على تحقيق مصالحها، مشيرا إلى أن كافة العمليات التي قام بها تنظيم "داعش" في مصر كانت جزءا من مخطط الإخوان لضرب استقرار البلاد.
وأوضح "الزعفراني" لـ"العين الإخبارية" أن جماعة الإخوان هي الشجرة الأم لكافة التنظيمات الإرهابية في العالم، وأن سيد قطب يعد المنظر الحقيقي لفكر السلفية الجهادية الذي ينتهجه تنظيما "داعش" و"القاعدة"، فضلًا عن أن الإخوان لا تمانع في التعاون مع الشيطان من أجل مصالحها.
وأورد الموقع الأمريكي "مشروع محاربة الإرهاب" تقريراً يسلط الضوء على الترابط ما بين الفكر الإخوان والإرهاب حول العالم.
وأكد التقرير أن حركة الإخوان التي تأسست في مصر عام 1928 ونشرت فروعاً لها في العالم، أثرت بشكل مباشرة على عدد من قادة الإرهاب البارزين الذين خرجوا من تحت عباءتها.
وقال إن جماعة الإخوان التي تعد أقدم جماعة أيديولوجية منظمة، حيث ألهمت مؤسسي القاعدة من خلال أفكار زعيمها سيد قطب الداعية للجهاد العنيف، حيث كان الباعث الحقيقي لأحداث 11 سبتمبر/أيلول عندما تم ضرب برجي التجارة العالمية وكثير من الحوادث الإرهابية.
وأشار إلى أن كلا من قادة تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وزعيم داعش أبوبكر البغدادي، وغيرهم انتموا إلى الإخوان قبل توليهم أدوارا في شبكاتهم الإرهابية الخاصة، وأن الجماعات المتطرفة العنيفة مثل داعش تنتهج أيديولوجية الإخوان.
ووصف الدكتور عبدالرحيم علي، رئيس مجلس إدارة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، مقتل أبوبكر البغدادي، بـ"ضربة موجعة" لكل التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية، وجميع التنظيمات والجماعات التكفيرية التي خرجت من رحم هذه الجماعة المارقة.
وقال "علي" إن "مقتل البغدادي سيسهم في نهاية التنظيم الذي انتشر بصورة بشعة داخل العراق وسوريا وليبيا، بعد الدعم الكبير الذي كان من سلطان الدم والإرهاب رجب طيب أردوغان"، خاصة أن "داعش" كان قد وصل إلى ذروته بعد السيطرة على مقدرات الدول الاقتصادية ممثلة في ثروات النفط.
وطالب عبدالرحيم علي المجتمع الدولي بالإسراع في تقديم الدعم الكامل للسلطات الشرعية في الدول الموجود بها تنظيم "داعش" الإرهابي للقضاء عليه، مؤكدًا أن جماعة الإخوان الإرهابية ستتأثر سلبيًّا بمقتل البغدادي.