إرهابي معتقل من تنظيم "داعش" في السجون العراقية يعترف بانتهاء التنظيم، وارتكابه جرائم بشعة ضد المدنيين تصل إلى القتل لمجرد القتل.
اعترف سجّان داعشي وقع في يد القوات العراقية خلال حملتها لاستعادة مدينة الموصل، أن "تنظيم داعش في العراق انتهى"، مؤكدا أن عناصره يرتكبون اعتقالات عشوائية في حق المدنيين العراقيين، بل يقتلون لمجرد القتل، ويستهدفون العزل من السلاح.
مالك خميس حبيب، القائد السابق بالتنظيم، يقبع الآن في أحد السجون العراقية منذ ديسمبر/كانون الأول 2015، ليذوق مرارة السجن وإحساس السجين، ويدور داخل تلك العلاقة المعقدة والغريبة بين السجين والسجان التي عبر عنها، ليبدأ بعد أوقات طويلة من العزلة الاعتراف بالذنب والبحث عن الغفران، حسب ما ذكرته صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن حبيب البالغ من العمر 45 عاما، قوله: "قبل بضعة أشهر لم أتوقع أبدا أن تنجح القوات العراقية في الانتصار علينا، ولكن الآن بدت مقتنعا أنه لم يعد لنا مستقبل، تنظيم داعش في العراق قد انتهى، بعد أن تمكنت القوات العراقية من اعتقال عدد كبير من عناصرنا وحررت نسبة كبيرة من الأراضي التي كانت واقعة تحت سيطرتنا.. لم يعد لنا مكان في هذا البلد".
وحسب الصحفي الأمريكي سكوت بيترسون الذي التقى السجين الداعشي في زنزانته، فإن حبيب قال هذه الكلمات وصوته يملأه مرارة وندما.. وفي عينيه نظرة إلى مستقبل غامض.
وكان حبيب موظفا في وزارة البترول العراقية؛ حيث كان يتقاضى راتبا كبيرا قياسا بهذه الفترة قبل 2011، قبل أن ينضم إلى تنظيم "داعش" في 2012 ويخوض معهم هجمات منفصلة على القوات العراقية، قبل أن يشارك في اجتياح التنظيم الإرهابي للعراق في يونيو/حزيران 2014.
وقال حبيب: "قاتلت معهم وكنت فرحا بانتصاراتهم وسيطرتهم على الموصل وتحركهم نحو الاستيلاء على المزيد من الأراضي، شعرت بالزهو وبأنني جندي وأننا قادرون على إسقاط الحكومة".
ثم يسود فترة من الصمت –كما ذكر بيترسون الذي قال إن حبيب ذهب مع ذكرياته حين بدأ الحديث عن من قتل حيث غابت عينيه في نظرة لفراغ لا يبصره إلا هو قبل أن يعود للحديث- قائلا: "كنا نقتل مدنيين، في البداية كنا نستهدف الشيعة وأفتوا لنا أنا سندخل الجنة، ولكن في النهاية كنا نقتل بهدف القتل، الجميع كانوا هدفا للقتل الشيعة والسنة، الجميع كانوا هدفا للقتل".
وأضاف: "الهدف كان سياسيا وليس دينيا، داعش تاجرت بالدين حتى تسيطر على العقول، أقنعونا بأن حكومة بغداد عدو يجب القضاء عليه، وسقوط الموصل أشعرنا بالزهو وأننا اقتربنا من إسقاط العدو، ولكن الجندي الذي يحارب في سبيل الله لا يقتل أناسا عزلا من السلاح.. كنا نقتل".
فترة صمت أخرى، قبل أن يتحدث بصوت أشبه بالبكاء: "عائلتي لا تعرف أين أنا، ولا أريدها أن تعرف فلن أستطيع مواجهتهم، أشعر بالندم وصوت تلك المرأة التي اقتحمت بيتها وهي تقول لي ‘لقد دمرتمونا’ ما زال يدوي في أذني، لا أعرف كيف أبحث عن الغفران، لا أعرف كيف أعيش مع ضميري، لقد أخطأت كثيرا".
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg جزيرة ام اند امز