مقتل زعيم داعش.. مكسب انتخابي لأردوغان أم هشاشة تنظيم؟
يصب إعلان تركيا مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي في مصلحة الرئيس رجب طيب أردوغان، لكنه يفتح أيضا مسارا لانتقال القيادة إلى أفريقيا.
والليلة الماضية أعلن أردوغان الذي يخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف الشهر الجاري مقتل زعيم داعش الجديد أبو الحسين القرشي، في خضم حملة انتخابية لا تزال نتائجها غير محسومة مع تقدم مرشح المعارضة في استطلاعات الرأي.
لكن بقدر ما عكس الإعلان استفادة مؤكدة للرئيس التركي، بات من المحتمل أن تكون أفريقيا وجهة جديدة للتنظيم الإرهابي لاستقرار القيادة بها بعد سلسلة ضربات لرأس التنظيم خلال الشهور الماضية.
ولم يقدم الرئيس التركي الكثير من المعلومات عن العملية ولا مكانها واكتفى بقوله "إنها عملية للاستخبارات التركية في سوريا" مؤكدًا أن الاستخبارات التركية، كانت تتعقب زعيم داعش، منذ زمن طويل.
وتسلم الزعيم الرابع لتنظيم "داعش" منصبه في 30 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، عقب مقتل الزعيم الثالث أبو الحسن الهاشمي القرشي أثناء معارك التنظيم في محافظة درعا جنوبي سوريا منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2022.
يأتي إعلان الرئيس التركي مليئًا بالرسائل للداخل والخارج، في ظل تغيرات حادة في السياسة التركية، وبدء مصالحة مع الدول الإقليمية، كما يأتي الإعلان كدعاية قبل أسبوعين من الاستحقاق الانتخابي. وحول تداعيات إعلان الرئيس التركي لمقتل تنظيم داعش يرى عمرو فاروق الكاتب والباحث في الإسلام السياسي أن "طريقة إعلان الرئيس التركي للخبر يحمل رسائل عدة، فهو أراد أن يقول للقوى العالمية أنه لا يزال قادر على القيام بدور فعال في الحرب على الإرهاب المعولم، وللداخل أراد أن يقول للناخبين، أنه لا صحة لادعاء معارضيه يستثمر في الإرهاب".
إعلان بطعم الدعاية
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية" أشار فاروق إلى "أن طريقة إعلان خبر مقتل زعيم داعش خلال لقاء تلفزيوني مع الرئيس التركي في بث مباشر مشترك بين عدة قنوات تركية محلية، تحمل طعم الداعية الانتخابية المزدوجة، فهو قصد أن يشاهده الأتراك، نحن أمام دعاية انتخابية أراد أن يقول للناخبين الأتراك تمسكوا بحزب العدالة والتنمية لأننا صمام أمان ضد الإرهاب العالمي، وأننا نطاردهم في العمق السوري".
أما الرسالة الثانية حسب فاروق فهي للقوى العالمية المتحالفة ضد الإرهاب، التي أراد أن يثبت لها أنه لا يزال رجل المرحلة ويمكنهم الاعتماد عليه في تقديم المعلومات الاستخبارية لتقويض التنظيم الإرهابي، وأنه قادر بدون معونة خارجية مهاجمة أوكار التنظيم في عمق سوريا ويمكن لرجال استخباراته الوصول إلى مقر الزعيم الداعشي الجديد وقتله".
هشاشة داعش
من جانبه، رأى أحمد سلطان الكاتب والباحث في الإسلام السياسي أن مقتل الزعيم الرابع بعد أشهر قليلة من مقتل أبو الحسن الهاشمي الزعيم الثالث، يعني أن التنظيم يمر بأضعف حالاته وأنه مخترق حتى الرأس، وأن استمرار تمركزه في سوريا بات محل شك.
ففي تصريح لـ"العين الإخبارية" أكد " أن توالي الضربات على داعش يعني في المقام الأول أن التنظيم يمر بأزمة شديدة وأنه مخترق من قبل الاستخبارات التركية، فكل القيادات – حسب سلطان- قتلوا في مناطق تحت السيطرة التركية.
الزعيم القادم؟
ويرى سلطان" أن اغتيال القرشي ستكون له آثاره السلبية على التنظيم، الذي يعاني من الانقسام الحاد بين أعضائه فالمجموعة العراقية لم تعد تثق في غير العراقيين ولا يقبلون تولي زعيم من الخارج في حين أن المجموعة السورية ضاقت ذرعًا من تصرفات العراقيين، ومع قتل واعتقال العديد من قيادات الصف الأول يصبح من الصعب التكهن بزعيم داعش الجديد.
وتوقع سلطان أن يتأخر الإعلان عن الزعيم الجديد بعض الوقت لحين تسوية الخلافات داخل التنظيم، ليس فقط في تسمية الزعيم الجديد ولكن حسم دولة تمركز القيادة، فثمة مجموعات من جنسيات مختلفة تنادي بضرورة الانتقال والتمركز خارج سوريا، التي لم تعد آمنة بعد استهداف قادة التنظيم الميدانيين حتى أعلى الرأس.
ويرى سلطان أن ثمة إشارات إلى أن أفريقيا قد تكون المحطة القادمة لقيادة التنظيم فأفرع التنظيم لا تزال متماسكة هناك.
وتلقى تنظيم داعش الذي سيطر عام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، هزيمته أولى في العراق عام 2017 ثم في سوريا عام 2019، وخسر كامل مناطق سيطرته الأساسية، وفقد ما عرف وقتها بدولة الخلافة، إلا أن خلاياه النائمة والمختبئين لا يزالون يشنون هجمات محدودة في البلدين ضد أجهزة الأمن.
aXA6IDEzLjU5LjEyOS4xNDEg جزيرة ام اند امز