مقاتلو داعش يفرون من التنظيم بعدما أوشك على الانهيار
طالما كان شعار داعش البقاء والتوسع، وهو ما انخدع به عدد ليس بالقليل من الشباب. ومع تعثر مشروع التنظيم الإرهابي، لم يعد شعاره هذا جذابا
طالما كان شعار تنظيم داعش الإرهابي هو البقاء والتوسع، وهو ما انخدع به عدد ليس بالقليل من الشباب على وجه الخصوص. وبينما بدأ مشروع داعش يتعثر، لم يعد شعار داعش هذا جذابا، فقد تقلصت قوته وأهميته بدرجة كبيرة بعد انهيار سيطرته على معظم أراضيه في سوريا والعراق.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا قالت فيه إن تنظيم داعش بدأ يستنفد قوته؛ حيث فرت أعداد كبيرة من مقاتليه ومؤيديه الأجانب.
وأكدت مصادر في داعش للجارديان أن صفوف التنظيم باتت تنكمش بسرعة شديدة في سوريا، بينما تتصاعد حدة المعركة البرية نحو الرقة والطبقة، شمال شرق البلاد، حيث كان التنظيم قد نشر مقاتلين أجانب على نطاق واسع في هاتين المنطقتين على مدار الأربع سنوات الماضية.
وبينما تتزايد الهجمات ضد داعش حول 2 من معاقله الحضرية الرئيسية؛ الرقة في سوريا والموصل في العراق، بدأ التنظيم يستخدم بصورة متزايدة طائرات بدون طيار كوسائل مراقبة وإسقاط قنابل منقولة جوا على القوات المتقدمة.
وأفاد مسؤولون في أوروبا وتركيا بأن أعدادا متزايدة من إرهابيي داعش الذين أنضموا إلى التنظيم في 2013، تواصلوا مع سفاراتهم لبحث سبل لعودتهم إلى بلادهم.
علاوة على ذلك، يعتقد أن الأعضاء الأكثر التزاما بالأيديولوجية الداعشية، يستغلون الهجرة الجماعية للتسلل إلى تركيا ثم السفر من خلالها إلى أوروبا والانتقام هناك من عرقلة داعش، ما يثير مخاوف جديدة من احتمال توجيه هجمات على القارة.
وبين هؤلاء، حسبما تعتقد أجهزة استخبارات غربية، أعضاء بارزون في ذراع العمليات الخارجية للتنظيم، الذين انضموا إليه من عدة دول أوروبية تشمل بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وأستراليا.
ويعتقد أن 250 أجنبيا مؤيدا لداعش على الأقل قد تسللوا إلى أوروبا منذ أواخر 2014 وحتى منتصف 2016. وبالرغم من قيام الشرطة التركية بسلسلة اعتقالات بداية هذا العام، والقضاء على طرق تهريب بعضها عبر اليونان وأخرى عبر بلغاريا، إلا أن مسؤولين استخباراتيين في المنطقة يعتقدون أن بعض هذه الطرق لا تزال مستخدمة رغم جهود إغلاقها.
من جانبه، قال مسرور برزاني، مستشار الأمن لحكومة إقليم كردستان في شمال العراق، للجارديان: "ستتغير طبيعة القتال ضد داعش إلى حرب استخباراتية. هزيمة داعش تحرمه من أراضيه وتمنعه من جذب وتجنيد مقاتلين أجانب. وهذا بدوره يؤدي إلى تنفير المقاتلين الأجانب من البقاء ضمن صفوفه، وفي النهاية سيحاولون الهرب أو الاستسلام". ويضيف للجارديان: "ومع ذلك، يمكن أن يظل تهديد المقاتلين الأجانب قائما ولا ينبغي استخفاف عودتهم إلى بلادهم".
ويعتقد أن ما يصل إلى 30 ألف مقاتل أجنبي عبر إلى سوريا للقتال مع داعش. وتقدر الحكومة الأمريكية أن 25 ألفا منهم قد قتلوا. وانضم نحو 850 مقاتلا بريطانيا إلى صفوف داعش وجماعات إرهابية أخرى مثل جبهة النصرة وفي بعض الحالات في الحرب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويعتقد أن نحو نصف هؤلاء البريطانيين قد عادوا إلى المملكة المتحدة، وأن 200 منهم تقريبا قد قتلوا.
وأخيرا قالت الجارديان إنه تم القبض على بريطانيين اثنين ومواطن أمريكي من بين عشرات المقاتلين الأجانب التابعين للتنظيم، على الحدود التركية. وحسبما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أتراك، يعتقد أن هذا البريطاني في منتصف العشرينيات وكان يحاول عبور جنوب تركيا مع زوجته التي يقال إنها بريطانية من أصل بنجلاديشي، بالإضافة إلى رجل أمريكي يبلغ 46 عاما وصل إلى الحدود مع زوجته السورية وسيدتين مصريتين قتل زوجيهما في سوريا أو العراق.
ويقول البريطاني إنه سافر إلى سوريا للاستقرار هناك لا للقتال. ووفقا للمسؤولين، اعترف أنه كان مستقرا في الرقة والباب، وكلاهما من معاقل داعش القوية هناك، حتى تمت استعادة الباب بواسطة قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا، أوائل هذا العام. وبعدها اختفى في إبريل/نيسان 2015 بعد سفره إلى لارنكا في قبرص، ويقول جيرانه للجارديان إنه على ما يبدو تبنّى الفكر الداعشي بعد وقت قليل من اختفائه.
ونقلت الجارديان عن متحدثة باسم الخارجية البريطانية أنهم على تواصل مع السلطات التركية بخصوص احتجاز الرجل البريطاني على الحدود السورية التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إطلاق سراح زوجة البريطاني، ويمكن أن تصدر أحكام بالسجن 7 سنوات ونصف السنة أو 15 سنة ضد البريطاني والأمريكي، إذا ثبتت إدانتهما.