وثائق: "خلايا التماسيح" استراتيجية داعش الجديدة بعد "الذئاب المنفردة"
وثائق التنظيم الإرهابي التي عثر عليها في سوريا تكشف عن خطط لتسليح وتمويل متطرفين يتوارون عن الأنظار في أوروبا.
في الوقت الذي أعلنت فيه قوات سوريا الديمقراطية، السبت نهاية دولة داعش المزعومة، كشفت وثائق حصلت عليها صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أن التنظيم الإرهابي تبنى استراتيجية جديدة لاستهداف الغرب أطلق عليها اسم "خلايا التماسيح".
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته، الأحد، لمراسلتها في شمال سوريا لويز كالاهان إن "داعش" يخطط لهجمات جديدة في أوروبا، ودعم عناصره الموجودين بالفعل هناك، مشيرة استنادا للوثائق التي حصلت عليها إلى أنه زرع خلايا نائمة أطلق عليها التنظيم اسم "خلايا التماسيح"، عبر أجزاء من سوريا وشكل فرق اغتيالات لاستهداف أعدائه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق كانت محفوظة على قرص صلب سقط خلال تبادل لإطلاق النار بين خلية نائمة لداعش والقوات المحلية قبل شهر في منطقة صحراوية محررة شمال شرق سوريا.
وأوضحت أن القرص الصلب يحتوي على مستندات تضم مئات من أسماء عناصر التنظيم وميزانياتهم ومراسلاتهم، مرجحة أن ما يدعم صحة الملفات هو تفاصيلها، وهي سمة مميزة للنظام البيروقراطي في قلب التنظيم الإرهابي.
وفي رسالة مكتوبة في يناير/كانون الثاني، موجهة إلى زعيم محلي للتنظيم في سوريا، يحدد أحد القياديين البارزين الذي يطلق على نفسه اسم أبو طاهر الطاجيكي خطة لمساعدة أعضاء داعش في أوروبا على شن هجمات، وإحضار عناصر داعش من الخارج إلى سوريا.
وتقول الرسالة المكتوبة بصيغة الغائب: "الأخ (الطاجيكي) لديه أفراد ويريدون العمل في مناطق خارج تكاليف الولايات البعيدة، فلا مانع لدينا من أن يتواصل معهم وينفذوا العمليات".
وتشير الرسالة إلى طلب الإذن لتأسيس مكتب للعلاقات الخارجية لإدارة العمليات في أوروبا وغيرها من المناطق
وتضيف الرسالة: "قبل أن ينفذوا العمليات يرسلون لنا الأهداف إن كان التواصل آمنا، وإلا فلينفذوا. ولن نقصر معهم بما يحتاجون لمن أراد ذلك، ولكن الأمر يحتاج إلى واقعية ومصداقية".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الطاجيكي" كان يعتزم تقديم خططه إلى لجنة أرسلها زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، لكن تم تأجيل الاجتماع بعد مقتل أحد الوسطاء، حيث يسأل في الرسالة، عن فرصة أخرى لتقديم الاقتراح.
ووفقا للصحيفة، يُعتقد أن البغدادي يقبع في مخبأ صحراوي سري مع "كبار أمراءه"، وليس في معقل "داعش" الأخير في قرية الباغوز، التي كانت مسرحاً للقتال العنيف في الأسابيع الأخيرة، والتي سقطت على يد قوات الأكراد المدعومين من الغرب.
وفي رسالتين أخريين تم إرسالهما إلى قادة "داعش" في العراق وسوريا من الكاتب نفسه، الذي على الرغم من أن اسمه يبدو أنه عراقي وليس طاجيكي، يقدم أوراق اعتماده قائلا: إنه أصيب في اليد اليمنى والساق اليمنى ثم ساقيه، وتعهد بالولاء لداعش في عام 2013، ثم يقدم نفسه ورجاله.
وكتب في الرسالة: "نرسل لك، اقتراحنا، وهو إنشاء خلايا تماسيح"، مستخدما تعبيرا لا يستخدمه "داعش" على نطاق واسع ويبدو أنه يشير إلى قتلة يتوارون عن الأنظار تحت السطح، حيث يضيف: "سوف يقتصر عملهم على قتل أعداء الله وأخذ أموالهم وإرسالها إليك- إذا كنت تريد ذلك".
ولفتت الصحيفة إلى أنه لديهم بالفعل طاقم جاهز للعمل، بما في ذلك الفنيين والمتسللين عبر الإنترنت وليس لديهم أي أموال أو أسلحة.
ووفقا للصحيفة، يظهر جدول بيانات ميزانية التنظيم لمجموعة تضم 65 مسلحا في دير الزور أنهم يدفعون 35 دولارًا شهريا، وتحصل زوجاتهن على المبلغ نفسه، بينما تحصل الأسر على 25 دولارا شهريا لكل طفل، ويتقاضى أحد المسلحين، الذي لديه 4 زوجات و10 أطفال، 425 دولارا شهريا، بينما تتقاضى زوجة أخرى 70 دولارا.
ورجحت الصحيفة أن دقة حفظ السجلات والتوافر الثابت للأموال حتى عندما كانت قوات التحالف تقصفت "داعش" تعد مؤشرا على أن التنظيم كانت مستعدا تماما للهزيمة.
واختتمت بالإشارة إلى أن أحد تقارير الميزانية ربما يعطي فكرة عن سبل بقاء التنظيم، حيث يتم تخصيص 5 آلاف دولار للعمل السري، فيما تشير وثائق أخرى إلى أن أعضاء خلايا "داعش" النائمة يحاولون إنشاء شركات خاصة؛ لا سيما بشراء الناقلات وتجارة النفط لاستخدمها من أجل مراقبة أجزاء من الصحراء والسيطرة عليها.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA== جزيرة ام اند امز