فرنسا دفعت 500 ألف دولار رواتب لإرهابيين دواعش بسوريا
محققون فرنسيون اكتشفوا أن جزءا كبيرا من الفرنسيين الذين سافروا للقتال بين صفوف تنظيم داعش الإرهابي، استمروا في تلقي مستحقات الضمان
اكتشف محققون فرنسيون أن جزءا كبيرا من الفرنسيين الذين سافروا للقتال بين صفوف تنظيم داعش الإرهابي، استمروا في تلقي مستحقات الضمان الاجتماعي.
ووفقا لتقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، كانت تعمل إحدى الوحدات المكافحة للجريمة في فرنسا وتعرف بـ"Criminal Brigade" أو BAC منذ سنوات على وقف تمويل المنظمات الإرهابية، وهي من استراتيجيات مكافحة الإرهاب الفعالة حيث تسعى إلى حرمان الإرهابيين من الأموال اللازمة لتنفيذ هجمات ومؤامرات.
وتوصلت هذه الوحدة مؤخرا إلى أن أقارب نحو 100 مقاتل فرنسي في داعش، يهربون مستحقات ضمانهم الاجتماعي إليهم في سوريا. كما وجدت الوحدة الفرنسية أن نحو خمس إجمالي المقاتلين الفرنسيين في داعش كانوا يتلقون هذه المستحقات.
وكانت عائلات هؤلاء المقاتلين الإرهابيين تحصل على مستحقاتهم المالية باستخدام وثائقهم، ثم ترسلها إليهم في سوريا عبر تركيا. وفي فرنسا، يحصل العاطل عن العمل على ما يعادل 640 دولارا في الشهر.
وفي تصريح لصحيفة لوفيجارو الفرنسية، قال أحد المحققين إن الآباء كانوا يحصلون على الأموال من مركز العمالة أو صندوق إعانة الأسرة، ثم يقومون بإرسالها إلى أبنائهم في مناطق القتال عبر تركيا على وجه الخصوص.
وفي الفترة ما بين 2012 و2017، اكتشف المحققون الفرنسيون أن 190 فرنسيا قام بتحويل أموال من فرنسا إلى أقاربهم من المقاتلين في داعش والقاعدة قبل بروز التنظيم في سوريا. كما اكتشفوا محتالين آخرين ليسوا مواطنين فرنسيين جاءوا من تركيا ولبنان.
وتوصلت BAC أيضا إلى أن ما يعادل 500 ألف يورو وصلوا إلى أيادي الإرهابيين من فرنسا، يمكن أن ينضموا إلى صفوف داعش، أو هم بالفعل أعضاء فيه. كما علموا أن التنظيم الإرهابي تلقى أكثر من 2.3 مليون دولار إجمالا من أوروبا العام الماضي بموجب 420 عملية احتيال في الحصول على المستحقات المالية.
ووفقا لأحدث الإحصاءات التي أجرتها مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية في العاصمة واشنطن، سافر قرابة 1910 فرنسيين إلى سوريا والعراق للقتال مع داعش. وعاد منهم 271 إلى البلد، فيما يعتقد أن نحو 700 ما زالوا في الشرق الأوسط.
وعلى الصعيد الداخلي، تتعامل فرنسا مع 18 ألف شخص مشتبه في تطرفه أو اقترابه من التطرف.
وبدأت فرنسا بالفعل في سجن الأقارب الذين يرسلون أموال إلى المقاتلين في سوريا. والشهر الماضي، حكمت إحدى المحاكم الفرنسية على أم و3 أبناء بالسجن عامين لإرسالهم أموالا إلى ابنها الصغير الذي تقول السلطات إنه يحارب مع داعش في سوريا. ورغم إنكار الأم حقيقة معرفتها أن ابنها يستخدم الأموال لهذه الأغراض، وجدت المحكمة أنها لا تقول الحقيقة.