قصة "رجل داعش" الألماني.. عراب قتل وتعذيب
بعد سنوات من محاولة الإفلات من العقاب، أدين رجل ألماني بالتورط في جريمة قتل إبان نشاطه في صفوف "داعش" بسوريا.
وأدانت المحكمة الإقليمية العليا في دوسلدورف، الشاب الألماني نيلس دوناث (٣١ عاما)، بالسجن 10 سنوات بعد تعذيبه سجينا حتى الموت في سوريا.
وهذا هو أول حكم يدين داعشيا في ألمانيا على خلفية جريمة قتل ارتكبها في سوريا أو العراق، إبان انضمامه لتنظيم "داعش" الإرهابي، وفق صحيفة "بيلد" الألمانية.
واستغرقت السلطات الألمانية أكثر من عامين لإدانة دوناث، ففي البداية حكم على الرجل بالسجن ٤ سنوات ونصف في عام ٢٠١٦، بتهمة الانضمام لتنظيم داعش"، وعضوية في فرقة "الاقتحام" التابعة للتنظيم والتي كانت تعتقل المعارضين المفترضين في سوريا، وتنقلهم لزنازين التعذيب.
وفي ذلك الوقت، لم تستطع محكمة دوسلدورف إثبات تورط دوناث في جرائم تعذيب وقتل، وأثبتت فقط عضويته في فرقة الاقتحام.
ولم يصدق المحققون الألمان تأكيدات دوناث بعدم تورطه في التعذيب أو القتل، ولكنهم لم يستطيعوا تقديم دليل يدينه في هذا الإطار.
الأكثر من ذلك أن دونالث نال عفوا عن عقوبة الـ٤ سنوات ونصف بعد أن قدم شهادة للمحكمة ضد رجلين ألمانيين لعبا أدورا قيادية في صفوف تنظيم داعش في سوريا.
وفي ٢٠١٦، نجحت صحيفة بيلد الألمانية في الوصول إلى شاهد سوري يدين دوناث بشكل مباشر بالتعذيب والقتل، فالشاهد "محمد أ" كان مسجونًا في سجن في مدينة منبج شمالي سوريا، وشاهد كيف عذب دوناث رجلا حتى القتل.
وفي عام 2019، وجه المدعي العام الفيدرالي الاتهام إلى دوناث بالتعديب والقتل وارتكاب جرائم حرب، بناء على شهادة الرجل السوري.
وقام الشاهد الرئيسي بتسمية شاهد آخر كان معه في نفس السجن، وهو "محمود س" الذي انتقل للحياة في ألمانيا، واستطاع الأخير الإدلاء بالشهادة أمام المحكمة الألمانية بعد أن تردد في البداية خوفا من مواجهة جلاده.
وفي أثناء التحقيقات، أجرى محققو الشرطة الألمانية بحثا مكثفا لتعقب شهود آخرين كان مسجونين في نفس السجن وقت ارتكاب دوناث جرائمة عام 2014، وبالفعل نجحت في التوصل لشهود آخرين أدانوا الرجل الألماني بشكل مباشر.
لذلك أشاد القاضي جان فان ليسين صراحةً بضباط الشرطة وعلى وجه الخصوص فريق التحقيق في القضية، وقال "لولا هذه السنوات من العمل الدقيق لم يكن من الممكن إجراء المحاكمة".
وسجلت المحكمة سلسلة من الجرائم التي ارتكبها دوناث في سجن منبج عام ٢٠١٤، وأبرزها ضرب سجين كردي في باحة السجن لردع زملائه السجناء، وضرب سجين آخر بعصا حتى انكسرت العصا، والمجني عليهما قدما شهادة ضد الرجل الألماني أمام المحكمة.
كما أدين دوناث بضرب سجين متهم بتهريب السجائر، ثم حبسه في زنزانة صغيرة مساحتها 50 × 50 سم، واقفا، لعدة أيام.
كما أدين دوناث بتعليق سجين من يديه وقدميه ثم صعقه بالكهرباء، وضرب سجين آخر في ساحة السجن حتى لم يعد قادرا على المشي.
أما واقعة القتل فجرت في السجن في يوليو/تموز ٢٠١٤، عندما كان إرهابيو تنظيم "داعش" بتعذيب شقيقين صغيرين قاتلوا في صفوف الجيش السوري الحر، وأحد المجني عليهما "حسن ن" يصرخ من العذاب، ولعن تنظيم دعش، وفسر الجلادون سباب حسن على أنه خروج عن الدين.
وبعدها، قام دوناث وثلاثة من الإرهابيين بضرب المجني عليه حسن حتى الموت.