بـ"المطرقة" والإرادة".. أمن العراق يحبط "هجمات رمضان"
بعد تراجع استمر أكثر من شهرين عاد تنظيم داعش إلى تصعيد هجماته الإرهابية في العراق، ما استدعى ردا أمنيا حاسما.
ومنذ أيام سجل العراق العديد من الخروقات الإرهابية لخلايا تنظيم داعش تركز أغلبها عند المناطق النائية والحدودية في محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى.
وجاءت أغلب تلك الهجمات وفق تكتيك الاشتباك السريع والضرب من وراء الجدران ومن ثم الانسحاب التكتيكي باتجاه مناطق ذات تضاريس معقدة يصعب تعقبهم فيها.
وكانت السلطات العراقية أطلقت مطلع فبراير/شباط الماضي عمليات عسكرية متلاحقة ومتصلة استهدفت خلايا الإرهاب في مناطق متفرقة من العراق.
وكانت مصادر أمنية تحدثت في وقت سابق، عن مخططات هجومية لتنظيم داعش يسعى إلى تنفيذها ضمن ما يسمى بـ"غزوة رمضان"، تستهدف ضرب المناطق الآمنة والقيام بعمليات نوعية لتهديد أمن المدن.
وتزامنت تلك الأنباء مع إعلان السطات الأمنية، الثلاثاء الماضي، حالة "الإنذار الشديد"، لمدة 72 ساعة تحسباً لهجمات إرهابية بحسب مصادر مطلعة.
وأمس السبت، أطلقت القوات العراقية المرحلة الثانية من العملية العسكرية "الإرادة الصلبة"، التي استهدفت منابع الإرهاب في عمق صحراء الأنبار ومناطق الفرات الأوسط، شاركت فيها قطعات مختلفة من بينها مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة والرد السريع.
وفي الـ13 من أبريل/نيسان الجاري، انطلقت عملية "المطرقة الحديدية" التي تستهدف أوكار الإرهاب في وداي الشاي وأزغيتون والمناطق المحاذية لسلسلة جبال حمرين في محافظة كركوك.
وحول العلميات الأخيرة قال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، لـ"العين الإخبارية"، إن "العمليات الجارية أسهمت في إحباط مخططات الإرهاب في استهداف المدن العراقية خلال شهر رمضان الكريم".
وأضاف الخفاجي أن "الاستراتيجية الأمنية التي اعتمدت خلال العمليات الجارية هي الضربات الاستباقية لقطع الطريق أمام مخططات داعش الإجرامية والثانية عدم إعطاء القوت الكافي لتلك التنظيمات أن تعيد الثقة بنفسها من أجل تنظيم صفوفها مجدداً".
وأوضح المسؤول الأمني أن "المرحلة الثانية من الإرادة الصلبة جاءت استكمالاً للمطرقة الحديدية بعد أن بدأت مجاميع الإرهاب تفقد ملاذاتها في مناطق وادي الشاي وجبال حمرين مما اضطرها إلى الذهاب باتجاه حاضنات لها غرب العراق".
وأشار الناطق الرسمي باسم العمليات المشتركة إلى أن "العمليات الجارية اشتركت فيها العديد من القطعات، بينها فرق محمولة جواً تؤدي أهدافاً ووجبات آنية وخاطفة استناداً لمعلومات استخبارية".
وبحسب البيانات الرسمية للسلطات العراقية، أسفرت العمليات العسكرية عن مقتل العشرات من تنظيم داعش بينهم قيادات في الخط الأول، فضلاً عن تدمير كهوف وملاذات ومخابئ ومعامل تفخيخ".
وتتزامن تلك التطورات مع اضطراب سياسي يشهده العراق على وقع الصراع الدائر إزاء ظروف تشكيل الحكومة الجديدة وخرق البلاد للتوقيتات الدستورية.
وتعيش البلاد حالة من فراغ دستوري بتحول مهام الوزارة الحالية إلى حكومة تصريف أعمال بعد مضي أكثر من نصف عام على انقضاء الانتخابات التشريعية المبكرة دون استكمال مخرجاتها طبقاً للنتائج التي جاءت فيها.
من جانبه، قال الخبير الأمني أحمد الشريفي إنه "من الممكن أن تسهم الأوضاع السياسية المرتبكة في العراق بإعطاء شيء من الجرأة للتنظيم في إعادة نشاطه بما يوفر بيئة أكثر انسيابية للقيام بالعمليات الإرهابية".
وأضاف الشريفي لـ"العين الإخبارية" أن "عدم إمكانية إحكام ضبط الحدود بالمطلق يهيئ لعمليات التسلل بإضافة الموارد البشرية للتنظيم التي تصبح كامنة لحين أن تتوفر لها الظروف المناسبة من أزمات سياسية واضطرابات داخلية لتنفيذ مخططاتها الهجومية".
وطالب الشريفي بألا تقتصر المعالجات في مواجهة التنظيم الإرهابي على الجوانب الأمنية والعسكرية، وإنما يجب أن تمتد إلى النواحي السياسية باعتبار أن القرار الأمني يجب أن يراقب برلمانيا لتحسين الأداء العسكري".