"مزحة قاسية".. والدة ضحية أمريكي تواجه الجلاد الداعشي
في واقعة نادرة، من مقابلة الجلاد والضحية، مثُلت والدة صحفي أمريكي أعدم في سوريا، أمام أحد المتهمين باختطافه من عناصر تنظيم داعش.
وتعبيرا عن الصدمة قالت والدة الصحفي الأمريكي جيمس فولي، في شهادتها أمس الإثنين في إطار محاكمة أحد خاطفيه، إنها كانت تأمل في البداية أن تكون التقارير عن إعدام ابنها في سوريا "مزحة قاسية".
ومثلت دايان فولي أمام المحكمة كشاهدة في محاكمة الشافعي الشيخ (33 عاما) المتهم بإعدام جيمس فولي وثلاثة أمريكيين في سوريا. وقالت: "لم أشأ أن أصدق الأنباء... بدا الأمر مروعا للغاية... كنت آمل أن تكون مجرد مزحة قاسية".
وأوضحت أنها استوعبت ذلك في وقت لاحق عندما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما على التلفزيون أن جيمس أُعدم بالفعل على يد خاطفيه أعضاء تنظيم داعش.
ويُتهم الشيخ -وهو مواطن بريطاني سابق- بالتورط في إعدام فولي وستيفن ستولوف، الذي كان صحفيا أيضا، إضافة إلى عاملي الإغاثة بيتر كاسييغ وكايلا مولر.
وقالت دايان فولي التي عملت بشكل دؤوب لإنقاذ ابنها من أيدي خاطفيه، إن جيمس، صحفي الحرب المخضرم، توجه إلى سوريا في أكتوبر/ تشرين الأول 2012 ووعد بالعودة في عيد الميلاد.
وبدأت العائلة تشعر بالقلق عندما لم يرد اتصال منه الشهر الموالي بمناسبة عيد الشكر. وقالت أمه: "دائما ما كان جيم يتصل في الأعياد"، مضيفة "ساد صمت رهيب عندما لم يردنا اتصال منه".
الخبر اليقين
وعلمت العائلة من زميل لجيمس بأنه خُطف، وفي الأشهر التسعة الأولى لم تكن عائلته تعرف ما إذا كان جيم على قيد الحياة أم لا، حتى جاء أول دليل حسي على أنه حي من خاطفيه الذين بعثوا في رسالة إلكترونية أجوبة عن ثلاثة أسئلة يعرفها هو فقط.
وفي نفس المحاكمة مثُل أيضا مايكل فولي (46 عاما) شقيق جيمس الأصغر سنا، وقال إن الخاطفين لم ينخرطوا أبدا في أي مفاوضات جدية.
في مرحلة ما، طلبوا من عائلة فولي "الضغط على الحكومة للإفراج عن سجناء مسلمين"، ثم طلبوا فدية بقيمة 100 مليون يورو، على ما قال الشقيق الأصغر للضحية.
وأضاف مايكل "هذا المطلب أيضا لم يكن منطقيا كالمطلب السابق"، موضحا "لم تكن هناك أي قدرة لتلبية أي من المطلبين".
ولم يرد أي اتصال من الخاطفين منذ ديسمبر/ كانون الأول 2013، حتى أغسطس/آب 2014، عندما تلقت عائلة فولي رسالة إلكترونية تتضمن تهديدا.
وحذرت الرسالة من أن جيمس سيُعدم ردا على قصف أمريكي استهدف تنظيم داعش، وبالفعل أُعدم بعد بضعة أيام ونُشر تسجيل فيديو للعملية المروعة على الإنترنت.
وقال مايكل فولي إنه أُبلغ بوفاة شقيقه في اتصال من صحفي طلب رد فعل من العائلة.
وشاهد على الإنترنت الفيديو الذي يظهر شقيقه بلباس برتقالي، وسفاح كان يحمل سكينا ويعرف باسم "جون الجهادي".
"شاهدته مرة أو اثنتين.. ولم أشاهده بعد ذلك لكنه مطبوع في ذهني"، يعلق شقيق جيمس.
خلية البتلز
ويتهم الشيخ بأنه أحد أعضاء خلية تابعة لتنظيم داعش، كانت تنفذ عمليات خطف وإعدام، أطلق عليها تسمية "البيتلز" بسبب لكنة أعضائها.
والخلية متورطة في خطف 27 شخصا على الأقل في سوريا بين الأعوام 2012 و2015، غالبيتهم من الولايات المتحدة والدنمارك وفرنسا واليابان والنرويج وإسبانيا. وأفرج عن بعض المخطوفين بعدما دفعت حكوماتهم فدية مقابل الإفراج عنهم.
ونشر التنظيم المتطرف تسجيلات مروعة على الإنترنت لإعدام فولي وستولوف وكاسيغ، لأغراض الدعاية للتنظيم. وذكرت تقارير أن كايلا مولر سُلمت لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي الذي اغتصبها مرارا قبل أن يقتلها، وفق التقارير.
وألقت القوات الكردية في سوريا القبض على الشيخ ومواطن بريطاني سابق آخر هو أليكساندا آمون كوتي البالغ 37 عاما في يناير/ كانون الثاني 2018 خلال محاولتهما الفرار إلى تركيا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، تم تسليمهما إلى القوات الأمريكية في العراق، ثم نقلا إلى فيرجينيا حيث وجهت لهما تهم احتجاز رهائن والتآمر لقتل مواطنين أمريكيين ودعم منظمة إرهابية أجنبية.
وأقر كوتي الملقب بـ"رينغو" بالذنب في سبتمبر/ أيلول 2021، وبموجب الاتفاق الذي أبرمه مع المحكمة سيمضي 15 عامًا في سجن بالولايات المتحدة قبل أن يسلّم مجددا إلى بريطانيا لمحاكمته هناك.
وقُتل عضو الخلية محمد إموازي في ضربة نفذتها طائرة أمريكية من دون طيار في سوريا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، فيما يقبع العضو الرابع آين ديفيس في سجن بتركيا بعد إدانته بالإرهاب.
وينفى الشيخ الاتهامات ويشير محاموه إلى التباس في الهوية لدى اعتقاله. ويواجه في حال الإدانة حكما بالسجن مدى الحياة.