لمحة من الموصل.. قناص داعشي يناور الأكراد والأمريكيين
قناص داعشي يعرقل تقدم القوات الكردية في بعشيقة، يسلط الضوء على لمحة مما ستشهده المعارك داخل مدينة الموصل
رغم ثقة قوات البشمركة الكردية التي اقتحمت بلدة بعشيقة الخاضعة لتنظيم "داعش" في شمال العراق بأنها ستبسط سيطرتها هناك سريعا، إلا أن قناصا واحدا تابعا للتنظيم الإرهابي بدأ في إطلاق النار من مبنى يكتسي باللون الأحمر، ليعرقل التقدم الكردي والأمريكي لوقت وجيز، وهو ما يعكس لمحة مما قد تشهده القوات العراقية عند دخول مدينة الموصل.
وأطلق القناص الإرهابي النار كل 5 دقائق تقريبا على القوات الكردية والقوات الخاصة الأمريكية المرافقة لها، مما أعاق أي تقدم لقافلتهم المؤلفة من 40 عربة، وهو ما رآه مسؤولون كبار بالمخابرات الكردية أن شراسة سيبديها "داعش" لإبطاء تقدم الجيش في الأزقة الضيقة بالمدينة، حيث نشر عددا كبيرا من القناصة.
وفي شوارع بعشيقة، استطاعت القوات الكردية والقوات الأمريكية الداعمة لها حشد مجموعة هائلة من العتاد المسلح. واصطفت مركبات أمريكية مدرعة مضادة للكمائن والألغام ومزودة بأسلحة رشاشة عيار 50 ملليمترا تعمل بالكمبيوتر في الشارع على مقربة من القناص.
ودرست القوات الخاصة الأمريكية -التي تحمل بنادق قناصة متطورة وبحوزتها تكنولوجيا متقدمة- الموقف بعناية في الوقت الذي كان يدوي فيه أزيز الأعيرة النارية وترتد من المباني، وكان القناص يطلق كل عدة دقائق دفعات من الأعيرة النارية باتجاههم، كما شوهد إرهابي آخر من على مسافة وهو يركض بين المنازل حاملا بندقية آلية من طراز إيه كيه-47.
ورد الأمريكيون بإطلاق النار من أسلحتهم الرشاشة المحمولة على المركبات المدرعة المضادة للكمائن والألغام، وشوهدت الأعيرة النارية وهي تصيب شرفة المبنى الأحمر، ورد القناص بإطلاق النار وكانت كل طلقة تحمل رسالة مفادها "لم تتمكنوا من اصطيادي".
اقرأ أيضا:
"البشمركة" تقتحم بعشيقة.. واشتباكات مع داعش
بالصور.. أنفاق الموصل.. تكتيك "داعش" للكر والفر كالفئران
"بعشيقة" نار كامنة تحت رماد الأزمة بين أنقرة وبغداد
وفي وقت مبكر من الإثنين، وبعد أيام من إزالة القنابل من المناطق القريبة، دخلت قوات البشمركة الكردية بعشيقة، لكن بعد ساعة من دخول البلدة انفجرت سيارتان ملغومتان قرب قافلتهم لتتصاعد أعمدة الدخان الأبيض على مسافة 15 مترا، ولم يصب أحد في التفجيرين لكن تبدد أي إحساس بالارتياح نتيجة تزايد التوتر الذي أحدثه القناص.
وبالإضافة إلى دفعات الأعيرة النارية التي انطلقت من المركبات المدرعة تجاه القناص، جرى أيضا إطلاق قذائف موجهة نحو المبنى الذي يتحصن فيه القناص، واستُهدفت أيضا الأبنية المجاورة بعد أن شوهدت أعيرة نارية تنطلق منها.
ولم يتضح ما إذا كان هناك رفاق مع القناص أو أنه يتحرك من مبنى إلى الآخر عبر أنفاق تحت الأرض، التي يقول المسؤولون الأكراد إن الإرهابيين يستخدمونها عندما يتعرضون لضغوط شديدة، مشيرين إلى أن "داعش" استعان بقناصة على درجة عالية من المهارة من مناطق صراعات مثل الشيشان.
وبدا في لحظة ما وكأن القناص قد تم إسكاته، لكن انطلقت أعيرة نارية من اتجاه آخر؛ مما جعل أحد القناصة الأمريكيين يصيح قائلا: "إن إطلاق النار قادم من المبنى الأخضر"، وقال زميل له على مقربة "أبلغ ستيف بأننا نحتاج إلى القذائف".
وفي حين أظهر الأمريكيون إحساسا بالعجلة حيث ربضوا قرب المباني في محاولة لاكتشاف خط مباشر لنيران القناص، جلس 2 من المقاتلين الأكراد بهدوء في الشارع الذي تعرض لإطلاق النار ليتناولوا الطعام، وعلى مسافة قريبة انشغل مقاتل كردي آخر بغلاية شاي سوداء غافلا عن قذائف المدفعية التي تطلق نحو القناص.
وفي النهاية نفد -على ما يبدو- صبر قوات البشمركة والقوات الخاصة الأمريكية من لعبة القط والفأر، وتم توجيه 3 ضربات جوية للمنازل التي كان يتحرك منها القناص.
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز